إبداعات

شَعبُ الإماراتِ السّعيدُ* لُباب أَكرم قُنْبُس – الإمارات

هذا الرّملُ بِساطُنا،

وهذا البَحرُ صَديقُنا،

وَسُفُنُ الحياةِ مُبحِرَةٌ،

وَأُغنياتُ “النَّهّامِ” تَغمرُنا بالأملِ،

وَشَمْسُ قُلوبِنا تَرسمُ خَريطتَها الخَضراءَ

مِنْ جِهَةِ أبوظبيٍ إلى رَأْسِ الخَيمَةِ،                          …

أَجدادُنا رَسموا أحلامَهُمْ،

قالَ عابِرُ سَبيلٍ:

مَنْ ذا الّذي يَنقشُ على الرّملِ؟

إنّ الرّيحَ تَبتلِعُ كُلَّ شَيءٍ في هَذهِ البيداءِ!

كانَ “المُطَوِّعُ” يَتلو مَعَ الأبناءِ: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾

وكانَ الأبناءُ يَحفظونَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ قَوْلَ جَدِّهِم المُهَلَّبِ بنِ أَبي صُفْرَةَ:

      تأبى الرّماحُ إذا اجتمَعْنَ تَكَسُّراً

وَإِذا افتَرَقْنَ تَكَسَّرَتْ آحادا

وكانَتْ أشرِعَةُ القُلوبِ

تَتهامَسُ عَنْ رِحلَةٍ لِفارِسٍ وَشَعبٍ،

وَأَعناقُ النُّوْقِ والنَّخيلِ والرَّمْلِ اشرَأَبَتْ،

وقالَتْ: هَيْتَ لَكَ،…

وأقامَت النّوارِسُ احتفالاً

حينَ لاحَتْ مِنَ الجِهَةِ الأُخرى راياتٌ وَبشائرُ،

قالَتْ أُمّي لِجارَتِنا:

هَلْ حَفِظَ أبناؤكِ نَشيدَ دَولتِنا الوَليدَةِ: “عيشي بلادي، عاشَ اتّحادُ إماراتِنا”؟

قالَتْ الجارَةُ: وَنَحنُ حَفِظْناهُ مَعَ أبنائِنا،

نَحنُ كَتَبْناهُ على صَفحاتِ قُلوبِنا،

طَوَّقْنا بِهِ أعناقَنا،

وَحَصَّنّا بِهِ مُسْتَقْبَلَنا،

كُنّا نَصوغُ مِنْ لآلئِ البَحرِ قَلائِدَ لِأَرواحِنا،

واليومَ نَصنعُها مِنْ لآلئِ اتِّحادِنا،

إِنَّهُ غَوْصٌ جَديدٌ لِفَجْرٍ مُتألِّقٍ،

أَيُّها الاتِّحادُ المُتَدفِّقُ،

أيُّها الشَّعبُ النَّبيلُ،

رَسَمَ زايدٌ وراشِدٌ وَإخوانُهُما خَريطَةَ وَطَنٍ،

تأمّلَ مُحمّدٌ وَمُحَمّدٌ وإخوانُهُما الخَريطَةَ،

وفي عيدِ ميلادِ اتِّحادِ بلادِهِم،

قالَوا: هذا الوَطَنُ زايدٌ،

هذا الوَطَنُ راشِدٌ، وَصَقرٌ، وَسُلطانُ، وَمُحمّدٌ، وحَمَدٌ، وَسُعودٌ، …

هذا الوَطَنُ بِثَوْبِهِ الجَديدِ

وَطَنٌ لَهُ تاريخٌ مَجيدٌ،

هذا الوَطَنُ الّذي نُحَصِّنُهُ بِقُلوبِنا وأرواحِنا

وَطَنُ شَعبِ التَّسامُحِ والتَّعاضُدِ،

وَطَنُ شَعبِ الإماراتِ السَّعيدِ …

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*القصيدة من ديوان للشّاعرة بعنوان (امرأة البحر والذّاكرة) الطّبعة الأولى/ دمشق 2022م/ بموافقة وزارة الإعلام واتّحاد الكُتّاب العرب في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى