أخبار

أمسية ثلاثية الأصوات في “بيت الشعر” بالشارقة تنبض إبداعًا

محمد عبدالله البريكي يتوسط المشاركين من اليمين مناهل فتحي و علي مي و إسماعيل ضوا و طلال سالم

                 

                 

 

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة أمسية شعرية الثلاثاء 30 مايو 2023 أحياها الشعراء طلال سالم من الإمارات، إسماعيل ضوا من سوريا، و علي مي من فلسطين بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، وجمهور تفاعل مع الشعراء في قاعة “منتدى الثلاثاء”، وقدمت للأمسية الشاعرة السودانية مناهل فتحي بأسلوب شاعري جذاب، وأشادت بما يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة للمبدعين في كل مكان، وبدور بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة الذي بفضل دعم سموّ حاكم الشارقة يواصل فتح منابره لكل المبدعين.

في بداية الأمسية ألقى الشاعر طلال سالم عددًا من قصائده منها “تعب السنين” التي تضمنت صوراً من الحاضر وذكريات من الماضي تعبر عن ذاته ومدى تفاعلها مع سلبيات الحياة:

وأنا على تعب السنين أمرّني

ولهاً على وجع الرصيف الدامي

فقرٌ بهِ بعض ابتساما ٍت أتت

وتلوح بالأحلام في الأنغامِ

وأنين من مروا بغير نفاقهم

وحنين من جاؤوا بلا أقلامي

لا شيء إلا الوقت يمخر صبرنا

لا شيء يأتي بي على الإعلام

 وفي قصيدته “إلى البحر” خاطب البحر بأسلوب شفاف ولغة شعرية تفيض رقة:

يا أيها البحر هل ما زلت تكتبني

شواطئ الرمل مهما كنت منحسرا

أمر نحوي هنا مستسلماً لغتي

تخيط دمعي أأطوي وعده سفرا

يمضي بي الزورق المجنون يعبرني

يعطر النجم هل تدري هنا وطرا

قديمة كامتحان الصبر أغنيتي

أعتق الحرف فيها كلما انهمرا

وأنشد الشاعر إسماعيل ضوا مجموعة قصائد منها قصيدته “قُلْ دَمْعَتَكْ” التي  يحاور فيها دمعةً معبرًا عن مشاعره ورؤيته للحياة وفيها يقول:

قُلْ دَمعةً..  و اكْتُبْ  لَهُمْ  إِحْساسَهَا                            لِيَذُوقَ   قارِئُهَا    المُثَقَّفُ..  آسَهَا

أنا نفحةُ التُّوليبِ..  فاسْحَقْهَا   تَجِدْ                                   في  خدِّ   نَعْلِكَ..  علَّقَتْ  أنفَاسَهَا

آمنتُ   بِي .. و أنا   أُرِيقُ   رَحِيقَهَا                                        و كَفَرتُ بِي.. و أنا  أُعَاتِبُ فَاسَهَا !

وَ ذُهِلْتُ لي و أنا أُحِبُّ _قُبَيلَ أنْ..                             يَشْتَمَّهَا_..  مَنْ بَاسَهَا.. أَو دَاسَهَا!

رُوحُ     المحبَّةَ   حِبْرُ   كُلِّ   قَصِيدَةٍ..                              وَهَبَتْ  إلى  رِيَشِ  اليَرَاعِ  حَواسَهَا

إِنْ   غَطَّهَا   بِدَوَاتِهِا     طارَتْ  بِهِ..                                       مَنْ خَطَّ ضَحْكَةَ رُوْحِهِ.. أَوْ ياسَهَا

هِيَ  لا تُقاسُ   و لا تُحَاطُ   بِحَارُهَا                                      مَنْ ذا الذي..   أعْطَى لَهَا مِقْيَاسَهَا ؟

إِنِّي..   _و إِنْ    أَخَذَتْ     بِنَاصِيَتِي                            لِإذْلالِي     بِلا   ذَنْبٍ_..   أُقَبُّلُ    رَاسَهَا !

إِذْ شاعِرُ النَّاسِ الذي ..جرَعَ القَذَى                          بِدُمُوعِهِ..    و أَذَاقَهُمْ   أَنَانَاسَهَا

صَدِئاً ..بِصَقْلِ شُعُورِهَا.. أَلقى لدى                                    مَنْ فَرَّطُوا  فيها   أَذىً..  أَلْماسَهَا

يا عازِفاً   لحنَ   اشتياقِيَ   ..   طَارِقاً                       للذِّكْرَياتِ..   و قَارِعاً   أَجْراسَهَا !

قَوسُ  (الكَمَنْجَةِ)..حزَّ  عُنقَ   مَدَامِعِي                               مِنْ رَأسِ  أَهْدابِي..  فهدَّ  أَساسَهَا

 و  بِنوكُ  أَحْدَاقِي  كَنَزْتُ   بِهَا دَمِي..                                  بَعْدَ القَصِيدَةِ.. أَعْلَنَتْ   إِفْلاسَهَا

حتَّى  يروا  سُرَّاقُ    لحْنِ     رَبَابَتِي..                            للشِّعْرِ  أَهْلاً..  لِلكِتابَةِ..  ناسَهَا
                       

 وألقى قصيدته “نَظْرَةٌ وَبَعْد” وفيها:

قَلْبِي وَ عَيْنَاكِ.. سَهْمٌ لاحَ بَيْنَهُمَا        

                          لا تَلْمَحِي القَلْبَ.. أَخْشَى أَنْ يَسِيْلَ   دَمَا

 لَوْ كانَ لِيْ غَيْرُهُ.. كُنْتُ افْتَدَيْتُ بِهِ            

                            وَ كُنْتُ   عِشْتُ  حَيَاتِي..   فِدْيَةً    لَكُمَا

“لَكِنَّ لِي وَاحِدَاً”..  أخْشَى  عَلَيْهِ  إِذَا             

                              سَلَّمْتُهُ    لِلْهَوى..     أَلَّا  يَعُوْدَ   كَمَا..

رَمَيْتِ _حِيـْنَ رَمَيْتِ_  السَّهْمَ  غَافِلَةً          

                             وَ ما    رَمَيْتِ..  و لَكِنَّ   الغَرَامَ.. رَمى

فَيَا   لَعَيْنَيْكِ   بَعْد   الـجُرْمِ..  رَاحِلَةً !      

                             و يَا لَقَلْبـي..  قَتِيلَاً   صَارَ..     بَعْدَهُمَا!

قَيَّدْتِهِ    بِسِوَارِ    الشَّوْقِ    مُرْتَهَنَاً                

                                   فَطَارَ  شَـوْقَاً  وَ لمْ  تَمْدُدُ يَدَاكِ.. سَمَا

فَعَادَ مِنْ خَيْبَةِ  الأَشْوَاقِ..  مُنْكَسِـرَاً         

                              يُـحَمِّلُ   الجُرْحَ   نَزفَاً..  بَعْدَمَا   الْتَأَمَا

فَكَيْفَ  أحْمِلُ  هَذَا الجُرْحَ.. مِلْءَ دَمِي؟       

                           وَ كَيْفَ أشْكُوْهُ خَصْمَاً.. بَيْنَنا    حَكَمَا؟!

وَ كَيْفَ أُخْفِي الهَوَى مِنْ بَعْدِمَا فَعَلَتْ   

                              عَيْنَاكِ؟.. يَا لَلْهَوَى حُسْنَاً!.. وَ يَا لَهُمَا!

لـَمْ أَلقَ لِلْحُبِّ  عُمْرَاً كَيْ  أُعَيـِّرَهُ            

                             هَذَا الذي شَيَّبَ الدُّنْيَا..   وَ مَا   هَرِمَا

يَقُوْلُ لـِي كُلَّ جُرْحٍ..  قَابِضَاً  وَجَعِي         

                              مِنْ قَاعِ جُرْحِكَ أَخْرِجْ.. لِلْوَرَى حِكَمَا!

وَ عَلِّمِ العَاشِقِيْنَ الـمَوْتَ..  فِي حَرَمِي         

                                وَ أَنْ   يَذُوْبُوا  عَلَى   جَنَّاتِهِ..   حِمَمَا

مَاضِيَّ يا بِنْتَ عِشْرِيْنَ الهَوى..  أَلَـمٌ         

                                  فَسَامِحِيْنِي     إِذَا    سَمَّيْتُهُ..     أَلَمَا!

مَا عُدْتُ مِنْ  وَلَهٍ..    إِلَّا  إلى  وَلَهٍ             

                              وَ مَا اقْتَرَفْتُ هَوىً..  إلَّا انْقَضَى.. نَدَمَا

فَكُنْتُ حِيْنَ أُدَارِي الحُبَّ يفْضَحُنـِي    

                              كَمُذْنِبٍ..  حِيْنَ  أَخْفَى  جُرْمَهُ..  عَظُمَا!

وَ أَعْذَبُ   الحُبِّ..  مَا أخْفَاهُ  كَاتـِمُهُ          

                              و السِّرُّ في الحُبِّ.. مَفْضُوحٌ.. وَ إِنْ كُتِمَا!

لا تـُخْبِري الوَرْدَ  عَنْ حُبـِّي.. وَ حُرْمَتِهِ       

                            أَخْشَى على الوَرْدِ مَذْبُوْحَاً..     إِذَا عَلِمَا!

ويرى قصيدته “التقاط” صورة سريعة لوفائها ويقول:

عَبَرْتِ بِي ..
مثلَ رُوْحٍ أُرْجِعَتْ لِجَسَدْ
لا تلمسي الجُرْحَ جِدَّاً ..
.. بالحنينِ يَقِدْ

قالتْ: أَ لَستَ سعيداً بَعْدَ فُرْقَتِنَا
و قَدْ أَضَعْنَا هَوانَا؟!
قلتُ:_ (لستُ.. وَ قَدْ..)!!

تركتِ في القلبِ سطراً ..خَمْشَ غَدْرِكِ بِي!
فَسَطَّرَ الدَّمُ فيهِ..
( لا تَثِقْ بِأَحَدْ )

ماذا أَضَعْنَا تُرَى؟
_ الماءَ في نَضِرٍ
والعِطْرَ في زَهَرٍ
قَالتْ:
وَ ما لكَ بَعد؟

قلتُ: الأَسَى بعْدَ فَوْتِ المُشْتَهَى..
نَدَمٌ ..كالمَوجِ يَصْفَعُنِي
أَنَّ الغَرامَ..

 زَبَدْ

قالتْ  :

هَجَرْتُكَ قَسْرَاً
_ بَلْ طَوَاعِيَةً
وَ لَمْ يَكُنْ لِيْ يدٌ في البُعْدِ
_بَلْ لَكِ يَدْ

إذَنْ: لِتَبْكِ الهوى.. وَ لْتَبْكِ فَقْدَكَ لي !
قلتُ: _البكاءُ عَليهِ
لا الذينَ فَقَدْ !

هَذِي أنا صُورَتي.. نَهرٌ..
وَ حَرْبَتُكِ النّجلاءُ واقِفَةٌ..
وَ إِذْ طعنْتِ.. جَمَدْ

قِفِي ليأخُذَ فيكِ الغَدرُ صُورَتَهُ
يداً بِمُدْيَتِهَا..

للعاشِقِيْنَ

 تُمَدّْ !

 لِكَي يُؤَرِّخَ طُهْرَ الحُبِّ مُمْتَثِلاً..
ماءً نقيَّ الهوى ..

فيه الحديدُ ..

سجَدْ

 

وألقى الشاعر علي مي قصيدته “صوتان” وهي حوارية بين فتى وفتاة تنطوي على هواجس تأملية للعلاقة العاطفية، وفي القصيدة يقول هو :

مَاذا سيحدثُ للتاريخِ سَيدتي

لَـوْ التَــقَـينَا قَـلِيلاً خَارجِ العُمرِ

لَو ارتجلتكِ في العشرينِ من لغتي

بوحاً ولم أقترف تَغريبة السفرِ

لو ابتكرنا بمقهــى اللا وداع  يداً

تغفو بدفء يدٍ في مشهدِ السهرِ

ماذا سيحدثُ لو أنّا نلـــوذ معاً

بمعطفــــي تحت رومانسية المطرِ

لو ضَلت الحربُ باب البيتِ واعتزل

الرصاصُ ثم ارتجلنا رقصة الغجرِ

ماذا سيحدثُ لو عاد الزمانُ فتــى

ورحت أهواكَ مجنوناً بلا حذرِ

وتعلق هي :

أعـيـشُ بَعدَكَ كالمَعنــى بلا لغةٍ

رمادُ صوتي بقايا فِكـــرةِ الـشـررِ

أنا صهيلُ اشتهاءاتٍ معتقةٍ

وحاطبُ الظلِّ في سرديةَ الشَجرِ

وأنتَ مَن أنتَ إلا أنَ بي ظمَأً

يتلوكَ نهراً لمحوِ الجدب عَـن قدريِ

يا وَاهبـــاً أرقَ المُشتــاقِ هَــب لُغَــتِي

برقـــاً لتُعشـبَ فِي كــراسةِ السَهَـــرِ

فلـن أهَــادنَ مَــوتًا كَــاد يَكتُــبُـنَا

مَــرثيَّــةً بــدمٍ ذاوٍ عَــلى حَــجَــرِ

وَلَن أصدقَ من سِفر الغيابِ سِوى

هبوط روحِك مُوسِيـقــى عَلى وَتـري

 وحملت قصيدة أخرى للشاعر عنوان “فمي الذي فوق الغصن” التي تكتزج بالحب والحنين والحزن :

فَـمي الذيِ فوقَ غُصنِ الحُـبِّ ألمَحُـهُ

يَقولُ بالشَدوِ هذا الكون أصلِحُهُ

كَأنّـهُ اقتَرحَ المَوالَ مُعجِزةً

حتى يُغادرَ صَمتاً كَان يجـرَحُهُ

صَمتٌ يَليـقُ بِحُـزنِي الشَاعِري وَما

خَسِرتُ مِن فِضَّةِ الذِكرَى وَأَربحُهُ

في مَشهَـدِ اللَّيل مَقهًى صَاخِبٌ وفَتى

وَالقلبُ قُـبرةٌ أنى يُسَرِّحُــهُ

وفي الختام كرم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء  المشاركين ومقدمة الأمسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى