مقالات

   “القرآن في عيون العلماء” مهند الشريف      –      الإمارات  

ان ما جاء في مقاليّ الدكتور داود سليمان (النمسا) والأستاذة تغريد البشير (الإمارات) جاء غيرةً على أمة الإسلام وأمة القرآن واستشرافاً لمستقبل أفضل، وتنويراً لعقول أنهكها التخلف والركض وراء الخرافةوالفراغ والكلام السهل والترهات والمهاترات والخلافات التي لا قيمة لها، فالعلم عماد كل شي و القرآن هو مبتدأ العلم و بيته و نوره و كماله.

إن دراسة القرآن والتأمل فيه، والبحث في التفاسير، والتفهم الصحيح لآياته من دون تدخل الهوى يجعل البنيان صحيحًا قوي الأعمدة، وصدق الله العظيم: “اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون”، وإن القراءة الصحيحة لما جاء في النصوص تجعل منا لا نصدف عما في القرآن. قال تعالى في كتابه العزيز: “فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها”. إن القرآن محكم التنزيل واضح البيان فيه علم كل شي وتفسير ظواهر كل شي في الكون والتاريخ والزمن، إنه معجزة خاتم الرسل والذي حفظه الله من التحريف والضياع في لوحه المحفوظ وعقول الناس كما جاء في القرآن الكريم: ” ن والقلم وما يسطرون. ما انت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجراً غير ممنون”. لقد بين القرآن أن العلماء هم وحدهم القادرون على بيانه وتوضيح آياته: “إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ”. إن الراسخين في العلم قادرون فقط هم على تأويل القرآن الكريم، واستنباط آياته وحكمه واستشراف مستقبل العلم والكون  وحاضره وماضيه: “و ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم”، “و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلا أولو الألباب”. إن العلم والقوانين هي من صنع الله، وليست بمحض المصادفة، فهل العلم الذي جاء به الإنسان بمحض المصادفة بالتأكيد إلا نتاج بحث ومراجعة في العلم الماضي والحاضر و استشراف المستقبل، وهو هرم بناه الله، ورأس الحكمة مخافة الله. لقد علَّمَنا الله أن العلم يأتي بدرجات نصعد عليها درجةً درجة،و رويداً رويدا حتى نبلغ الأرب، ففي خلق السموات و الأرض والعرش حكمة لنا، إن كل شي يأتي بالتأني ودرجةً درجة وكان الله قادرًا على أن يخلقها كلها في لحظة ورمشة عين، ويأتي بها كذلك في القرآن.قال تعالى “إن ربكم الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش”، فالله موجود منذ الأزل وإلى الأبد، فلماذا في ستة أيام، ثم استوى على  العرش؟ ذلك ليعلمنا أن العلم هرمي وأن الدراسة ليست بمحض المصادفة، وكذلك الخلق.

إن القرآن أتى بكل شي تفصيلًا منطقيًا واقعيًا بعيدًاً عن الخرافة، وكل شي فيه يفسر بالعلم والقرآن يفسر العلم كل العلم.. في القرآن حديث التاريخ الغابر والحاضر والمستقبل. حديث التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي والحرب والسلام والفن والإبداع.. حديث المستقبل، نعم المستقبل.علينا نحن المسلمين أن نبحث في القرآن عن حاضرنا ومستقبلنا..عن علومنا وعن كل العلوم، ونمحص فيه لنصل إلى الدرجة الرفيعة التي يبغيها الله من الإنسان على الأرض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. نعيم رضوان ..
    أحسنت في شرحك وتوضيح ما جاء في مقال الدكتور داود فكان من الروعة بمكان تحية من القلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى