“ملكة المسؤولية المجتمعية” لقب منحه إلى 17 متقدمة للحصول على هذه الجائزة، وهن المرشحات للقب من بين 500 متقدمة بعد التصفية من آلاف المتقدمات، علمًا بأن المفترض منح اللقب إلى واحدة من المرشحات، وحين نقل فكرته إلى لجنة التحكيم المكونة من د. حبيب غلوم ود. يوسف شراب … رحبت به وتفهمت رغبته في أن يسعد 17 مرشحة للجائزة وأهاليهن وبلدانهن.
إنه المهندس فتحي عفانة سفير الأسرة العربية الرجل المتفرد بقصته اللافتة في النجاح ، وبتقديمه درسًا ناضجًا في مواجهة الأمواج المتلاطمة لأعباء الحياة، وفضلًا عن ذلك فإن هذا الرجل الجدير بكل تكريم، التفت إلى المجتمع بنظرة تفيض إنسانية واضعًا نصب عينيه أنه مسؤول بكل ما أوتي من قوة لأن ينشر بمحبة جناح السعادة، ليظلل فئات من المجتمع هي في حاجة إليه.
ولادة وحياة حافلة
خرج المولود فتحي إلى النور عام 1959 في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين ليكون سابع إخوته لأبوين ، وقد قامت الأم بدور الأب إلى جانب دورها في تربية وتعليم الأبناء، وذلك نظرًا لوقوع الأب في الأسر لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي في حرب حزيران عام 1967، وقد عاد بعدها ضمن عملية تبادل أسرى تمت بإشراف الصليب الأحمر الدولي.
دفع الوضع المعيشي الصعب الطفل فتحي للمزاوجة بين الدراسة والعمل ليعين أمه في مواجهة أعباء المعيشة، فكان في الثامنة من عمره يشتري الذرة من المزارع ليبيعها لأهالي المخيم، وبعدها كان يبيع في المقاهي والأسواق بذور البطيخ المقلي، وفي يوم الجمعة يعمل في قطف الخضراوات والفواكه حسب الموسم الزراعي، وفي الإجازة الصيفية يذهب للعمل لمدة شهرين كاملين داخل فلسطين المحتلة متحملًا قسوة الحياة ، حيث كان ينام هو ومثله من العاملين في الحدائق.
وبمرور السنوات توسع الشاب فتحي في طموحه التعليمي فتوجه إلى القاهرة للدراسة في مدارس “أونروا” المنظمة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، ولم تفارقة قوة العزيمة وصفة الإصرار على تحقيق مراده رغم الصعاب والمعاناة، فقد كان يمشي مسافات طويلة إلى مدرسته، وكان طالبًا في الصباح وعاملًا في المساء، لم يغب عن نفسه الإصرار، فبعد نيله المركز الأول في مرحلة الثانوية العامة، حصل بوصفه متفوقًا على منحة دراسية خاصة، والتحق بكلية الهندسة في جامعة حلوان المصرية لينال عام 1982 بكالوريوس الهندسة التطبيقية.
عتبة النجاح
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة عتبة النجاح التي تخطاها سعادة المهندس فتحي عفانة عندما دخل الدولة عام 1982 قادمًا من مدينة رفح الفلسطينية على بساط من الأحلام الوردية، وكان تفكيره في محله ، وبالفعل كانت الإمارات ترجمان طموحاته التي جسدها في مشروعات حيوية رفعت شراع النهضة عاليًا ، وأعمالًا خيرية إنسانية تفرد فيها بالتفاتته التي تشف عن حب العطاء بمعنى أن سعادته في العطاء وإسعاد الآخرين.