مقالات

“نور العقول نور الهدى” مهند الشريف      –      الإمارات

 

مهند الشريف

 

العلم نور والجهل ظلام.  النور هذا الضياء الذي يستمد من الاحتراق يولد الطاقة. ناخذ هذه العبارة إلى المجاز، حيث إن الانسان من دون احتراق أوعذاب أو حزن لا يستطيع أن ينتج علمًا أو أخلاقًا    أو مباديء أو معارف أو ذكاء في شتى أنواعه ليضيء هذا العالم.

إن النور هو الروح الباقية في صدورنا وعقولنا، والذي نستمد منه الأخلاق والمعرفة.

بسم الله الرحمن الرحيم “الله نور السموات والأرض” والقرآن هو النور الذي نمشي به ومحمد والأنبياء صلوات الله عليهم هم النور الذي تستمد البشرية منهم بسم الله الرحمن الرحيم “ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”.

لماذا دائمًا ما يشبِّه العلماء والأدباء والفنانون والإنسان عموما النور بالخلاص المعرفي والأخلاقي ؟! من أين تأتي هذه المعرفة الخالصة في عقل الإنسان؟!

إنه نور الله نور الهداية ونور الهدى والحق. بسم الله الرحمان  الرحيم “افمن يمشي مكبًا على وجهه أهدى أم من يمشي على صراط مستقيم”، فهذا يمشي في النور، وذاك يمشي في الظلام ، حتى إنه في علم البرمجة ما يشير الى الواحد(1) إنه الومضة أي إنه الضياء والتشغيل ويعرف بعلم المنطق بالقضية الصحيحة والصفر. إنه الانطفاء ..العدم..الظلام، ويعرف بعلم المنطق بالقضية الخاطئة، وفي علم الفيزياء الضوء أصل كل شيء حتى الانفجار الكبير وتولد المادة من هذه الطاقة، وبين الصفر والواحد في الجبر كل الأعداد اللانهائية، وما الخيال إلا صور في ذهن الإنسان تكاد تكون ضياء يراه.

هذا هو عقل الإنسان قائم على الصواب والخطأ.. على النور والظلام، فكم حري بنا أن نضيء عقولنا بنور الواحد الأحد، ونتخلص من شرورنا وظلامنا وأخطائنا وجهلنا ليصبح عقلنا كبيرًا بحجم العلم والمعرفة والأخلاق. هذا النور البسيط بوزنه القوي بحجمه وعطائه. كم حري بنا ان نمسك ببساطتنا.. القوة الحقيقية.

بالطبع الكمال لله النور الخالص، ولكنا نسعى إلى هذا الكمال بجهودنا وتعبنا واحتراقنا من أجل أن نضيء العالم بالنور والحق والمعرفة والأخلاق والحب والعلم، ونعيش بسلام كما في الجنة الفردوس المفقود في عقولنا منذ خطأ أبينا آدم عليه السلام، وأمنا حواء التي من ضلعه في السماء .

كل عام وأنتم بخير، والعشر الأواخر من رمضان مغفرة ورحمة ونور لكم ولأهليكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى