حلبٌ تكلَّلُ بالشجنْ
وأنا عقيمُ الروحِ مهدودُ البدنْ
عينٌ تحاولُ أن ترى لكنها تبكي دماً
كم كنت أخشى أن تكون نهايتي
كم كان مجنوناً وميتاً ذلك اليوم الذي
قد جاء يلتهمُ الضفائرَ والخدودَ الناعمة
سبعون طفلاً بين أنياب الذئابِ الآثمة
وعلى رصيفِ الحربِ أعينُهُم تراقبُ قبحَ دنيانا
وعلى رصيفِ الحربِ أيديهمْ.. وأرجلهمْ.. وأسنانُ اللبنْ
يا ليتني خبأتُ ذاكَ اليومَ تحتَ مخدَّتي
كي لا يكونَ ولا يجوعَ ولا يُجَنْ
يا ليتني خبأتُ ذاكَ اليومَ في جيبِ الكفنْ
حلبٌ لها ليلٌ أضاعتْ آخرَهْ
تحتَ الظلامِ يبالغ الأحياءُ
في تكرارِ قصةِ موتِ من ماتوا
وفي ذرفِ الدموعِ العابرَة
ويبالغ الأمواتُ في تنصيب أنفسهم
ملوكاً فوق عرش الذاكرَة
ثقلُ الغيابِ إذا تمادى يحبسُ المفجوع
في ماضيه يسلبُ حاضِرَهْ
ما من سؤالٍ في المدى
عجل بنسجِ قصيدةٍ أخرى
ستنتحل القصيدةُ في يديكَ هُويَّة الموت
الذي يُبقي على وجهِ الضحيةِ ناظرَهْ
إنَّ الحروفَ إذا تحدثت القصيدةُ عن حلبْ
صارت حروفاً ماكرَة
زر الذهاب إلى الأعلى