أخبار

“في يوم المرأة الإماراتية.. قراءة في التجربة والواقع” احتفالية ندوة الثقافة والعلوم بدبي

د. منى البحر و عائشة سلطان و نجوم الغانم
بلال البدور يكرم د. منى البحر
.. ويكرم نجوم الغانم

عائشة سلطان: معادلة الحفاظ على هوية المجتمع

وتحقيق الانفتاح تحدٍ مطروح

 

د. منى البحر: تجربتي الدراسية أكسبتني التجربة

و اكتشاف الذات وشغفي بالمعرفة

 

نجوم الغانم : فجوة بين المفهوم والتطبيق

      وعلى الأسرة التمسك بالثوابت

عقدت ندوة الثقافة والعلوم بمناسبة يوم المرأة الإماراتية الأربعاء 31 أغسطس 2022 ندوة في مقرها بدبي بعنوان “في يوم المرأة الإماراتية.. قراءة في التجربة والواقع” شارك فيها د. منى البحر مستشار معالي رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي والمخرجة السينمائية نجوم الغانم، وذلك بحضور بلال البدور رئيس مجلس الإدارة، وعلي الشريف، وجمال الخياط  عضوي مجلس الإدارة ود. حصة لوتاه ونخبة من المهتمين.

أدارت الندوة الكاتبة عائشة سلطان عضو مجلس الإدارة، مؤكدة أن الأمم والمجتمعات تحتفي بمختلف الأيام والمناسبات الاجتماعية والدينية، ليتجاوز الضجيج الإعلامي والخطب المتكررة، فالاحتفاء من الأمور المحمودة التي تعارفت عليها كل الثقافات والمجتمعات الإنسانية باعتباره طريقة متحضرة لتذكر العطايا والنعم والإنجازات والشعور بالامتنان تجاه من سبقنا، وأضافت أن “الإمارات تحتفي في يوم 28 أغسطس من كل عام بيوم المرأة الإماراتية، فشكرا لمن وضع لبنة هذا البناء الذي نحتمي به ونتمتع بخيراته” وتساءلت في يوم المرأة الإماراتية: ماذا عسانا نفعل أو نقول للاحتفاء؟، وأكدت أن علينا استذكار تضحيات الأمهات والجدات والعمات والخالات والأخوات والجارات والصديقات، اللواتي عبرن في حياتنا وتركن أعظم الأثر وأجمل الذكريات، وأن نحاول أن نترسم خطى من رحل منهن ، ونقبل جبين من لازلن بينا ونقول للمرأة بكل صدق: هذا العالم جميل وعظيم ورحيم ومتماسك لأنك سيدته وجوهرته.

وتقدمت عائشة سلطان بالشكر إلى “أم الإمارات” سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وسمو الشيخة هند آل مكتوم حرم صاحب السموالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولكل امرأة إماراتية أعطت وقدمت وبذلت ولم تدخروسعاً في سبيل رفعة وتقدم شأن النساء الإماراتيات وكل نساء العالم، وذكرت أن الجميع يقف بإعجاب واحترام متأملًا مسيرة خمسين عاماً مضت من الإنجازات والعمل المستمرولسنوات كثيرة آتية، سيظل فيها الجميع مرفوع الرأس فخراً لأنهم أبناء المرأة الإماراتية الحكيمة المكافحة البسيطة الصبورة الثابتة والقابضة بحق ووعي على ثوابتها وهويتها بلا ضجيج ولا مزايدات، ووجهت مقدمة الندوة تساؤلاتها حول المنجز المختلف للمرأة الإمارتية الذي جعلها تحظى بهذا الاحتفاء؟ وما هي الرسالة الضمنية التي تبعثها الإمارات للعالم عبر هذا اليوم؟ ورأت عائشة سلطان أن إطلاق الاتحاد النسائي العام لموسوعة المرأة عام 2018، أكدت فيه الشيخة فاطمة على أمرين هما : تحقيق المرأة الإماراتية للعديد من المنجزات والمكاسب بدعم كبير على جميع المستويات، وأن قضايا المرأة تحظى دائمًا باهتمام المجتمع، فما هي أهم ما يمكن اعتباره قضايا وتحديات لا تزال أمام المرأة الإمارتية، وهل تختلف قضاياها عن قضايا المرأة في أي مكان في العالم؟ وأضافت: منذ أكثر من50 عامًا، وفي سنوات البدايات، كان التعليم والعمل والوعي بالحقوق والواجبات، وتأسيس فكرة المواطنة، من أهم التحديات في تلك الفترة. اليوم في إطار النظرة للمستقبل ما التحديات التي تقف في وجه المرأة؟ كيف اختلفت تحديات الأمس عن تحديات اليوم والغد؟

وختمت مقدمة الندوة  تساؤلاتها قائلة: نتفق على أن الأسرة الإماراتية مسؤولية المرأة الأولى ولا ننسى أهمية دور الأم صانعة الجيل، لكن في ظل مأزق الهوية الذي تواجهه دول الخليج باعتبارها مجتمعات استقطاب للعمالة والاستثمار والثقافات، حيث يعيش فيها عشرات الجنسيات، مما خلق تحديًا ثقافيًا تواجهه الأسرة في المجتمع. كيف يمكن تحقيق معادلة الحفاظ على هوية المجتمع وتحقيق الانفتاح وقبول الآخر دون أن نفقد هويتنا؟ أم  أن إدخال الهويات تأسيسًا لما يسمى “الإنسان العالمي” هو تحدٍ عالمي لا يخص مجتمعات الخليج وحدها؟

                                                 د. منى البحر

عن تجربتها ومسيرتها ذكرت د. منى البحر أنها تعلمت ضمن جيل كامل من خريجات وخريجي المدارس الحكومية، وتدرجت في مسارات التعليم حتى التخرج من جامعة الإمارات تخصص علم اجتماع وأنثروبولوجي، ثم التحقت بجامعة القاهرة لدراسة الماجستير في تخصص علم الاجتماع وتحديدًا حول الأسرة وجنوح الأحداث، ثم انتقلت لبريطانيا في “إكستر” لدراسة الدكتوراه وعادت للتدريس في جامعة الإمارات، ثم تحولت لدراسة الخدمة الاجتماعية وذهبت لأمريكا في جامعة أوهايو الحكومية لاستكمال دراستها في مجال الخدمة الاجتماعية، وكان وجودها في نظام دراسي منفتح ومنظومة قيم مختلفة مثل تحدٍ كبير، إلا أن تجربتها الدراسية وتدرجها ساهمت في تخطي حالة الغربة، وأكسبتها التجربة اكتشاف الذات وإثبات الوجود وجعلها أكثر شغفاً بالمعرفة وتأسست لديها الأطر الفكرية المجتمعية التي ساهمت في مسيرتها العملية. وفي الغربة التقت بالعديد من بنات الإمارات وكان هذا الوجود نوعًا من الدعم لتخطي المرحلة ، كانت الأسرة في البداية غير مرحبة بموضوع السفر، ولكن وجود بعض من بنات الإمارات سواء في مصر أو بريطانيا أو أمريكا ساهم في تشجيعهم على قبول سفرها لإكمال دراستها خارج الدولة، واستطردت قائلة: “وبعد العودة عملت وتدرجت في العمل الأكاديمي بجامعة الإمارات، ثم عملت مستشاراً في مؤسسة الإمارات عند تأسيسها في أبوظبي، ثم عدت للجامعة مرة أخرى، وانتدبت في دبي للعمل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، وبعدها عينت في عضوية المجلس الوطني الاتحادي وتلك التجربة علمتني الكثير في مجال تخصصي وفي قوانين المرأة، والدبلوماسية البرلمانية، وبعدها أصبحت مديرًا تنفيذيًا في مركز “الجليلة”، ثم عدت مرة أخرى للجامعة، وأخيراً انتدبت مستشاراً في دائرة تنمية المجتمعي في أبوظبي، وعدت للكتابة في مجال المقال أو البحث العلمي.

 وعن تخصيص يوم للمرأة الإماراتية رأت د. منى البحر أن المرأة الإماراتية حرقت المراحل سواء في التمكين السياسي أو التعليمي أو الاقتصادي، وحصدت الكثير في فترة بسيطة مقارنة بمجتمعات أخرى، وكثير من البرلمانات العربيات لم يصل فيها عدد النساء المنتسبات لها مثل ما تشهده الإمارات، وبالتالي تستحق المرأة الإماراتية التكريم، و “يوم المرأة الإماراتية” رسالة ضمنية من القيادة بتأييد المرأة، والمرأة الإماراتية محظوظة بوجود قيادة رشيدة تؤمن بحقوق المرأة، وحول أهم القضايا التي تقف أمام المرأة الإماراتية أكدت د. منى البحر أن هناك تحديًا يتعلق بدور المرأة وعلاقتها بالأسرة، فتمكين المرأة مصطلح يحمل الكثير من الأمور، ولكنه يتستخدم أحيانًا في غير محله، فالتمكين منح الشخص الأدوات التي تساعده في خطواته المستقبلية، ولكن البعض اتخذها بمعنى الاستقواء ما ترتب عليه في كثير من الأحيان انهيار بعض الأسر، فلم تعد هناك منافسة لدى الكثيرات من منطلق الشراكة، ولكن أصبح هناك صراع في كثير من الأوقات، وأصبح هناك جيل مختلف يطالب بقدر أكبر من الحقوق، ورفض لمنظومة الأسرة ودور المرأة كزوجة وأم، وارتفعت نسب الطلاق وتدنت نسب الخصوبة، وبذلك انتقلت المرأة من أسر العادات والموروث إلى أسر السوق، وبدون ما تشعر أصبحت قيمتها متمثلة في ما تتقاضاه من راتب وليس ما تقدمه لأسرتها، لذلك يجب أن نضع أمام أعيننا أهمية تعزيز دور الأم والأب والأسرة ككل، وأكدت د. منى البحر أهمية الحفاظ على الهوية، وأن “وجود الآخر يؤكد هويتك ويؤكد تمسكك بها، ولكن الأسرة هي من يحافظ على الثوابت، و الإمارات مجتمع مفتوح منذ القدم، حتى في زمن الغوص والترحال كان هناك تجاوب وتفاعل مع الآخر، لأنك لا تعرف نفسك إلا بعد معرفة الآخر، فجميع الحضارات قامت عبر التلاقح السياسي والاجتماعي والاقتصادي”.

                                                    نجوم الغانم

 عن تجربتها ذكرت نجوم الغانم أن البدايات كانت صعبة حيث نشأت في أسرة بسيطة، ولكنها تربت في بيت جدتها وأخوات والدتها وكانوا متعلمين واعتبروها مشروعهم الثقافي الخاص، وأضافت أنها خاضت مجال العمل  منذ سن 17 في جريدة “الفجر” وبعد إكمالها للثانوية العامة عينت في الجريدة لسنتين ثم انتقلت للعمل صحفية في جريدة “الاتحاد”، وكان حلمها دراسة الفنون الجميلة ولكن الوالد رفض فكرة السفر خارج الدولة، وتزوجت وبعد الزواج والإنجاب هيئت لها فرصة السفر وإكمال دراستها والعمل معاً.

وأكدت نجوم الغانم أن الحصول على بعثة دراسية كان في مقام مكافأة لها من المرحوم خلفان الرومي رئيس تحرير جريدة “الاتحاد” في ذلك الوقت، والذي ساعدها كثيراً في مجالها الوظيفي والدراسي، ودرست في أمريكا في جامعة “أوهايو” لغة ثم درست في مجال الإعلام المرئي الذي ساعدها في مجال هوايتها وشغفها بالفنون والمسرح والسينما، وقد أنتجت بعض المشروعات السينمائية القصيرة في تلك الفترة، كما درست الماجستير في استراليا، وبعدها عادت للإمارات واستمرت في عملها، لكنها قررت التوقف عن العمل في مجال الصحافة والتفرغ لمجال التدريب والعطاء في مؤسسة الإمارات للإعلام، ولكن مع العائلة والمسؤوليات كان عليها التقاعد والتفرغ للأسرة وإكمال شغفها الفني والإبداعي وصناعة السينما.

وأشارت نجوم الغانم إلى أن أم الإمارات الشيخة فاطمة هي من وجهت لتكريم المرأة في ذلك اليوم لما بذلته المرأة الإماراتية من جهد وعطاء، وتذكرت أول وزيرة إماراتية الشيخة لبنى القاسمي وتوليها وزارة الاقتصاد والتجارة وهي وزارة غير نمطية، وأن غالبية الوزيرات يحملن حقائب وزارية مهمة وصعبة وأثبتن نجاحهن فيها، مؤكدة أن تمكين المرأة من قبل المؤسسة الحكومية المقصود به عمل إيجابي، ولكن الإشكالية في المجتمع، هناك فجوة بين المفهوم والتطبيق، فدور الأسرة أساسي ويجب أن يتكامل ولكننا في زمن تحديات وانفتاح لا يمكن التراجع عنه، وأن على الأسرة التمسك بالثوابت والحفاظ على الهوية الوطنية في ظل هذا الانفتاح، خاصة وأن هناك جيلًا جديدًا منفتحًا بلغة وعادات مختلفة، ما يمثل تحديًا   أمام غالبية المجتمعات.

 وأكدت عائشة سلطان أن الجيل السابق نجح في التأسيس لتمكين المرأة رغم ما عاناه في البدايات من ظروف مجتمعية وحياتية، و في الختام كرًم بلال البدور كلًا من د. منى البحر ونجوم الغانم.

                       الحوار

أعقب الندوة حوار شارك فيه د. يوسف شراب مستحضرًا حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب الله ثراه، على تعليم البنات وتشجيعه الأهالي على ذلك، بينما أشارت د. حصة لوتاه إلى أن المجتمع يواجه تحدي الهوية في أساسها الديني والمعرفي ، ومن هنا يواجه الجيل الجدبد خطر الانحراف، كما شارك كل من محمود نور ونعيم رضوان بنصين إبداعين بالمناسبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كل عام والمراة الاماراتية بخير تملك كل الروح الشرقية الساحرة وكل نساء العالم .ندوة مفيدة وممتعة واستفدنا منها الكثير وهذا ان دل على شيء دل على اهتمام القيادة بالمواضيع الحساسة والبناءة .مع كامل احترامي للمنظمين وللمشاركين وللحضور وكنت منهم .مهند الشريف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى