أخبار

أمسية نقاشية في النادي الثقافي العربي بالشارقة لرواية  منى مصري  “اثنان بالمئة

 

محمد ولد سالم يكرم المشاركات يرافقه د. خليفة الشيمي

 

 

د. جيهان إلياس و منى مصري        و كنانة عيسى

 

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الخميس 18 مايو 2023 بحضور محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي و د. خليفة الشيمي مسؤول المعارض والفعاليات في النادي أمسية نقاشية حول “اثنان بالمئة” رواية منى مصري بحضور الروائية التي ناقشتها الناقدة كنانة عيسى وأدارت الأمسية الأديبة د. جيهان إلياس التي عرّفت بالرواية ومحاورة كاتبتها.

وجاء في ملاحظات كنانة عيسى حول الرواية قولها:            “لا ريب أن ّ موهبة الكاتبة ولغتها الحسية، النمطية الرشيقة، التفصيلية  ستستأثر باستحواذ القارئ و شغفه، فهي تكتب بوجدان حي يقظ وتربط خيوط المتن بكفاءة وتبصر، وتدرك قوة الغرق في التفاصيل رغم إيقاعها المزدوج بين سلب وإيجاب و تنتج  لغة خطاب سردية نمطية شيقة تتأرجح بين عين ثاقبة تلتقط المسكوت عنه واللامرئي وبين معالجة وعي جمعي تراكمي لا ينتقص من خصوصية التجربة وجماليتها بل يعطيها مظهرًا معاصرًا مواكبَا للآن، وتخفي ببراعة صوت المؤلف الحاضر عن بعد حين تتغير أبعاد الراوي من  متكلم يناجي عمق الذات ومستويات الأنا في أوقات الصراع والتأزم(مثل وقت الانهيار الجسدي للبطلة مرضًا) أو (الوجود على متن الطائرة في رحلة الاغتراب) وبين راوٍ عليم متمكن من معرفة شبه كلية  تعيد صياغة (الحكاية)  بعيدًا عن معطيات (أدب الهجرة) المعروف بسماته العامة، ومن ناحية ثانية استطاعت المخيلة الإبداعية للكاتبة تقليص حجم المسافة الفارقة بين المتخيل السردي والمجتزئ  الواقعي، فالشخصيات الرئيسية والثانوية على حد السواء شخصيات من قلب الواقع المعاش لصيقة بالذاكرة، يهيء للمتلقي أنه على صلة باطنية بها، و أنه يتشارك معها ذاكرة خاصة، وهي توائم الحركة السردية للمتن من خلال تمركزها حول أحداث معينة وارتباطها بإشارات زمنية قصدية ضمن ثنائيات القرب والبعد و التجذر والثبات”.

 وتضيف كنانة عيسى: “هناك بناء محكم لأبعاد الشخصيات في كيانها السيسولوجي والفسيولوجي وملامحها النفسية. ودورها السردي ورغم أن الشخوص تبدو للعيان نمطية مالوفة إلا أن الكاتبة أحاطتها بنثار جمالي  جعلنا نتعاطف فيها مع كل شخصية على حدة وتبقى الشخصية الرئيسة واقترانها برمزية لوحة المطر عائَقًا دلاليا يطلق الأسئلة الوجودية  عن جوهر المأساة و صراع الذات والاعتلال النفسي وجدلية الانتماء. فنسرين /أمل الفتاة الحالمة الباحثة عن وطن يحقق الأمنيات رغم سذاجة أفكارها الباحثة عمن يدرك عمق إحساسها وتفرد موهبتها.

ومن ثمة  أمل /نسرين الشخصية المتحدية المثابرة  التي  تصل للحلم بمشقة وصبر وعناد لكنها تسقط في فخ التعلق الوجداني والانتماء.

خلقت الكاتبة تقابلا ضديا لكل شخصية،جمعت فيه فضائين سرديين متواشجين، دمشقي أصيل دافئ وعميق و باريسي ناعم رتيب ومتواتر، ونجحت بخلق المفارقة في الصراع لتنتج حبكة مميزة وبأسلوب شيق.

اثنان بالمئة.. عنوان دلالي تتساقط عنه سيميائيات مميزة، ترتبط بمساحة كيان الشخصية وصراعها مع المرض والوجود والأنوثة المستلبة لحقوقها، وهي تجسيد رمزي لشخصية مبهرة تتقدمها مشاعر الخواء والتشظي و تكتمل بموهبتها الفنية الصارخة الباحثة عن بقعة الضوء.

وفي ختام الأمسية كرّم محمد ولد سالم المشاركات يرافقه د. خليفة الشيمي والتقطت صورة تذكارية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى