Uncategorized

    “مفرقعات” أمان السيد      –      أستراليا

أمان السيد

هذه الفصول المرتبكة كم تجلب من ذكريات!

تسأل نفسك السؤال الأزلي: ما الذي جلبها إلي، وأنا العابر بالأمكنة والفصول والأقنعة..

لا شيء يستدعيها اللحظة.. كوب “الكابوتشينو” يحمل ثمالة حليب الصويا، واسوداد رصيف يمر غبشًا بالذاكرة..

رصيف يحشر فيه المارة أقدامهم، وأكياس تسوق لا تنتهي.. محل لبيع الأحذية، يمتلكه صديق عزيز،  محاذيًا به مدخل بناية تتربع زاوية ذاك الرصيف، حيث مخبز اختار له الفرنسي عنوانًا في سوق أطلق عليه سوق السمك، ولم تعد رائحة السمك تنتشر فيه..

هناك، مرت مجنونة عارية ذات مرة، ليلقي عليها التجار ثوبًا يسترها.. ترى ما الذي سلب تلك المرأة عقلها؟ سؤال آخر يرتد إلى مخيلتي اللحظة، وتتكدس حوله الإجابات..

 صبية تتهيأ للعرس قتلت برصاصة من عاشق وجهها إلى صدرها، وحلا له أن يختم حياته برصاصة ثانية يوقع بها لعشق رآه كبيرًا، وأراه اللحظة أبله..

أما ذاك المصعد الذي تحشره العمارة بين ساقيها مجاورة دكان صديقي بائع الأحذية، فآخر ما استدعته المخيلة اللحظة أيضًا..

 جسد صبية كنت أرقب أظافرها الطويلة الملونة بعناية حين يجمعنا مصعد يفتح ويغلق بمفتاح شخصي.. هي ميتة الآن، لا نظارتها، ولا أظافرها شفعت للورقة بألا تلثم التربة، وللجسد ألا يلف بكفن أبيض تجلب به من المشفى، ويحشر بين بشر يلمهم المصعد، ليتوقف في الطابق الخامس، وأتوقف أنا مدحرجة قدمي في الطابق التاسع من شرفة متطاولة تشرُق البحر حتى النخاع.

فصول مرتبكة..
مخيلة أكثر تبلبلا، وألغام بين الفينة والأخرى تفرقع في ذاكرة تجيش بالرؤى، والمحطات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى