مقالات

 *ذكريات*  القول الفصل في الاتحاد.. اتفاق نهائي ١٨ يوليو ١٩٧١ د. محمد سعيد القدسي    –    الإمارات   

د. محمد سعيد القدسي

 عادت لجنة الوساطة السعودية الكويتية التي ضمت الشيخ صباح الأحمد الجابر رحمه الله وزير الخارجية عهدذاك والأمير نواف بن عبد العزيز مستشاري الملك فيصل يوم 9 يناير 1971 من  البحرين وقطر لعرض ما عزمت عليه الإمارات ، إلا أن كلا من البحرين وقطر أكدت أنها بصدد إعلان دولة مستقلة، وهو ما أبلغ به الشيخ صباح الجابر والأمير نواف بن عبد العزيز الالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد طيب الله ثراه، ورغم ذلك ووفاء لشقيقين كانا معنا في الاتحاد التساعي  توجه الشيخ زايد طيب  الله ثراه إلى البحرين وقطر في يونيو ،1971 وكنت أغطي معه الزيارة إعلامياً لتأكيد توجه الإمارات السبع نحو الاتحاد، فأكد له كل من الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وأمير قطر أحمد بن علي آل ثاني بعد زيارته لكل منهما  قرابة ساعتين التوجه لاستقلال كل منهما.

عادت الطائرة إلى أبوظبي بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في السادسة والنصف مساء، وأجريت حينئذ لقاءات ومشاورت عدة بين الشيخ زايد طيب الله ثراه وإخوانه الحكام انتهت بعقد اجتماع مع أخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله وإخوانه الحكام للعمل على إنجاز الاتحاد، وكان لقاؤهم الساعه 10:30 صباحًا  يوم الأحد 18 يوليو /‏‏‏‏ تموز 1971 في دبي، وقال رحمه الله :

“هذه فرصة هيأها الله سبحانه وتعالى لنا فلنجعلها فرصة تاريخية لتحقيق أملنا المنشود”

 وتوصل المجتمعون إلى قرار تاريخي بقيام الاتحاد تحت اسم دولة الإمارات العربية المتحدة بعد إلغاء مسمى اتحاد الامارات العربية، وتمت الموافقة على الدستور المؤقت بشكل مبدئي، و تسمية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه رئيسًا للدولة لمدة خمس سنوات بدلًا من سنتين، والشيخ راشد رحمه الله نائبًا للرئيس لمدة خمس سنوات أيضًا، وجسد القرار رؤية الشيخ زايد رحمه الله بنجاح مسعاه في رؤية شمس الاتحاد، واعتبر ذلك اليوم أساسًا لاجتماع الجميرا الخميس ٢ ديسمبر ١٩٧١.

 اشرف على إعداد موقع الاجتماع  المرحوم عدي البيطار وهو محامٍ من القدس، وكان رحمه الله المستشار القانوني للشيخ راشد بن سعيد المكتوم رحمه الله.

كان يومًا خالدًا في حياة البشرية، وإيذانًا بنشر دعوة الحق والتوحيد والعدالة، والالتجاء إلى الواحد الأحد لكل عباد الله ، حيث حمل راية الإسلام دينًا قيمًا رسولنا الكريم العربي المكي القرشي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى