أخبار

نظرات فلسفية عبر عباءة الجمال .. أمسية شعرية في النادي الثقافي العربي بالشارقة

نجاة الظاهري ومحمود نبيل العيسوي و أحمد عبد الغني

محمد ولد سالم ومحمد إدريس يكرمان المشاركين

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الخميس 4 مايو 2023 أمسية ثتائية تألق فيها كل من الشاعرة نجاة الظاهري (الإمارات) والشاعر أحمد عبد الغني (مصر)، وأدارها الأديب محمود نبيل العيسوي بحضور نخبة من الأدباء ومحبي الشعر والمهتمين.

أنشدت الشاعرة نجاة الظاهري مجموعة قصائد تميزت بسلاسة عباراتها صورها الشعرية الجميلة ومفرداتها المعبرة. تقول في قصيدتها “رياح أبي”:

وكان أبي يمشّطُ بالأغاني

رياحاً قبّلتْ قدميهِ عصرا

يداعبها ببسمته، وفيها

يرى ما لا يُرى.. سكَناً وشِعرا

ويدخلُ كفّهُ فيها كما لو

يموسقها.. لترقصَ أو لتبرا

تُموّجُ بين لحيتهِ يديها

وترفعُ ثوبه الفضفاض شبرا

كأنّ الريحَ بنتُ أبي، لهذا

عليها مدَّ في الإنصاتِ صبرا

تعانقهُ إذا احتاجتْ حناناً

وتُعليهِ إذا ما احتاجَ إسرا

تواسيهِ إذا اشتدّتْ عليهِ

ليالٍ ضُمّختْ وجعاً وذكرى

يواريها عن الشمسِ اعتناءً

يقلّدها المسا نجماً وبدرا

يؤرجحها على النخلاتِ طيراً

ويجريها على الأفلاجِ بشرى

يعلمها الصلاةَ إذا تمنّتْ

ولم تمدد لها الآمالُ جسرا

يعلمها النجاةَ إذا عليها

تُساقطُ غادياتُ الهمِّ صخرا

يعلمها الكتابةَ.. دون حبرٍ

فمن يحتاجُ فوقَ الرملِ حبرا؟

يفرّقها ويجمعها، يقيناً

بأنّ الريح لا تعصيهِ أمرا

لقد كانت بقربِ أبي اعتناقاً

لمبدأِ أن يعيشَ المرءُ حُرّا

وبعد أبي، غدا للريحِ قبرٌ

وحبلُ الأرضِ من صوتٍ تعرّى

لحظة الدخول في القصيدة

أطفأتُ نافذتي

نفختُ على الشموعِ

دخلتُ في الظلماتِ..

الآنَ أذهبُ للقصيدةِ

وفي قصيدة أخرى تقول:

نفخةً أولى

وألمس شوكة الكلماتِ..

لا أستدل على الطريق  بنجمةٍ

أو فكرةٍ

أمضي بلا إثباتِ..

وأضيع

يصطدمُ الجدار برحلتي

وتسيلُ منه عصارةُ الأنّاتِ..

وأحسُّ مثل الثقبِ يجذبني إليه

بقوّةٍ

قد مزّقتني

واعتنت بشتاتي…

فُرّقتُ

في وادٍ ووادٍ

دونما طلب اليقينِ لكي أديمَ صلاتي…

قِرَبي

معبأةٌ بأسرار الندى

والزاد

لا زادٌ سوى قدراتي..

أمضي

وأشعر بالجميعِ،

وكلِّ شيءٍ

حاضرٍ أو راحلٍ أو آتِ..

وألوهةٌ صغرى

تمدّدُ في دمي

وتعيد خلقَ الكونِ

للرغباتِ..

نارُ الخيالِ تحيطُ بي

وأنا الذئابُ الراقصاتُ

العاوياتُ

الغاوياتُ

النازفاتُ

النافراتُ

المائلاتُ

الحانياتُ

الجائراتُ

الراشفاتُ من الهواءِ الخوفَ

سُكراً

قربَها

قمري يكمّلُ نفسهُ في لحظةٍ

والبومُ ترمقُ مهجتي

والغصنُ يمسكُ ياقتي

وعلاقتي في الحبّ تحفرُ جبَّها..

-أحببته

لكنني في ذا المساءِ

أريدُ من هذي القصيدة أن تكونَ

لقصتي والشعر

لا للحبّ والبعد المقيتِ

وموعدٍ لم يكتملْ

ولكل ما احتملته روحي في الهوى

وظننته مثلي

ولكن غابَ

لم يخترْ صداع علاقةٍ متبادلةْ

لم يحتملْ

لا بأس

دنيا زائلة-

أمضي

وأفقدني بآخر خطوةٍ

قبل انبعاثي

مثل كل

–  العاشقات؟

–  الأمهات؟

–  الهاوياتِ؟

–  الـ ممم

أجلْ

الكاتباِتْ

مَلكَ الصدى

يسري ثقيلاً

بين أرصفةِ الحياةْ..

وفي قصيدة تتجلى فيها الذاتية الموظفة في العامّ بما فيها من تأمل وتوجه فلسفي تقول نجاة الظاهري:

 ضياع وسبيل ندم

أضعتُ سبيلنا الأولى

فكيف سأبلغُ القصدَ

و ماذا الزادُ و الحوتُ

الذي خبّأتُه ارتدّا

و ما من صخرةٍ توحي

بما يهدي و ما يُهدى

ضياعٌ .. أيها النجمُ العزيزُ

المُعتلي بُعدا

..

ضياعٌ .. و الفيافي لم تزل

تمتدّ إيذاءَ

و كم حفرتْ خطايَ الصبرَ

لكن لم تجد ماءَ

و كم هزّت ظلالَ الحلمِ

إيضاحًا ، و إيماءَ

و لم يسّاقطِ الوصلُ القريبُ

و زاد إقصاءَ

..

ضياعٌ .. ربّما لو كنتُ أصغي

كنتَ تدنو لي

و لو قلّلتُ أسئلتي

و لو ألغيتُ تأويلي

و لو أدركتُ أنّ اللومَ

مرفوضٌ ، كتهويلي

لكنتَ الآن  في حضني

تُعيدَ الشربَ من نيلي

..

صباحي و المساءُ دجًى

و لا وادٍ و لا قبَسُ

خلعتُ النعلَ ثمَّ الصدرِ

خوفًا أن يُرى النفَسُ

فتعرفَ انني وحدي

ذئابٌ روضُها الغلسُ

فتنهشَ مهبطَ الرؤيا

بظفرٍ حدّهُ شرسُ

..

فتأخذني إلى جُبٍّ

بهِ من إخوتي سبعة

همومي ، جنّةٌ ضاعت ،

منافٍ ، حسرةٌ ، دمعة

و وهمٌ مدَّ في جسدِ المنى

من كِبرهِ ضلعَهْ

كخازوقٍ يمزّقهُ

يرى في قتلهِ نفعَه

..

و رملٌ كم وُئدتُ بهِ

و ما زالَ الهوى يوأَدْ

رضعتُ صخورَهُ مهدًا

و لم أرفُضْ بأن أوجد

و فيه سمعتُ من قد قالَ:

” ليتَ البنتَ لم تولدْ “

وفيهِ بغيرِ مقصلةٍ

وطرْقِ النار لم أوعدْ

..

ضياعٌ

 ما أقامَ جدارَ

ذاتي صالحٌ عابرْ

تهدّمَ مثلَ قِبلاتي

وسُفني والمدى الهادرْ

ولم ينبتْ من الأنقاضِ

كهفٌ، كنزُنا الغابرْ

كأنْ مسُّ من اللعناتِ

يسكنُ حظّيَ العاثرْ

..

غرابُ البينِ ينعقُ في

خواءِ يديَّ من كفّيكْ

وغولُ الخوفِ أطفأَ

كلَّ قنديلٍ يدلّ عليكْ

وجرّةُ حاجتي مُلئتْ

بصوتكَ، صبحِنا، عينيكْ

تشقّقُ كلّما لمستْ

نُواحي إذ أحنّ إليكْ

..

يسيلُ من الشقوقِ الدمعُ،

-حقًّا؟

-لا

يسيلُ دمي

أضعتُ سبيلنا، ما العمرُ

بعدَ خطاهُ ما حلُمي؟

رجعتُ، بخفّيِ الأحزانِ

فوقَ حشائشِ الألمِ

أصلّي للهوى جهرًا

وسِرًّا قِبلتي ندمي

..

كيف أختار الخروج سببلاً

وعشقتُ يوسفَ..

ما ليوسفَ من وضوحِ طرائقِ

هو في علوّ الأنبياءِ..

أنا ببئرٍ غامقِ

مهما أنادي

لن يردَّ..

فوا عذابَ العاشقِ

..

وعليهِ غرتُ

ولم يبالِ بما تخبّئُ غيرتي

من شوكةٍ تجري مع الدّمِ

فيّ .. بعدَ الشوكةِ

من جمرةٍ في الصدرِ تنبضُ..

من جوىً

من حسرةِ

..

وتُركتُ في الصحراءِ

أتبعُ أيّ ظلٍّ .. علّهُ

وا غربةَ القلبِ المحبِّ

إذا يُجَنُّ .. فمن لهُ

منبوذةٌ ..

آمنتُ أنّ الحُبَّ يُهلكُ أهلَهُ

..

لا غصنَ حتّى

أستريحَ ولو قليلاً تحتَهْ

لا ماءَ يُنجي ميتةً

لو كانَ يُنجي الميتَةْ

لا قدرةً

إلا التمنّي

أن يُحبَّ .. وبغتةْ

..

هذا الذي ما اختارني

ورأى الهوى تضليلا

“لا عشق إلا عشق ربي”

قالها تهويلا

قدري الغرامُ..

فكيفَ أختارُ الخروجَ سبيلا؟

..

جرّبْ..

لعلّ العشقَ قربانٌ لذاكَ العشقِ

ادخل لجنّاتي،

اختبرهُ،

اشربْ وذقْ من عنْقي

خمراً دسستُ هناكَ

فانهلْ

خمرتي لا تُشقي

..

جرّبْ

وضمّ إليكَ صدري

مكثراً تقبيلي

نيلٌ أنا

أتُردُّ يا مصريُّ ماءَ النيلِ؟

فتحٌ أنا،

كشفٌ أنا،

غارٌ،

طوى التنزيلِ..

..

نورٌ أنا

أتريدُ أن تحيا بغيرِ النورِ؟

قصرٌ أنا

يا يوسف ادخلْ في عظيمِ قصوري

خضني حياةً

إنني خضراءُ مثلُ شعوري

..

واعشق..

فهذا الحبُّ أوهى روحيَ المعطوبة..

أنت الهوى المرغوب في أقداري المكتوبة

فاعشق

وقل للكل هذي نوني المحبوبة

..

واعشق ..

سلامُ العشقِ مطلوبٌ ليلغيَ حربي

غص بي ..

وطرْ بي ..

وامتزج

سُحْ بي

احترق بي .. سر بي

خذني لآخر قصةٍ في العمر..

خذنيَ .. عد بي

..

قف بي

على كل المشاعر ..

مدخلاً … أو دهشة

بي جرّب الأشياءَ .. أوّل خطوةٍ

أو .. رعشة

سمِّ الوجودَ جميعه

باسمي ..

وذهّب نقشه

..

أنا من إذا عشقتك

تؤمن بعدها باللهِ

وإذا تبادلها الهوى

تحيا بلا أشباهِ

وإذا تصدّ .. فأبشرنْ

بصواعقٍ ودواهي

..

 جرّب

أيا وجعي الطويل

ويا الأماني الجمّة

يا يوسف القلب الذي

لو كان “دمّيَ” “دمّه”

وارحم ..

صرختُ وقد وضعتَ الصخر فوقيَ

“رحمة”

..

و”الله أكبر”

إن هذا العشق أكبر منّي

وأنا كبرتُ بهِ

وأكبرُ

بالجوى .. والحزنِ

فاعشق..

وإلا فاغرس السكين بي

وارحمني

وتقول في قصيدتها “عشق في الثلاثين”:

على مهلها

ربما تحذرُ

تسيرُ إليهِ.. ولا تعثَرُ

 وتقطفُ في الدرب ورداً

تناهى إلى كفها ضوءُهُ الأحمرُ

 وتكتبُ فوقَ الصخورِ القصائدَ

بالشعرِ ترتاحُ، أو تصبرُ

 وتنظرُ نحوَ النجومِ،

وليست دليلاً كما القلبِ إذ ينظرُ

 **

لقد عشقتْ،

لم تكن ذاتَ يومٍ

تريدُ الرجوعَ لذاك الطريقْ

 بهِ عرفتْ

أنّ للحزنِ ربّاً

له قبضةٌ كم تضيقُ….. تضيقْ

 وعلّقَ في صدرها صخرةً،

ثمّ ألقى بها في جحيمٍ سحيقْ

 زماناً،

وبعد التعافي،

استقالتْ

من العشقِ….

ليس بعهدٍ وثيقْ

 **

 وها هي..

تفتحُ باباً ليدخلَ

ها هي تفتحُه بارتيابِ

 وتمشي إليهِ

وقد سمعته ينادي

وراء المدى، والضبابِ

عذوبته تستحقُّ المسيرَ

ونسيانَ كلّ الأسى والعذابِ

 ستمنحه فرصةً

من عليمٌ

بما سوفَ يظهرُ خلفَ السحابِ؟

 **

تكررها؟

لا لن تكرر شيئاً

ستخلق تجربةً أفضلَ

 دروسُ الذي كانَ سوفَ تفيدُ

وتجعلُ هذا الهوى أجملَ

 فلن تمنح الكلّ بعضٌ سيكفي

لأنْ توزن اللحنَ أو تعدلَ

 وسورٌ وحصنٌ.. سيحدثُ فرقاً

وجود الحواجز كي تفصلَ

**

لقد أخطأتْ سابقاً حين ألقت

بها كلها في بحور الغرام

 وأعطت كثيراً، وقالت حلالٌ

عليه،

وهذا الحلال الحرام

 وألغت جميعَ المسافاتِ

ألغت جميع الحواجز

دون نظامْ

إلى أن..

وها هي تقضي الشهور

بلمّ الحطامِ

وجبر العظامْ

**

ستعلو ولن تسقطَ.. الآنَ

تعرفُ كيف تجنّبُ بعض السقوطْ

وتعرف كيف تربي الورودَ

وإن جُرحتْ.. دون أي قنوطْ

 ستعشق، تعلو.. تطيرُ، تطيرُ

كعصفورةٍ بالمدى كم تحيطْ

 وتجري إليه كنهرِ الربيعِ

وتمزجُ سكرّها بالمحيطْ

 **

على مهلها

في الثلاثينِ من عمرها

سوف تلغي اتفاقَ السلامْ

 هي الآنَ أكبر

من أن تعيش الهدوءَ

وترضى انعدامَ الغمامْ

 هي الآن أجملُ،

كم تستحقُّ بأن تُمنحَ العشقَ،

والاِهتمامْ

 تعودُ إليهِ

كبيتٍ قديمٍ

تنفّضُ عنه الثرى والظلامْ

**

هي الآنَ

تفهمُ،

أضخمُ قلباً

وأثبتُ خطواً

وأعمقُ روحا

ستعشق من ليس يجهل هذا

ويغدو السفينة، يصبح نوحا

 فطوفانها الآنَ أكثر ماءً

وشِرك الغرام أشد نزوحا

ستبدأ هذ الطريق وتُمضي

لصلبٍ جديدٍ فؤاداً مسيحا

وألقى الشاعر أحمد عبد الغني قصائد تفيض خيالًا وصورًا بلغة شعرية متميزة منها قصيدته التي تبدأ النظرة الفلسفية من عنوانها:

“كنتُ أبحثُ عنْ أكثر أعبائي ثِقلاً، فما وجدتُ سوى نفسي”

 تَجَرُّد

أحتــاجُ

 ما تَحتــاجُ

 شمسٌ في “المَسا..”

 أنْ تغفوَ  الأفراحُ

في حضنِ الأسىٰ

أحتــاجُ قلـبًا كالرغيفِ،

 ومـوجةً كالحـبِّ

تَحمـلُ باتِجاهيَ نورَسا

ويدًا..

 لأرفعَ وردةً – من خاطري-

في وجهِ من رَفَعوا عليَّ مسدسا

وفمًا..

يَبوسُ جَبينَ منْ جَرحَوا الكلامَ

فكلُّ جرحٍ فيَّ صارَ مُقدَّسا

أحتـاجُ

ما تحتاجهُ صبـارةٌ

قَصَّتْ أظافرها لتحضِنَ نرجِسا

وأقولُ للأعمىٰ:

اتّبعْ

 ما لا نَرىٰ

 حتىٰ تَرىٰ

صمّاءَ تَسمعُ أخرَسَا

وأقولُ

ما قالتْ ليَ امرأةٌ قبيلَ وداعها:

“سَنُحبُّ دومًا من قَسا”!

 وأقولُ:

 يا وَلدي البلادُ كِتابُنا سافرْ..

 فَما عادَ الكِتابُ مُفهرسا

أحتـاجُ “فيروزَ ” الغِناءِ

 وقهوةً أعددتُها للصبحِ كيٰ يَتَنفسا

“ونزارَ ” في ليلٍ يَضمُّ العاشقينَ

  ويا سلامَ لو المساءُ “تَبلقسا “

أحتـاجُ

أنْ نبكيٰ بِفطرةِ غيمةٍ

لمّا رأتْ ظَهرَ النخيلِ تقوّسا

خُـذنيٰ إليَّ

 ولا تقلْ ليْ

من أنا!

وخُذِ المَحبةَ

قبلَ أنْ تَتَكدّسا

و في قصيدته “وشايةْ” يخاطب فتاته موغلًا في النظرات الفلسفية عبر عناصر وجودية: الماء .. الريح.. الشراع.. النار .. التراب، محاولًا أن يقرأ الفنجان “فارتعشتْ يدُ الحقيقةِ تحتيٰ حينَمَا ارتعشَاَ”

  وَشىٰ

لكِ الماءُ

عَنْ سرِّ الوجودِ وشىٰ

فاستحضِري عَدَمًا كي تَفْهميٰ العَطَشا

الرّيحُ: بوصلةُ التأويلِ

 فانتظري معيٰ..

شراعي الذي نحوَ السَرابِ مشــــىٰ

النّارُ:

تشرحُ لي

ما تَشعُرينَ بهِ:

كأنَّ عودَ ثقابٍ يَقدَحُ الغَبشَا

وللترابِ قميصٌ

 فاخلعيٰ جسديٰ

فما بَكتْ غيمةٌ إلّا (غداةَ “نَشا..” )

وأنتِ سرُّ وجودٍ

 لا وجودَ لَهُ

صدّقتُ كذبَتهَ مُذْ قالَ:… فاندهشا

حاولتُ أنْ أقرأ الفنجانَ

 فارتعشتْ يدُ الحقيقةِ تحتيٰ حينَمَا ارتعشَاَ

كأننّي أحمِلُ الدنيا

وتحمِلِني

وما يُرىٰ فوقَنا؛

من تحتِنا انفرَشا

عمري الخرافيُّ

 مذْ آلفتُ فكرَتَهُ

 مضىٰ يَزيدُ اتساعًا كلّما انكمشَا

 هنا

 سَتمطرُ باسمِ الحبِّ

غيمتُنا

ويزهرُ القلبُ

من صدري الذي انخدشا

أنا الغريبُ عن المعنىٰ،

يقولُ غدي:

سَيغدُرُ الظلُّ بالمصباحِ لو رمشا

وقالَ:

لا تتركِ الماضي بغيرِ هدىٰ

إنَّ الفضاءَ بغيرِ الأرضِ محضُّ “غِشا..”

كأنَّكِ امرأةٌ

في حضنِ مغتربٍ

ظنَّ النجومَ الّتيٰ في صدرها

. . . نَمَشَا

و”أحتاجُ آخرَ” قصيدة أخرى يذهب فيها إلى رسم رؤيته لعاطفة الحب بعدما “تصوفا”:

جَوَّعتِ قَلْبي،

عُدتِ حينَ تَصَوَّفا

 أحتاجُ آخَرَ لا يَقولُ:  كَفى كَفى

شَوَّكْتِني..

لو كُنْتِ آخِرَ نَجمَةٍ في الكونِ؛

لَا أدنو إليـكِ  لِأقْــطِفا!

صادَفْتُ قَبْلَكِ نِسْوَةً

قَطَّعنَ أنْـ ـفُـ ـسَـ ـهُـ ـنَّ مِنْ أجلي،

وَلَمْ أكُ يوسُفا!

.

.

.

عِنْدَ انْدِلاعِ الحُبِّ..

 جِئْتُكِ مَوْجَـةً،

بَخَّرتِني حَتّى بُكيتُ تَكثُّفا

ما الحُبُّ؟

-تَضْـحِيَةٌ..

-إذًا لَوْ كانَ مَوْجودًا لَما تَرَكوا المَسيحَ  لِيَنْــزِ…فا

إنْ لَمْ تَصِلْـ      ـكِ قَصائِـدي؛

لا تَقْرَأي أبَدًا،

فَلَنْ تَجِدي سِوايَ مُؤَلِّفا

 إنّي كَتَبْتُ لِيُؤْمِنَ العُشّاقُ أنَّ جَميـعَ ما قَرَأوهُ جاءَ مُحَرَّفا!

.

.

.

يا جامِعَ الأوْهامِ؛ تِلْكَ حَبيبَتي،

خُذْها!

لَعَلَّكَ سَوْفَ تَبْني مُتْـحَفا

يا قَلْبِيَ انْتَعِلِ الحَياةَ،

وَسِر بِبُطءٍ لِلأحِبَّةِ شامِخًا،

أوْ

مُتْ

حَفا

صَدَّقْتُ قَلْبي حينَ قالَ:

غَدًا سَيُتْحِفُكَ الأسى.

كَمْ كانَ حُبُّكِ مُتْحِفا!!

لِلقَلْبِ أوْتارٌ تُنَشِّــزُ كُلَّما جاءَتْ إلَيْهِ الذِّكْــرَياتُ؛

لِتَعزِفا

.

.

.

كُنّا مَعًا تَحتَ الشِّتاءِ مُبَلَّلَيْنِ،

خَلَعـ ـتُ روحي،

وَارتَدَيْتُكِ مِـ(ـعطَفـ)ـا!

-لا شاطِئًا لِلحُبِّ!

لا موسى هُناكَ..

– إذًا سَيَكْفي أنْ أموتَ مُجَدِّفا

.

.

.

نادَيْتُ: يا وَطَني،

فَقُلْتِ أنا هُنا..

قَلْبي مِنَ الأوْطانِ يَأخُذُ مَوْقِفا!

الآنَ يُتْعِبُكِ الحَنينُ لِتَرجِعي؟!

 أنا كَمْ تَوَسَّلْتُ الحَنينَ

لِيَرأفا!

 هِيَ خُطوَةٌ في العُمْرِ،

تَأتي مَرَّةً

أنا أسِفٌ!

لا وَقْتَ كَيْ أتَوَقَّفا!

وفي ختام الأمسية كرّم الأديبان محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي في الشارقة ومحمد إدريس عضو اللجنة الثقافية الشاعر أحمد عبد الغني والشاعرة نجاة الظاهري ومقدم الأمسية الأديب محمود نبيل العيسوي.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى