مقالات

“المعالجة السينمائية للأعمال الروائية” جلسة حوارية نظمتها ندوة الثقافة والعلوم ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 41

عائشة سلطان و محمد حسن أحمد و نهلة الفهد و نجوم الغانم

ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 41 ظن نظمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة حوارية بعنوان “المعالجة السينمائية للأعمال الروائية” شارك فيها المخرجة نهلة الفهد والسيناريست محمد أحمد حسن وأدارتها المخرجة نجوم الغانم. بحضور عائشة سلطان رئيس اللجنة الثقافية في الندوة، وعلي الشريف رئيس لجنة الشباب ونخبة من المثقفين والمعنيين

تساءلت نجوم الغانم: مَن منا لا يتذكر “ذهب مع الريح” و “البؤساء” و”الدكتور جيفاغو”، و”سايكو” ، و”العرّاب”، و “آنّا كارنينا” وغيرها الكثير، فهي أعمال تنتمي في الأساس إلى روايات.

وأكدت نجوم الغانم أن العلاقة بين الرواية والسينما تاريخية ومتجذرة، ويزيد عمرها عن مائة سنة وقد ازدهرت بسبب حاجة السينما لموضوعات أصيلة ومختلفة، ففي بداية القرن الماضي تعرضت صالات السينما في فرنسا لأزمة في الموضوع وقلة في الافلام السينمائية، ولهذا تم تأسيس شركة سُميَت “شركة المؤلفين ورجال الأدب” ومن خلال هذه الشركة تم التعاقد مع 300 أديب وكاتب ومؤلف روائي لإمداد السينما بالموضوعات والقصص والنصوص الروائية لاستمرارية عجلة هذا الفن، وهذا ما بدأ في إدخال الأدب والرواية بالتحديد الى عالم السينما وهكذا استمرت العلاقة الإبداعية بينهما”، مشيرة إلى ظهور أول تجربة اقتباس في العالم العربي من عمل روائي للسينما في العام ١٩٣٠ بفيلم “زينب”، المأخوذ عن رواية “زينب” لمحمد حسين هيكل في مصر، وبقيت جمهورية مصر هي المتصدرة في عدد الأفلام التي تم اقتباسها للسينما وبعد أن كانت السينما المصرية قبل الخمسينيات تعتمد كثيرًا على الاقتباس من روايات ومسرحيات وقصص عالمية إلا أنها ومع رواج الروايات المصرية وبروز أسماء روائية مهمة مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس ويحيى حقي،الذين  تم الاعتماد على منجزِهم في تقديم محتوىً آخر أكثر واقعية واقترابًا من هموم وهُوية الناس والمجتمع وأيضاً من باب الاحتفاء بالأدب الوطني،

وأكدت أنه حسب كتاب “الاقتباس من الأدب إلى السينما في تاريخ مشترك” لكل من سلمى مبارك ووليد الخشّاب والصادر عن دار “المرايا للإنتاج الثقافي” فقد ظهرت في مرحلة السبعينيات والثمانينيات أجيال من الأدباء والسينمائيين الثائرين على تقاليد الكتابة وقيود السوق، والمنفتحين على التجريب، و في هذه الأجواء بزغت الكتابة الجديدة بالتوازي مع ظهور سينما المؤلف التي أولت ظهرها للأدب، وسعت لتدعيم مفهوم السينما كفن مستقل.

وذكرت أن أهمية الأدب تبقى فوق كل الاعتبارات وربما لهذا السبب نجد أن السينما لا زالت تنهل منه وهي في حاجة مستمرة للاستفادة من منجزاته، ونظراً للتقدير المبكر للأعمال الروائية ولأهمية الاقتباس وربما ضرورته أسست “أوسكار” جائزتين للسيناريو ذات شقين: أفضل سيناريو أصيل أو أصلي وأفضل سيناريو مقتبس عن عمل أدبي.

في هذا الوقت بالتحديد وصلت السينما إلى ذروة شعبيتها وقوة تأثيرها على مختلف الفئات العمرية وفي هذا الوقت أيضًا استطاعت الرواية أن تؤسس لنفسها مكانة متفردة بين الأجناس الأدبية المختلفة رغم كل التحديات التي تعانيها جميع الشعوب ورغم الشكوى الدائمة من تراجع القراءة ، فإن الأصلي والمقتبس يوجدان معًا.

وترى نهلة الفهد (مخرجة ومنتجة وكاتبة سيناريو) أن الاقتباسات الروائية بدأت مع صناعة السينما، وكانت السينما تعالج الروايات الواقعية باعتبارها ما يبحث عنه الجمهور، وحتى السينما العربية بدأت مسيرتها من الروايات الواقعية التي تعالج المشكلات المجتمعية، والسينما أتاحت للجمهور غير القارئ مشاهدة الجانب الآخر من الرواية، ويتم معالجة الرواية عند تحويلها سينمائية من خلال خطوات عديدة منها كتابة الصورة التي سيكون عليها العمل السينائي، ثم كتابة السيناريو ثم الإخراج، وتؤكد أن القارئ المرتبط بالرواية يرتبك عن عرضها سينمائياً لأن الشخوص مثبتة في ذهنه برؤية مختلفة سواء عند تحويل النص سينمائيًا أو تلفزيونياً مثال عرض مسلسل “ساق البامبو” عند عرضه على حلقات تلفزيونية وأثار الكثير من الاختلاف بين الجمهور القارئ والمشاهد.

وأشارت نهلة الفهد إلى أن مصر سباقة في الاقتباس من الرواية إلى السينما، وأن هذا الاقتباس يواجهه تحديات عدة منها مكان العرض، والجمهور، وأن الثقة في الفيلم الخليجي لا تزال في طور التشكل رغم نجاح بعض التجارب مما يبشر بمستقبل للسينما الخليجية.

وأكد السيناريست والكاتب محمد حسن أحمد أن الرواية لها مساحة من الحضور في منطقة الخليج قبل صناعة السينما، فهناك جمهور قارئ محب للسرد والحكاية، وأنه عندما بدأت صناعة الأفلام في المنطقة تركز البحث عن الفكرة والقصة، ورغم حضور الرواية كعمل أدبي أن أنها سينمائياً طور التشكل في المنطقة، وأن هناك مشكلة نص وغياب للصناعة السينمائية أو قلتها، وأن الاقتباس من الحياة اليومية أكثر انتصاراً وحضوراً لان المتلقي أو المشاهد يتفاعل معها.

وعن الفرق بين الرواية المكتوبة والعمل السينمائي يؤكد محمد أحمد حسن أن القارئ يحب الانتصار لمخيلته المفتوحة وصانع الأفلام يذهب لإطار ثابت ويجبر القارئ على الدخول لمساحات محدودة، لذلك يجد بعض القراء أن الرواية عند قراءتها أهم من الفيلم الذي يقدم الرواية برؤية منقوصة ومثال على ذلك اللغط الذي حدث عن عرض فيلم العطر المأخوذ من رواية بنفس الاسم، وأن الكاتب قد يتخلى عن بعض أفكاره انتصارًا للفيلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى