أخبار

“في حب الإمارات” أمسية شعرية في ندوة الثقافة والعلوم

شيخة المطيري وآية وهبي ومحمد تركي نجوم الفعالية   

آية وهبي و شيخة المطيري و محمد تركي

 نظمت “لجنة الشباب” في ندوة الثقافة والعلوم أمسية “في حب الإمارات” حضرها بلال البدور رئيس مجلس الإدارة وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس ود. صلاح القاسم المدير الإداري وجمال الخياط ومريم آل ثاني وعلي الشريف أعضاء مجلس الإدارة، ود. عبدالرزاق الفارس ومحمد حسن الحربي والشاعر محمود نور ونخبة من المهتمين.

استهلت الأمسية التي قدم لها الشاعر محمد نركي الشاعرة شيخة المطيري مؤكدة ما تمثله ندوة الثقافة والعلوم من عطاء واحتواء للطاقات الإبداعية في المجالات كافة، وقالت “إن بعض المؤسسات قد تعتبر أوطاناً وكانت ولا زالت ندوة الثقافة والعلوم وطناً لكل المثقفين بماتمنحه من فرص ودعم، وما تهبه الإمارات من أمن وأمان وزخم إنساني لكل المقيمين على أرضها، وما يمنحه الشعر والشعراء من حياة ، وقالت: “إنه الشعر حكايات ودمع وقلق لحظة تهرب من أجفاننا ترتاح في عين الأرق عمت يا شعر صباحًا ومساء وألقًا.

تقول الشاعرة شيخة المطيري في قصيدتها “غيمة السياب”:

بي غيمة لكنها

كانت تخاف من المطر

يجتاحها برد الخرافة

منذ أن مدّت لعرّاف يديها

مذ حَدّقَ العراف

في خطّين من ماء ونار

وغفت على رأسي

وأيقظها النهار

وبقيت أحمل فوق رأسي الماء

والأمطار

ثم أظمأ والبلاد يعمها مطر غزيرُ

إلا أناي وغيمتي

قلبٌ من النجوى كسيرُ

أ يمر بي مطر

ويروي غيمتي

لتصاب بالسياب

من بعد الذهولْ

أ يمر بي عصفور درويش

ونرحل للخليل

أ يمر بي وجه النخيل

أحتاج أن أبكي

على كتف القصيدة

أن أقول لها

خذيني

علمي مطري الهطول

غيمي تجرد من مياه البوح

جففه الرحيل

بي غيمة

ترتاح مني الآن

تولد من تفاصيلي

ومن دمع انتظاري

ستمر من روحي

لتصبح أم من لا يملكون محاجراً

تبكي

وتمنحهم بكائي

إني عيون المتعبين

إني البكاء

أحتاجني

مطراً شهي الصمت

أروي ما تجمد من ألم

بي غيمة

ما عدت أعرفها

تخاف من اكتناز الماء

ثم تعود تسألني

ألي حق البكاء

ثم تخاف ثانية

إذا حان الشتاء

لك ما يشاء الشعر

والعمر الوحيد

وقهوة تلد المساء

لك أنت وحدك

أن تعودي غيمة

فابكي طويلاً

ثم غني

نحن ما شئنا

وإن الحب شاء

وتتوجه إلى قرية البروة في الجليل محمود درويش بعد أن حن إلى خبز أمه :

حدثيني عن لحظة الزيتون

 عن سلالات مائنا والطين

عن بيوت الذين كانوا وراحوا

 كيف أضحت أسماؤهم تبكيني

دثريني بالياسمين مراراً

 أنا قلب معقد التكوين

ساعديني لأن أعود صغيراً

 سابحاً في فضائه بجنون

راكباً زورق الرفاق سعيداً

 ليس تبكيه همسة الزيزفون

إنني الخبز في صباحات أمي

  إنني البن تعرفين حنيني

فازرعي حقلي اليتيم غناء

 وضعي شالها بوسط جبيني

كوريني كأنني محض ظن

وانثريني في ساحة من يقين

أين أمي ؟ درويشها مات شوقاً

 سكبوا بنها بسجن الظنون

إنهم كالغبار في ذيل حرب

 إن أمي جيش من النسرين

وإذا كان للصباحات أم

ستعود الحياة للياسمين

وفي رثاء الشيخ خليفة بن زايد – رحمه الله –  تقول:

ألملم كسره فيفيض كسرا

وأمسح دمعة فتنوح أخرى

يتمتم في ذهول ليس يدري

بأي عبارة ينبيك أمرا

يقول البحر قلت وما دهاه

يقول وبحرنا ما عاد بحرا

تكسر ماؤه فوق الشواطي

ونورسة الرحيل تصيح جمرا

فؤاد الأرض في قلق يصلي

ونوح الروح في المد استقرا

لقد رحل الأمان إلى الأمان

إلى مولاه يا رباه صبرا

(يعز علي حين أدير عيني)

وأكتب في الغياب الآن شعرا

إلى الرحمن يا وطناً عليا

ويا من كان للإحسان سدرا

قضاء الله ليس لنا اعتراض

ستبقى بيننا وتطيب ذكرا

وتمضي الشاعرة شيخة المطيري محلقة بالحضور بخيالها في قصيدتها “وأد”:

يحق لنا أن نموت قليلا

 وأن نتخلص من عيشنا المستبد

يحق لنا أن نقطع شرياننا مرة

أو نجرب سم الأفاعي

وأن نتقاسم شهقة موت الأبد

إلى الروح في موتها وردة

وتشبهها وردة للجسد

تموت المياه رويدا رويدا

تموت التفاصيل في الورد أو في الوريد

تقول لنا وردة الروح حي على الوأد

لا تخجلوا من تقاليد كفر القبيلة

يحق لنا أن نموت طويلاً

 بلا رحمة .. أو بغير سند

و عن تساؤلها “ماذا تقول القصيدة للشعراء؟” تجيب:

أظما؟ ومن عيني ينبت مائي

والنخل إيقاعي ورجع غنائي

تتكرر الخنساء بين جوانحي

فأصير محض تكرر الخنساء

والأصمعيات التي في داخلي

صوت البلابل أو صفير الراء

أدنو من الصحراء قيد ربابة

فتسير أوتار النخيل ورائي

ويخالني ذاك السراب رواية

لم تنتظم في معصم الشعراء

وأنا وإني جارة الوادي التي

طربت لقهوة أحرفي سمرائي

لي بردتان الضوء خيط أول

في نسج أوزاني ورفع بنائي

لي مهجتان من الخليل تسامتا

شطران يكتملان فوق سمائي

لي معجم والبحر أول جذره

أشتق من أمواجه أسمائي

(أرق على أرق) أجيء كأنني

أنشودة الأمطار والأنواء

ولقد سكنت بغيمة عربية

فاساقطت مطراً بهي الماء

سيرددون على المدى أنفاسها

وسيعرفون على النوى إمضائي

من أين نبتكر اللغات لبوحنا

من أين تبدأ دهشة الأشياء

مثل النوارس حين تفرد كلها

وينام لؤلؤها على الميناء

مثل انهمار الغيث في لغة السما

والأرض تستسقي الغمام النائي

حتى نكون كموعد المطر الذي

ينساب (سيّابا) على البيداء

ينساب من لغة تفيض حروفها

(مطراً) وتركض في الزمان ظبائي

من أين نعبر أو نعبر أو نرى

نحدو ويتبعنا صدى الأفياء

تنمو أصابعنا كناي دافئ

أنفاس أنغام .. حنين لقاء

ونكون أسماءً يردد ذكرها

شتان بين الضوء والضوضاء

وفي “قلبها والمقهى” تقول:

جالس قرب قلبها مقهاه

كالذي يجمع انتظار حصاه

ثم يبني بقسوة الصخر بيتاً

لوحيد عناقه مأواه

لم يزل يستظل بالماء حتى

نبذته الأمواج والأمواه

ثم غنى وكرر الغيم لحنا

في موسيقاه لو فهمنا غناه

يا وحيدا ويا وحيدا وحيدا

يا بعيدا عن فهمنا معناه

جاء يبني من الرصافة جسرا

وعلى الجسر ما مشى إلاه

سوف نمضي وسوف تبقى وحيدا

بل وحيدين قلبها مقهاه

وتعبر عن مدى تعلقها بوطنها الإمارات  بقولها:

علقتُ أنفاسي

على هذا النخيل

وهطلتُ من عينيه

موالا من البلح المصفى

ماذا أكون بلا دمي العربي ؟

أو ماذا سأهطل

 إن تخلى النخل عني ؟

أنا من بلاد

حلمها

كم يستفيق على رغيف المجد

يطعمنا خيولا

سبع

 وتجري في دمائي السبع

قافية صهيلا

والقهوة السمراء

 تشربني

وتسهر في عيوني

ثم تطلق ما تبقى من حديث الهيل

لحنا دافئا جدا

أصيلا

هذي الإمارات التي

أنا كلما

فكرت في نظم

سيشبهها

نظمت المستحيلا

وتختم الشاعرة شيخة المطيري بوصف علاقتها بالشعر والوطن مجسدة مزيجًا عاطفيًا من حبها لهما:

 الشعر ذكركِ والحروف حمام

    وهديله للحاضرين سلام

هذي يدي حطت على كتف الهوى

     لتهز نخلك. تـُسقط الأقلام

رطباً خليجياً تكون في دمي

 فأسلته شعراً فهام وهاموا

أهل الخليج حكاية أنفاسها

  ما قد رواه لبحرها النهام

هم لوحة العز التي ألوانها

      دفء القلوب وقهوة وخيام

       يا رنة الفنجان إني عاشق

     للهيل هل هيل الحنين حرام

     فأدر فناجين المحبة للتي                                فاحت بطيب ذكرها الأنسام

فخرا تزف لك الحديث وسجعها:                           الشعر ذكرك والحروف حمام

وتتوجه الشاعرة السودانية  آية وهبي بتحية حب إلى الإمارات قائلة :

سايقني القدر قدري الجميل وداني

جيت وسكنت فيها لقيتها وطني التاني

بلداً خيرها باسط للبعيد والداني

كيف ما اريدها بي فيض الكرم كاسياني

الناس فارقت بي كل ألم أوطانها

وجات ساعيالا كايسة أمانها واطمئنانها

لقوها تباشر الضيف بي جميل احسانها

واحلى صفاتها إكرام واحترام انسانها

وكيف ما يكونوا اجواداً وابوهم زايد

أرسى دعائم الدولة وكساها قايد

فخر وهيبة بين العالمين وفرايد

ويا أهل الإمارات جت : “نحبكم وايد”

أبو ظبي الجمال والنهضة والعمران

تعال قاصدها تديك من أمانا أمان

بلد حكامها ليهم في الخلايق شان

أهل النخوة أهل العزة آل نهيان

وفي قصيدتها “عيشيْ يا إماراتُ” تقول الشاعرة آية وهبي:

أقولُ وهلْ ستسعفنيْ لأمدَحها العباراتُ

سلِ الأمجادَ والتَّاريخَ تخبرْكَ السِّجلاتُ

فدرَّةُ سائرِ الأقطارِ في الدُّنيا الإماراتُ

رجالُكِ صانعو الأمجادِ أحياءٌ وإنْ ماتُوا

فزايدُ كمْ له في المجدِ أعلامٌ وراياتُ

وأرضكِ يا بلادَ العزِّ تعلوْها مناراتُ

يرفرفُ فوقَها علمٌ تعانقُه السَّماواتُ

ألا فلتنعميْ أبداً وعيشيْ يا إماراتُ

وفي قصيدة عن عاطفتها نحو دبي تقول:

دبي اللامني في حبك برد اللوم

أكان لايمني فيها تلومني في الخرطوم

إمارة ولاتها أقمار في حياتنا نجوم

رجال المجد فخر الأمة آل مكتوم

لؤلؤة الخليج قطعة جنان في الأرضِ

وكل من جاها مغبون بيمشي منها مرضي

بن راشد حكيم الأمة طول بي عرضِ

وتتوجه الشاعرة آية وهبي إلى الصبح مخاطبة تعبر عن لواعجها وهواجسها منسابة إلى الشعر وعلاقتها الحميمية به:

يـا صـبحُ أينَ سناكَ طـالَ غـيابُكْ

أعـيـا الـعـيونَ الـشَّاحباتِ طـلابُكْ

عـصفتْ خـيالاتُ الـفناءِ بـخاطريْ

فـأطلَّ مـنْ زيـفِ الـظُّنونِ سرابُكْ

والـظُّلمةُ الـخرساءُ تخنقُ أحرفيْ

أدمـنـتُ وحـشـتَها فـبـتُّ أهـابُـكْ!

وأنـــا وجــنِّـيُّ الـقـصـيدةِ وحـدَنـا

نمشيْ علىْ جمرِ المنىْ نغتابُكْ

لا شـيءَ يعصمُنا ويُسكتُ خوفَنا

مـنْ ظـلمِها فـمتىْ سـيُفتحُ بابُكْ؟

ومـتـىْ يـطلُّ لـنا ضـياؤكَ بـاسماً

ويــذيـبُ أوجــاعَ الـنَّـوىْ تَـرحـابُكْ

يــا صـبـحُ دونـكَ مـهجةٌ مـكلومةٌ

أوَلا تـــــرقُّ لــحـالِـهـا أســبـابُـكْ؟

لــوْ كـنـتَ تـعـلمُ مــا بـها داويـتَها

ومـنـحـتَـها وصـــلاً بـــه تـجـتـابُكْ

آذيـتـهـمْ ومـنـعـتَ نــوركَ عـنـهمُ

كـــلُّ الــذيـن جرحتَـهمْ أحـبـابُكْ!

أطـعـمتُ نـفسيْ بـالمواجعِ مُـرَّةً

فـلـقدْ نـأتْ عـنْ قـبضتيْ أعـنابُكْ

وسـقيتُها دمعي الذيْ ما خاننيْ

بــعُـدت عـلـيَّ وحُـرِّمـتْ أنـخـابُكْ

فيْ جبِّ أحزانيْ أسيرةُ لوعتيْ

لا ذنبَ ليْ ترنوْ إليَّ ذئابُكْ

لا دلوَ لا سيَّارةٌ مرَّت هنا

ويصيحُ بيْ ملءَ السَّماعِ غرابُك

وحديْ أسامرنيْ فهل ستزورنيْ

أنا شهرياريْ أينَ ضاعَ جوابُك؟!

فيم اتِّقادُ العمرِ خلفكَ لهفةً

فيمَ احتضارُ القلبِ فيمَ عتابُك؟!

ستضيءُ أشعاريْ ظلامَ مواجعيْ

حتىْ يعانقَ مقلتيَّ إيابُك

يا شعرُ ما خنتُ القصيدةَ أو جرتْ

بــمــدادِ أقــلامــيْ يـــدٌ تـرتـابُـكْ

اصــدحْ وحـلِّقْ فـي فـضاءٍ طـاهرٍ

مـا زالَ يـمطرني الـنَّقاءَ سحابُكْ

بينيْ وبينَ الموتِ ألفُ خطيئةٍ

لكنك النورُ الوضيءُ إهابُك

اكـتبْ لـيومٍ فـيهِ تـسكتُ صـاغراً

يــومٍ سـيطوىْ فـيهِ مـنكَ كـتابُك!

وأنشد الشاعر المصري محمد تركي  قصيدة بالعامية المصرية بمناسبة مرور خمسين عاماً من العلاقات المصرية – الإماراتية قال فيها:

خمسين خلاص عدت بالعز متزينة بالود والإخلاص والحب متلونة

خمسين مع إمارات عشناها مع أهلنا والدولة دي بالذات حاضنه تراب ارضنا

لوطولت المسافات تقصر بطيب أصلنا

واسترسل شعراء اللأمسية في  التغني بحب الأوطان والحياة وسط إعجاب الحضور، وختمت الأمسية بتكريم بلال البدور الشعراء المشاركين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى