مقالات

“بنيان دولة الإنسان” مهند الشريف      –      الإمارات

مهند الشريف

نشأ الإسلام و ترأس دولته رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام إماماً ليقيم العدل والقسط والميزان في كل أمور الحياة.. في أمور الدنيا والآخرة، وأقام هرمًا عظيمًا من البنيان يقوم على أساس متين هو الالتزام و الاحترام والمحبة و الشورى، وجعل العقل الراجح هو الحاكم الأساس في هذه المعادلة وفي هذا البنيان، وأوصى رسول الله بالتزام هذا البنيان بأوامر الحاكم أي الإمام، فقال عليه الصلاة والسلام: “من أتاكم وأمركم جميعٌ على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه”. هذه وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن من الخروج على الإمام ما يدعو للتشتت والفوضى و التشرذم، فلماذا يكون للمفتي إن أخطأ أجر، وإن أصاب فله أجران و هو المسؤول؟ كيف بمسؤول عن شؤون أمته ” كلكم راعٍ  وكلكم مسؤول عن رعيته” فإن اجتهد و أخطأ، و كلمة “اجتهد” تحتها ثلاثة خطوط فكيف لا يكون له أجر! إنه دين الإسلام.. دين العدل و دين الدنيا والأخرة، ونحن في نهاية المطاف بشر نخطئ ونصيب ولسنا من عالمٍ آخر.

 حين أدرك الناس حقيقة هذا البنيان أحبوا بعضهم بعضًا، و لم يبغضوا إلا في مواقف معينة فقط، و هم لا يكرهون كرهاً شخصياً، فأنا لا أكره فلاناً بل أختلف معه، و إن اختلفت لا أؤذيه ولا أؤذي أحبابه أو رعيته، و لا أكرهه لشخصه أو مرتبته أو مواهبه أو ماله أو جماله أو كثرة بنيه أو كثرة محبيه، بل أكره موقفًا معينًا أناقشه وأتباحث معه فيه. هذا هو البنيان الذي قصدت، والمحبة التي عنيت والتي فهمها الصحابة. علينا فهم ديننا الإسلامي بشكلٍ صحيح لا بأهوائنا و رغباتنا، و أن لا نغلوا بل ندرك أركان ديننا وقرآنه وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم و سنته الشريفة.

نحن في عالم هو قرية صغيرة عبر النت و التلفزيون والإعلام و الصحافة والتواصل، فعلينا إيجاد صيغة جديدة نقرأ من خلالها واقعنا على أن لا نتعدى حدود الشرع والقيم و الأخلاق والأعراف.

النصيحةَ النصيحةَ، فالنصيحة هي خير علاج لكل داء أصاب فرداً أم مجتمعًا.النصيحة بقوالبها التي نرغب في أن نقدمها لمن نحب لا لأهوائنا بل لمجتمع سليم معافى محب. قال تعالى: “فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين” (آل عمران).

وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:”إن الله يحب الرفق في الأمر كله” (رواه مسلم)، فكيف أخي المسلم بالنصيحة وبحال الإنسان لأخيه الإنسان؟.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” دخلت امرأة النار في قطة حبستها..” فكيف بأخيك الإنسان!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نعيم رضوان….
    مقال رائع يسلط الضواء على فضل اﻹسﻻم دولة اﻹسﻻم التي بنى دعائمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهم ركائزها العدل والمساوة والحرية والتعامل بين البشر واجترام اﻵخر وكما قاله الله سبحامه ونعالى.. وما أرسلناك إﻻ رحمة للعالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى