Uncategorized

سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في ختام ملتقى الشارقة للإعلام الأسري الثالث : نحن إزاء مخاطر تتفاقم، وتأتي في صورة ذكاء لا نعلم إلى أي مستقبل سيأخذنا

 

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

اختتم ملتقى الشارقة للإعلام الأسري الثالث الذي نظمه المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة فعالياته الثلاثاء 2 مايو 2023 وتوجت الختام قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة ختام الملتقى بتصريح جاء فيه:

“يأتي ملتقى الشارقة للإعلام الأسري في وقت تزداد فيه المخاطر المحيطة بالأسرة والمهدِّدة لاستقرارها لأسباب عديدة، أهمها ما نتلقاه عبر وسائل الإعلام المختلفة من تحديات صعبة تجعل الأجيال في مواجهة تحديات قيمية بين ثقافة ذات هوية دينية واجتماعية ووطنية يراد أن ينشؤوا عليها، وثقافة أخرى تتصف بجاذبية يراد بها لفت الأنظار إليها والتعايش معها، والاستغراق في مفهوماتها وتطبيقاتها.

ومع تطور هذه الثقافة، يبدأ الذكاء الاصطناعي بملاحقة مشاريع التنمية التي تضع الإنسان في مقدمة الاهتمام والرعاية.. الاهتمام بفكره وثقافته، بصحته وعافيته، الاهتمام بحاضره ومستقبله.. وقد يأتي هذا الذكاء موفراً مزيداً من الراحة والرفاهية للمجتمعات، وأساليب أكثر سهولة في التعليم والطب واستخدام مرافق المنازل والمكاتب التي ترافق الإنسان فيه مساعدة افتراضية، وفي غير ذلك من مرافق الحياة الأخرى.. ولكن ماذا عما سيحمله للسلوك السوي والفكر المتزن والإنسان المعافى من العقد النفسية والذهنية؟

ما زلنا في الحديث عن الإعلام الرقمي وأثره على أمان الأسرة وقيمها، وهو أمر واقعي ومهم أن نطرح فيه الآراء والأفكار لنحمي هذا الكيان من الانهيارات المستمرة.. ولقد علمت من الملتقى أن إحصائية تقول أن هناك 64% من الطلاق المبكر للمتزوجين لمن هم أقل من 25 عاماً في الشارقة وحدها حسب ما ذكرته الدراسة، هل نعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيجلب لنا حلاً لهذا الوضع المتردي، ليس في الشارقة وحدها ولا في دولة الإمارات، بل في العالم العربي كله؟ نحن إزاء مخاطر تتفاقم، وتأتي في صورة ذكاء لا نعلم إلى أي مستقبل سيأخذنا، فالظاهر أنه سيأخذنا إلى تطورات مهولة، وقد بدأت بوادره، وهي تطورات إن كانت لصالح الإنسان والأسر والمجتمعات البشرية فمرحباً بها، ولكن هل سيهمه أن يحافظ على القيم الأخلاقية؟  هل سيبقى شأن لبر الوالدين، واحترام المسن، والاعتناء بالطفل، وإعطاء اليافع حاجته من الاهتمام، وتطور التعليم وتعزيز السلوكيات الصحية والانتماء، ونشر المحبة والتعارف الإنساني القائم على الاحترام مهما كان الاختلاف؟ هل سيعمل على ذلك؟

إن القلق يمتد إلى وضع الحالة الاقتصادية للأسرة إذا حلّت الشخوص الافتراضية للذكاء الاصطناعي مكان الإنسان في الوظيفة، والتحدي الذي سيواجهه رب الأسرة وهو يسعى لتوفير سبل العيش الكريم لعياله.

إنها أسئلة المستقبل الذي ننتظره، ففي مجتمعنا قيم ما زلنا نستظل بجمالها، ونسعى جاهدين لتربية الأبناء عليها، وسيبقى هذا السعي مستمراً مواجهاً لكل التحديات التي تواجهنا وتواجه مسؤوليات الأسرة خاصة، من هنا يأتي الدور غير العادي للإعلام بكل وسائله (الرقمية والتقليدية) في إحاطة الأفراد والأسر والمجتمع بكل جديد، والاستعانة بالخبراء في التوجيه إلى أفضل السبل للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، حتى يكون سبباً في الاستقرار وتحقيق المزيد من الأمان النفسي والاجتماعي والاقتصادي، ونعوِّل على المؤثرين الإعلاميين الجادين في هذه التوعية واستثمار حضورهم الإعلامي وثرائهم الثقافي في التعليم والتدريب والتوجيه، تدعمهم قرارات مهمة تتخذ في هذا الجانب.

نشكر الإخوة والأخوات الذين شاركوا في الملتقى على آرائهم وأفكارهم التي تتسم بالمسؤولية تجاه المجتمع، فبمثلكم تستمر رحلة التنمية الفكرية والسلوكية التي تستطيع الأجيال بها إزاحة أي خطر يمكن أن يؤثر عليهم وعلى أسرهم ومجتمعاتهم. كما نشكر فريق العمل الذي سعى بكل جهده لتنفيذ هذا الملتقى والخروج به إلى هذا المستوى الطيب. كما نأمل أن تكون التوصيات محل تنفيذ بما يعود على المجتمع بالفائدة والنفع”.

      جلسات حوارية وأوراق عمل وورش متنوعة

تضمن اليوم الثاني والأخير جلسات وورش الملتقى في يومه الثاني والأخير، وكانت أولى الجلسات ضمن المنصة الاثرائية وضمت عدة أوراق عمل وهي: استثمار وتأهيل الكادر البشري الملائم لرسالة الإعلام الأسري، وقدمها الدكتور سالم السالم خبير الموارد البشرية فعالياته، وقدم الدكتور هشام عباس عميد كلية الاتصال بالجامعة القاسمية ورقة عنوانها “تأهيل طالب الإعلام لمراعاة قيم الأسرة في عمله المهني، فيما تحدث من مصر عبر الأون لاين المذيع أحمد رافت الملقب بمذيع الشارع عن تجربته في برامجه التي قدمها على مواقع التواصل الاجتماعي والمحطات التلفزيونية، وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة عثمان.

وبدأ الجلسة د. السالم الذي اختار أن يتحدث عن مملكة بوتان كنموذج للقيم والمبادئ الأسرية، ووصفها بالمنسية على جغرافية المكان، وتمارس عزلتها في هدوء وقناعة، على جبال الهملايا بين الهند والصين، مشيراً إلى أن شعبها هو من أسعد شعوب العالم وأكثرها طمأنينة لأنه أخذ بأسباب التطور وثوراته المعرفية والمعلوماتية، لكنه يستثمر في قيمه وأخلاقه، ويُحوِلها إلى طاقة يومية خلاَّقة، تحفِزه على التعلق بالحياة والإقبال عليها بحب واستمتاع، وتوطِّيد وتعزيز الصلة بين أفراده، مؤكداً أن تلك المملكة هدفها الأول حماية الأسرة وتنمية مواهبها سعياً لبناء مجتمع مسالم ومتواصل مع بعضه.

بدوره أشار د. عباس في ورقته إلى توضيح واقع مساهمة مناهج كليات وأقسام الاتصال والإعلام في الجامعات الإماراتية في دمج مفاهيم الإعلام الأسري في البرامج والخطط الدراسية، بالإضافة إلى تعمقها في مفهوم الإعلام الأسري وفك الارتباط بينه وبين التربية الإعلامية والإعلام التربوي، مشيراً إلى ان تداخل تلك المفاهيم جعل البعض ينظر إلى الإعلام الأسري على أنه جزء من التربية الإعلامية، والبعض الآخر يراه جزء من الإعلام التربوي، وأكد  أن الإعلام الأسري لأهميته يمكن أن يكون فرعاً كاملاً من الإعلام المتخصص، جازماً بأن الإعلام الأسري يواجه تحديات في ممارسته العلمية وفي استثمار الفرص، وأكد على ضرورة إنشاء كليات منفصلة للإعلام الأسري لنصل إلى تجربة جديدة ومتفردة توفر عناصر جديدة في ميدان الإعلام الأسري لم تكن متوافرة من قبل.

وتحدث أحمد رأفت عن تجربته في برامجه الإنسانية التي يقدمها ومنها برنامج مذيع الشارع، وجبر الخواطر عبر قناته على اليوتيوب، مؤكداً أن برنامج مذيع الشارع، أحدث دوياً إنسانياً كبيراً في الشارع، لأنه يحمل من معان وقيم ورسائل إنسانية بسيطة من العفة والرضا والقناعة، وخصوصاً برنامج جبر الخواطر، الذي أبكاه وأبكى متابعيه.

ومن ثم قدمت منصة الخبرات جلسة حوارية (بين الإعلام والأسرة)، شارك فيها فهد هيكل، د.أميمة أبو الخير، د.نوال عسكر، بدر الشمري. وأدار الجلسة د. عبد السلام الحمادي، وطرحت الجلسة عدة محاور منها: التحديات والفرص في الممارسة العملية، وعلاقة متخصص وممارس العلوم الأسرية بالإعلام.

وتحدثت د. أميمة أبو الخير عن أبرز التحديات التي تواجه المتخصصين في مجال العلوم الأسرية؟ وكيفية التعامل معها، حيث قالت: لا يمكننا كباحثين وأكاديميين تجاهل المشكلات والتحديات التي تواجهنا، ونحاول أن نبذل جهداً كبيراً لمواجهتها خاصة مع تطور الاتصالات والتكنولوجيا اليوم وانفتاحنا على العالم الخارجي، لذا علينا أن نستثمر كافة المقومات المتاحة ونبذل جهوداً أكبر لتشكيل وعي مجتمعي وأسري قادر على التمييز بين الصواب والخطأ،  كما أكدت على أن الدراسات والأرقام والاحصائيات حول أثر الإعلام السلبي على الأسرة والطفل، تؤكد ضرورة تغيير رسالتنا الإعلامية اليوم، مع ارتفاع نسب الطلاق خاصة بين المتزوجين حديثاً.

وتحدث هيكل عن الفرصة غير المستثمرة حتى الآن من الممارسين في مجال صناعة الوعي وتعزيز القيم الأسرية، حيث قال: ما نحتاجه هو القيم والأخلاق لنرتقي بالمحتوى الإعلامي المقدم مهما اختلفت الوسائل، وهذه القيم تنبع من التلقائية التي تغرس فينا من الأسرة وتحديداً من الأم ومن ثم الأب، فهي تفاصيل مهمة لكن لا يمكننا تعلمها لا من المدارس ولا الجامعات ولا الأسرة، بل هي قيم تغرسها الأم من خلال التربية والمراقبة والاهتمام والقدوة الايجابية، كما أشار  إلى أن الإعلام  في الأساس مهنة انسانية، ويجب أن يركز في رسالته على هذا الجانب الذي تعتبر الأسرة من أهم محاوره.

وعن دور الإعلام المأمول في الوصول لأُسر متماسكة وآمنة، قال:

نحتاج لإعلام هادف موجه قادر على صناعة الوعي، اليوم ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت صناعة الوعي في يد الأفراد، ولنتحكم في الأمر ونتخلص من أي محتوى تافه، علينا أن نعلم أبناءنا كيفية صناعة محتوى أخلاقي هادف، فمع تطور التكنولوجيا اليوم تعتبر الفرص متاحة لكن علينا أن نستفيد منها.

د.نوال عسكر ومن واقع تجربتها كعضو في هيئة التدريس في كلية الإعلام، تحدثت عما يمكن تقديمه للطلبة حتى يقتربون من تناول القيم الأسرية في مجالهم المهني ورسالتهم الموجهة للأسرة، قائلة: يجب أن تكون الرسالة واضحة ومؤثرة كي تصل للمتلقي، عدم الوضوح سيسبب خللاً ولن تصل الرسالة، الوسيلة مهمة جداً، وعلى الأسر عوضاً من تجاهل او رفض وسائل التواصل الجديدة أن يستفيدوا منها لتحقيق تواصل أكبر مع الأبناء. عليهم تعليم الأبناء كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومراقبتهم وتوجيههم، لا يمكننا اليوم منع الأبناء من مواكبة التطور والتكنولوجيا والعيب ليس في هذه الوسائل بل في كيفية تعاملنا معها.

بدر الشمري تحدث عن دور الأسرة المهم في التوجيه والدعم، وأشار إلى رفض أسرته في البداية لأن يكون له حساباً خاصاً، وبعد نجاح الشمري تأكدت أسرته من أن محتواه جيد ومؤثر بدأت بتشجيعه ودعمه، وأضاف:

يمكن للمؤثر أن يلعب دوراً قوياً في وصول رسائل مؤثرة للمجتمع والأسر، لذا علينا أن نستثمر المؤثرين القادرين على الوصول لأكبر عدد ممكن من المتابعين.

ومن ثم قدمت المنصة التفاعلية جلسة بعنوان ” الشبكات الإخبارية والإعلام الأسري ” شارك فيها عدد من ممثلي الشبكات الإعلامية منها الشارقة للأخبار الإعلامي يمثلها فيصل الحمادي مدير إدارة الإعلام الرقمي بهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومن صحيفة رؤية الإمارات المستشار الإعلامي عبدالله الشحي، ومن خلال المنصة الافتراضية شاركت الإعلامية سارة درويش من مؤسسة اليوم السابع، وأدار الجلسة الإعلامي أحمد لوتاه .

حيث قدموا نبذة عن المؤسسة التي ينتمون لها وآخر منجزاتها وكذلك سياسة النشر المنفذة في عمل الشبكة وخصوصاً ما يرتبط بالأسرة والطفل، وأيضا توصيات ومقترحات بشأن زيادة الوعي الأسري من خلال تغطيات ومخرجات الشبكة، و أبرز التحديات والفرص في الممارسة المهنية لأعضاء الشبكة (خصوصا مع الأخبار المرتبطة بإعلام الأسرة والطفل)، و كيفية مناقشة قضايا الطفل الإماراتي والطفل العربي بعيون الشبكات الإخبارية .

وبدوره أعلن الشحي عن إنشاء منصة متخصصة بشأن الطفل تعد الأولى من نوعها على مستوى الدولة بالتعاون مع الجهات المعنية بدولة الإمارات العربية المتحدة.

كما قدمت المنصة التأهيلية ورشتي عمل، الأولى صناعة التأثير النفسي في برامج الإعلام الأسري، وقدمها الإعلامي د.سعيد العمودي، ودارت حول تأثير الألوان وحركة الجسد، والثانية بعنوان كيفية إدارة المؤسسات الإعلامية والإنتاج البرامجي، وقدمها الإعلامي محمد غانم وكانت حول أهم الأسس التي تتبعها المؤسسات الإعلامية لتحقيق النجاح.

واختتم الملتقى بجملة من التوصيات هي:

  1. توجيه رسالة شكر من المشاركين لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة- سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، على رعايتها للأسرة واهتمامها ببرامج توعيتها وأسباب استقرارها ودعمها لأداء رسالتها وقيم تماسكها.

  2. ضرورة بناء منهج للتربية الإعلامية، تبدأ من رياض الأطفال وحتى التخرج من الثانوية العامة بأسلوب جاذب مبني على القيم بطريقةٍ غير مباشرة.

  3. تطوير المهارات الرقمية لدى طلاب الجامعة من خلال تعليمهم مهارات الإعلام الأسري، والتطبيقات الرقمية لإنتاج المحتوى الإعلامي المراعي لقيم الأسرة.

  4. بناء برامج توعية للأسرة بعدم استغلال الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي بأسلوب لايتناسب مع الخصائص النفسية والنمائية للطفل.

  5. بناء هيئة رقابية تعمل كدرع واقٍ من الإعلام السلبي (الرقمي وغيره)الموجه للأسرة والطفل.

  6. على الأسرة أن تقوم بواجباتها ومسؤولياتها الكبيرة بحماية أبنائها ( أطفالاً ويافعين وشباباً ) من هجمات إعلامية مغرضة، ومؤثرة سلباً على العقول والقيم.

وأخيرا ..

  1. على الأسرة أن تعيش قيم التماسك الأسرية وتحافظ على العلاقات الودية بينها وبين الأبناء من خلال الاستماع الفعال، واشغال وقتهم بما ينفعهم ويعزز الرباط الأسري.

8_السيطرة من قبل هيئة الاتصالات على مواقع مضرة بالأسرة خاصة الأطفال واليافعين والحد منها ومنعها من بث موضوعات تؤثر سلباً على قيم الأسرة والأفراد فيها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى