مقالات

في رحاب “جائزة القوافي”  ناهدة شبيب      –      سورية

مهرجان الشارقة للشعر العربي عرس ثقافي تألق فيه القصيد

الشيخ د. سلطان القاسمي يسلم ناهدة شبيب جائزتها
محمد القصير ومحمد عبدالله البريكي وناهدة شبيب

عصية علي  الكلمات كلما حاولت الكتابة عن تجربتي الأخيرة في رحاب “جائزة القوافي” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ضمن مهرجان الشارقة للشعر العربي – الدورة 19 ، لأنني ما زلت أعيش ذلك الحلم الجميل الذي شاركني فيه ١٢ شاعراً وشاعرة،

فضلًا عما لا يقل عن مائة مبدع ومبدعة اجتمعوا في باقة ورد أطلقتها الشارقة في سماء الإبداع

فحلقوا شعرًا ونقدًا ولقاءات

فرسان القصيدة عانقوا الضوء،

 وفرسان النقد مدوا بساط النص على جناح الحمائم البيض بهدنة   غير معهودة بين الناقد والقصيدة وبمصالحة عالية القيمة.

أما الإعلاميون فقد راحوا يقتنصون اللقاءات هنا وهناك متخذين من زوايا القصر الثقافي  مكانًا رائعًا لالتقاط أجمل اللوحات،

بينما سارع محررو ديوان العرب البارعون بتدوين مجريات الأحداث اليومية بلغة سامقة تعكس مدى قدراتهم على التعبير عن الحدث بأبهى صورة.

كان ذلك المكان البهي ورشة عمل  ومسرحاً مقدسًا مخلصًا لشرف الكلمة

والهدف الأسمى الذي كان نسرًا يمد جناحيه على رؤوس المحتفين والمحتفى بهم هو الشعر.. ديوان العرب، وعليه أن يبقى.

هكذا بسطت الشارقة جناحيها للقصيدة عندما لحظت أنها تترنح بجنح مكسور، وعندما بدأت تلملم أطراف ثوبها الذي اتهموه بالبلاء و بأنه لم يعد قادرًا على أن يتماشى مع الحداثة، فالموضة الجديدة جاءت بإعصار الحداثة غير آبهة بأصالتها وأرادت أن تنتزع منها عرشها.

تولت شارقة الثقافة الأمر وأعلنت على الملأ أنها ترحب بكل مبدع حفظ للنص كرامته، وفتحت ذراعيها بحب وبسطت صفحات مجلاتها تستوعب زحف القوافي لتخط على سطر الخلود علامة فارقة، فكانت مجلة “القوافي” محط أنظار الشعراء ومهوى قلوب عشاق الحرف

وما كنا نحسب أن وراء كل قصيدة عيناً ساهرة تقرأ وتتمعن وتقدر وتحترم حتى فاجأنا صاحب السمو رعاه الله حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بمتابعة شخصية كريمة، ووقع اختياره على النصوص الأكثر تميزًا

مُطلِقاً جائزة “حوليات القوافي الذهبية” التي قسم لي بفضل كبير من الله وصاحب السمو أن أكون إحدى الفائزات  بها عن قصيدتي “مكابرة”،

والتي تضمنت جائزة مادية ومعنوية مجزية.

 وكم كانت فرحتي غامرة عندما تسلمت الجائزة من سموه شخصيًا، وقد منحنا فرصة قراءة النصوص أمام سموه في “دارة الدكتور سلطان القاسمي”.

شعور لايخضع لقياس، ولايحتسب من الزمن.. هي لحظة فارقة في حياتي ، وماعشت لا أنسى هذه اللحظة وذلك التكريم الخاص جداً  من قامة رفيعة المستوى وفي حضرة صاحب السمو أطال الله عمره وحفظه.. ذلك الإنسان المتواضع المثقف المهتم بالأدب والشعر والإبداع وليس بالغريب على دولة الإمارات هذا الكرم والاحتفاء بالثقافة وأهلها، فهي الآن تحمل راية الثقافة وتشكل منبرًاعربيًا يعتبر الأكثر أهمية في الوطن العربي

هكذا حلقت جوانح الإبداع وخفقت المنابر بالرواد واجتمع أهل العلم والخبرة يتناقشون بورشات وحلقات على هامش المهرجان الكبير مهرجان الشارقة للشعر العربي

وتسامت الأنفس ، وتلاقحت الثقافات واتسع فضاء الشارقه فكان فضاءً رحباً وكانت الشارقة طلقة المحيا على مدار أيام المهرجان أخرجت الشعراء من كهوف يأسهم وإحباطهم وأنا أولهم  إلى مدارج الضوء ومنابر الشهرة، وما إن لوحت أيادينا بالوداع إلا وانسالت دموع  الفقد….هو لا وداع بل موعد للقاء بإذن الله

 ومضى كل إلى غايته              لاتقل شئنا فإن الله شاء

هكذا انقضت رحلتنا إلى الضوء في شارقة الجمال والحب والخير

نرفع القبعة بكل إجلال وإكبار لسمو حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، و للأستاذين النبيلين رئيس دائرة الثقافة عبد الله بن محمد العويس و محمد ابراهيم القصير مدير الشؤون الثقافية، وأحمل الكثير من الشكر للمبدع المشتغل بصمت عمود بيت الشعر الشاعر محمد عبد الله البريكي، ولكل من زرع كلمة فأزهرت في قلوبنا حديقة ورد من المشتغلين في المهرجان، والذين ساهموا بنجاحه هذا النجاح الساحق  وكانت لهم اليد البيضاء وكانوا قمر الأماسي، وحنين القلوب، وهمسة الحب ، وماريته المتدفقة عذوبة ونقاءً..

كناه نعم ذلك الألق،  وكاْننا ذلك النشيد الخالد

……..إلى الشارقة أقول :

أشرقت في القلب باحت بلقاها

تزرع الأقمار في كف ضحاها

هي نجم في السما لما تجلت

رضع الضوء رغيدًا من سناها

جئتها والشوق يسري في عروقي

فسقتني مثلما الشهد لماها

 يا ابنة الشمس ومهر الشمس غالٍ

أيقظي الأحلام قد حان جناها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى