مقالات

حقيقة الضحكة! عادل السميطي      –      الإمارات

اقترب (حمدان) من زميله (ظاهر) ببطء إلى أن بلغ مكان جلوسه، وقال له:

  • ظاهر أريد أن أبلغك بشيء.

أبعد (ظاهر) وجهه عن شاشة الحاسب الآلي وفرك عينيه في إنهاك وقال:

  • قل يا حمدان، ماذا تريد مني؟

قال(حمدان) بحرج:

  • حقيقة لا أدري كيف أبلغك، لكن المدير أمر بإحالتك للتحقيق بشأن مخالفتك للأوامر!

فتح (ظاهر) عينيه عن آخرهما وهب قائمًا عن مقعده وهو يقول بتعجب:

  • أنا؟ أحالني للتحقيق؟ لماذا؟!

أجاب (حمدان) بحرج أكبر:

  • ادعى أنك تأخرت كثيرًا في إنجاز أعمالك!

ظل (ظاهر) واقفا لبرهة وهو يفكر في الأمر، ثم ما لبث ان انفجر ضاحكًا بصورة أثارت دهشة زميله الذي سأله:

  • ما الذي يضحكك يا (ظاهر)؟

استمر (ظاهر) في ضحكته الطويلة للحظات ثم قال وهو يحاول منع نفسه من الضحك:

  • عذرًا يا صديقي، ما أضحكني هو السبب الذي أحالني سيادة المدير من أجله للتحقيق!

عقد(حمدان) حاجبيه وقال:

  • وهل التأخير في إنجاز الأعمال أمر مضحك؟!

أفلتت ضحكة أخرى من (ظاهر) ثم قال:

  • دعني أخبرك السبب الحقيقي يا صديقي. المدير اعتبرني خالفت أوامره بعدم إنجاز الأعمال في وقتها، ولكن لعلمك تلك لم تكن المرة الأولى، فأنا مقر بأنني تأخرت أكثر من مرة سابقة، ولكن هذه المرة اختلفت الحال لأنني لم أحضر له الفطور!

قال (حمدان) مندهشًا:

  • فطور؟! ما علاقة الفطور بالأمر؟!

قال(ظاهر):

  • طلب مني منذ يومين أن أحضر له فطورًا من أحد المطاعم التي يحبها، والتي هي في طريقي للعمل، ولكنني لم أحضره له وتعذرت لسبب ما.

قال(حمدان):

  • ما المشكلة في إحضار الفطور له؟ و أظنه سوف يدفع لك قيمته!

رد(ظاهر):

  • تكمن المشكلة في أنه يدعي أنه سوف يسدد لي قيمة الفطور دائمًا ولكنه لا يفعل، ولاختصار الموضوع عليك دعني أوضح لك الأمر: لقد اعتاد هذا المدير أن يطلب مني كل فترة أن أحضر له فطورًا او أشتري له قهوته المفضلة وذلك على مدار العامين الماضيين، بل وفي أكثر من مناسبة طلب مني أن أسدد عنه فواتير الكهرباء والاتصالات، وفي إحدى المرات وفي منتصف وقت العمل اتصل بي مستعجلًا وأخبرني بانه في اجتماع خارج الإمارة وطلب مني الذهاب على وجه السرعة إلى مدرسة ابنه لدفع مبلغ حجز المقعد الدراسي لكونه آخر يوم وإلا فلن يتم تسجيله! وفي كل تلك المرات يخبرني بأن سيدفع لي لاحقًا ولكني لم أحصل منه على درهم واحد  إلى اليوم! وبعد أن تعددت طلباته، واستشعرت وجود ثمة خطب ما، بدأت في اختلاق الأعذار والتهرب منه حتى لا أتحمل عنه مالا ينبغي لي تحمله، وكان ذلك لمرتين فقط، مرة كانت كما أخبرتك للفطور ومرة أخرى قبلها لا أذكر طلبه بالتحديد، لذلك قام بإحالتي للتحقيق لأنني خالفت أوامره! هل عرفت الآن لماذا أضحك؟! هل فطنت للأوامر التي خالفتها حقيقة؟!

أسقط (حمدان) جسده على أقرب مقعد بجانبه وفغر فاه في دهشة وهو يقول:

  • يا إلهي هل يوجد مسؤول بهذا المستوى من التفكير؟!

أجاب(ظاهر) في سخرية مريرة:

  • ما رأيك أنت؟!

وأنا أسألك السؤال نفسه أيها القارئ الكريم! فما رأيك؟! هل هو موجود حقيقة؟! وكأنني ألمح شبح ضحكة في عينيك، ولعلني أدركت حقيقتها!

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى