افتتح معالي محمد المر رئيس مجلس أمناء مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم الإثنين 22 نوفمبر 2022 معرض “تَخَيّل” في ندوة الثقافة والعلوم لطلاب كليات التقنية العليا في ندوة الثقافة والعلوم.
حضر الافتتاح بلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس، ود. صلاح القاسم المدير الإداري، وجمال الخياط المدير المالي، وعلي الشريف رئيس لجنة الشباب، والمهندسة مريم آل ثاني رئيسة لجنة المكتبة والنشر، ود. حنان بن عبدالله العميد التنفيذي للإعلام التطبيقي في كليات التقنية العليا، وأ. د. محمد سلطان العلماء ود. رفيعة غباش ود. سعيد حارب ود. عبدالرزاق الفارس ونخبة من المهتمين والجمهور والطلاب.
المعرض نظمته لجنة الشباب في الندوة ضمن احتفالات اليوم الوطني 51 ، وأكد علي الشريف رئيس اللجنة أن محتويات المعرض لمجموعة من شباب كليات التقنية العليا، وتضم أعمالًا فنية ومجسمات مختلفة الأشكال والرؤى تؤكد ضرورة الاهتمام ورعاية الشباب لتطوير قدراتهم ومواهبهم بما يضم من باقات فنية منها مجموعة من الصورة المعلقة بعنوان “ما تخفيه العيون” للفنانة لطيفة الحمادي، وهي مجموعة صور تتناول لغة العيون وما تحويه من أسرار، وعلاقتها بالمشاعر أو الصحة النفسية لتثير التساؤل حول أسباب تجنب النظر للآخر، فلغة العيون هي لغة تواصل ووسيلة للتعبير عما يدور داخلنا، وتترجم الكثير وهي وسيله لفهم ما في نفوس الآخرين من دون الحاجة للتحدث.
ومن المعروضات مجموعة “الماضي الجميل” للفنانة حصة أحمد البلوشي، وتضم صورًا تحتفي بالماضي الجميل وتحتفل بزينة المرأة وقوتها على مر السنين. تؤكد الفنانة أنها من جيل أصغر من هذه البيوت لكنها بقيّت معهم ولم تعش في هذا الزمن ولكنهم متمسكون بهذا الماضي، لذا تنقله هي للعالم اعتزازاً بثقافتهم وارتباطهم الكبير بماضيهم. وتفسر حصة سر هذا الارتباط بحقبة مضت لكنها لم تمض من قلوبهم وبقيت المرأة الإماراتية على مر السنوات تمضي قدماً في جميع الاتجاهات.
ومجموعة “الحالمون المحبطون” للفنانين يوسف محمد القصاب والسيد عبداﷲ الموسوي وسلطان إياد جمال وناصر صالح النعيمي تضم صورًا مفاهيمية تناقش قضية التنمر اللفظي الذي يمارسه البعض من باب الدعابة والتدخل في قرارات الآخرين ومدى تأثيره فيهم، وكيف يمكن أن يكون عائقًا لإنجازاتهم.
وشكلت مجموعة “مخوّرة” للفنانة موزة جمال الفلاسي لمسة إماراتية تعكس ظاهرة التركيز الكبير على الشكل والمظهر خلال شهر رمضان المبارك، والاستعداد له من خلال تفصيل ٣٠ مخوّرة على مدى 30 يومًا في رمضان، وابتعدت غالبية الناس عن التركيز على العبادات والشعائر الدينية والتقرب إلى اﷲ، فأصبحت تجمعات السحور مجالس للّعب والأكل ومشاهدة المسلسلات. وتهدف موزة الفلاسي من هذا العمل إلى إعادة النظر في ترتيب أولويات النساء في هذه الأيام المعدودات.
وتعبر مجموعة “العين الحمراء” للفنان علي مبروك السعدي عن الوصول إلى أقصى مراحل الغضب والاستياء وظهور الجانب القاسي منا، والذي غالبًا ما نحاول تجنبه، إضافة الى أن ذلك العمل يجسد المصطلح الشائع استخدامه عند الغضب “لا تخليني أراويك العين الحمرا”.
وركزت مجموعة “المجلة بتلات” للفنانين محمد فكري وعبداﷲ ماجد وعلي السعدي وسعيد الكعبي على نشر الوعي حول زراعة الحدائق ومعلومات عن بعض الأشجار، بينما ضمت مجموعة “أعباء المعتقدات” للفنان راشد عبداﷲ المهيري صورًاعن أهمية المرأة في المجتمع، إضافة إلى الدور المهم الذي تحمله في الحياة اليومية مختبئة وراء زينتها لتواجه أعباء بعض المعتقدات التي فرضتها بعض المجتمعات عليها.
وشكلت مجموعة “مكاتيب” عملًا تفاعليًا يعيد الحضور إلى الماضي عن طريق كتابة رسالة على آلة كاتبة من الطراز القديم، لتطلق صرخة مفادها: فلنكتب رسائل لأنفسنا، رسائل لذلك الطفل الذي كبر اليوم ورسائل للمستقبل وما يحمله من أسرار.
وبعد المعرض عقدت جلسة حوارية تحدث خلالها معالي محمد المر للمشاركين عن أهمية اقتناص الفرص المتاحة أمام الجيل الحالي من إمكانات علمية وتقنية وانفتاح على العالم لتطوير إمكاناتهم، وتسخير التكنولوجيا وما توفره من معلومات ومادة معرفية ثرية للارتقاء بمواهبهم وملكاتهم الفنية والعلمية.
واستحضر معالي محمد المر بدايته المعرفية ، وكيف استغل مرحلته الجامعية عند دراسته في الخارج لإشباع شغفه بالعلم والمعرفة وخوضه دورات في الفن التشكيلي والسينما والمسرح والموسيقى باعتبار أن المعرفة وحدها من دون دراسة وعلم وقراءة تصبح منقوصة، وأن الجيل السابق كان لديه فضول معرفي رغم قلة الإمكانات عكس الجيل الحالي الذي تتوفر أمامه كل الفرص لتحصيل العلم والمعرفة.
بعد ذلك استعرض بلال البدور مع الحضور شريط ذكريات عن ندوة الثقافة والعلوم منذ بداياتها، وكيف كانت فكرة بين مجموعة من أبناء الوطن المهتمين والمهمومين بالفكر والعلم والمعرفة، وكيف تطورت وأصبحت منارة وتسعى دائمة لتقديم كل ما يخدم الثقافة والعلم.
وأضاف البدور أن الندوة من خلال جائزتي راشد للتفوق العلمي وجائزة العويس للإبداع تهدف لتكريم المتعلمين وحثهم على مزيد من التفوق والإبداع.
وبعد ملاحظة د. رفيعة غباش أن ندوة الثقافة والعلوم تحرص ضمن فعالياتها على تكريم المبدعين، رأت الدكتورة حنان بن عبدالله عميد تنفيذي كلية الإعلام التطبيقي أن كليات التقنية العليا وقسم الاتصال التطبيقي خاصة يركز على الخبرة العملية وأهميتها في مسيرة الطلاب العلمية، والمعرض يمثل جهودهم على أرض الواقع من خلال معرض تخيّل والمشاريع المتنوعة المعروضة، وقد ساهم الطلاب بكل تفاصيل الإعداد للمعرض والعمل على الأعمال الفنية والتفاعلية، وإبداع الطلاب والطالبات اليوم لم يأت من فراغ فهو ثمار للثقة المعطاة لهم والدعم من قبل ندوة الثقافة والعلم لعرض أعمالهم وابداعاتهم”، وكان راشد حسن السعدي من كليات التقتية الغليا فد استهل الجلسة الحوارية بتعريف عن المعرض وجهود تنظيمه.
وأكدت د. أحلام البناي أن المعرض فرصة للطلاب لخوض تجربة عرض أعمالهم الفنية بطريقة إبداعية تضيف للعمل قيمته وتساهم في إدراك الطلاب أهمية مشاركة أعمالهم وفنونهم و تطوير مهارات العرض والأداء، وسررنا جدًا بالحصول على الدعم من الندوة ونشيد بجهود الطلاب وعلى ما قدموه من أعمال فنية وورش وفعاليات مصاحبة.
وذكر راشد حسن السعدي طالب إعلام تطبيقي في كلية التقنية دبي للطلاب أن معرض تخيل يعكس إبداعات طلبة كليات التقنية العليا، من قسم الاعلام التطبيقي، وجاءت مشاركتي كطالب في تنظيم معرض “تخيل” ضمن مساق إدارة المشاريع، وكنت حلقة وصل بين الطلاب والمحاضرين في اظهار مشاريع عديدة تبرز مدى ابداعنا في الجانب الفني والتنظيمي.