أخبار

أمسية شعرية في النادي الثقافي العربي أحيتها هبة الشريقي وآيات القاضي

آيات القاضي و هبة شريقي و منى حسن ومحمد ولد سالم و إسلام أبوشكير

                                      

                                       

                                       

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الخميس 16 فبراير 2023 أمسية شعرية أحيتها الشاعرتان هبة شريقي وآيات محمد القاضي التي ألقت نصوصًا – كما ذكرت مقدمة الأمسية الشاعرة منى حسن – بعيدًا عن بحور الخليل.
وبعد تقديم اتسم بالشعرية مع حرص الشاعرة منى حسن على الالتزام بدور المقدم، قرأت آيات القاضي نصوصها ومنها نص “لعنة المنتصف” الذي يشي بارتباطها الوطن وبألم الرحيل:

“كل ما في هذه البلاد الغريبة جميل
إلّا أنها ليست دمشق”
..
نعاني من ألم في الذاكرة
كلما تردد اسم البلاد في نشرات الأخبار العاجلة
حيث كل شيء هنا يمرّ مسرعًا ..
ولكن على صدورنا قبل كل شيء
..
كيف لنا أن نشفى من الذّاكرة
كيف نستعيد
ظلنا من بين الرُكام
أعيننا التي تشيخ وحدها في تلك البلاد
أصواتنا المخبأة في أكواز المطر والأغنيات الشتوية
أيدينا التي بقيت معلقة على باب بيتنا حين رحلنا
دون أن نلتفت
..
من يمتلك شجاعة الالتفات عند الرحيل؟
من يمكنه أن يفعلها دون أن يجرح عينيه؟
..
لا تسأل أبناء المهجر والشتات
عن الوقت
لأننا حين رحلنا أوقفنا الزمن عند آخر مشهد للمدينة التي لم نصدق سواها..
..
محاطون نحن بكل أسباب الحياة هنا
إلا أن الجرح هائل في الغياب..
ثقيل على الوقت والذاكرة

وفي “مساءٌ زاهدٌ” تقول:
موسيقى خفيفة كالسماء
نوافذ مضيئة
وصلوات..
هكذا هي مساءات ديسمبر في هذه المدينة المتعبة
…..
المكان هنا ناضج بمواسم الحب والقمح والفقد والخيبات
تتوازى المتناقضات على كف تتسول الحياة لتستبقي الأثر
للموت وجه أقل.. للبقاء
/
كلنا مهزومون أمام الذاكرة
الأرصفة التي حفرت خُطا اللاهثين إلى انعتاقهم
المقاهي العتيقة وهي تخمر أحاديث من رحلوا
في أغنيات الشتاء الطويلة
عازفو الغيتار في الأزقة الضيقة
وهم يرتقون البعد بموسيقى تعصر الزمن عند مشهد وحيد
مشهد أخير
قبل افتراق الوجوه عن ملامحها

وتتجلى شاعرية هبة شريقي في قصائدها المعبرة، ومنها “وحيدان في المقهى”:
(1)
بماذا تفكِّرُ؟
مثلي خُذِلتَ؟
أنا من أقاصي البُكاءِ
وأنتَ؟
وبعدَ قليلٍ سأطلبُ شايا..
وأكتبُ شِعراً
وأبكي صِبايا..
وأذهبُ وحدي إلى عالمٍ
ليسَ فيهِ سوايا..
إلى عالمٍ ليسَ فيهِ مرايا..
إذا ما ابتسمتُ قليلا..
وعدّلتُ شعري ليبقى جميلا..
فإنّي هناكَ
أعانِقُ ظِلّاً
-بطولِ المسافةِ بيني وبيني-
طويلا..
(2)
تخيّلتُ أنّي سأحفظُ درسي
وأهدي الغيابَ صلابةَ نفسي..
وأمشي إليَّ وأهجرُ حبسي..
ولكنّني لستُ أمشي إليّا
فخُذْ من بعيدٍ فراغَ يديّا..
وهَبْني
-إذا ما استطعتَ-
أماناً
لِأُكمِلَ نفْثَ خَوا رئتيّا..
وأنتَ تحاولُ تفسيرَ شيءٍ
بدا لا يُفَسَّرُ إلّا بشيءٍ
تَصَبَّرْ..
ففي ما سيقدمُ أشياءُ أكبَرْ..
سيلمعُ حولي المكانُ
ولكنَّ هذا الزّمانَ بعينَيَّ أغبَرْ..
(3)
وعندي حبيبٌ سيأتي
ولكِنْ
يتوهُ كثيراً وينسى الأماكِنْ..
وينسى المواعيدَ
ينسى المفاتيحَ
ينسى….
وأصبحتُ فُلْكاً وبحراً ومرسى..
وأمسيتُ
لكِنْ حبيبي صباحٌ
فكيفَ الحياةُ إذا الصّبحُ أمسى؟
وتقول في قصيدتها “وقفة القصبِ “:
غداً أعودُ إلى عهدي ببيتِ أبي
لأسجنَ الشّعرَ في زنزانةِ اللُّعَبِ
أحبُّني بنتاً ازدانَتْ بطلعتِها
شهيّةً مثلَ حُلْمٍ في خيالِ صبي
نسّاءةً منذُ أن غاصَتْ بذاكرةٍ
أسماكُها سابحاتٌ في سما الأدبِ
نسيتُ شكليَ مرآتي تثيرُ دمي
ذا ليسَ وجهي، ولكن هذهِ نُدَبي
جرّبتُ أن ألتقي بالحظِّ في وطني
لكنَّ حضنَ المنافي قال لي: اقتربي
أتيتُهُ لا ليسَ يعنيني سوى سكَني
وقفتُ رغمَ انكساري وقفةَ القصبِ
ما غابَ عنّي سلامٌ عشتُ أُنشِدُهُ
وعاشقٌ عن خيالِ القلبِ لم يغبِ
وذا اعترافي بأنّي اليومَ أغنيةٌ
وأنّ حزني حبيبي، مُلهمي، طرَبي
وأنّني قد زرعْتُ الحُبَّ زنبقةً
وأنّني قد نزعْتُ القيدَ من تُرَبي
وأنّني قد مللتُ الصّبرَ مئذنةً
تعظِّمُ الشوقَ في أنفاسِ مُنصَلِبِ
حضر الأمسية د. عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي والشاعر محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثفافية في النادي ، الذي كرّم الشاعرتين ومقدمتهما يرافقه الأديب إسلام أبوشكير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى