أخبار

بصمات شعرية ينقشها “بيت الشعر” في الشارقة

أصوات متميزة:

ساجدة الموسوي و مصعب بيروتية ومحمود صالح

محمد عبد الله البريكي يتوسط الشعراء ومقدمهم بعد تكريمهم من اليمين لؤي شانة و مصعب بيروتية و ساجدة الموسوي و محمود صالح

                       

               

               

الشارقة    –    “البعد  المفتوح”:

نظم “بيت الشعر” في دائرة الثقافة في الشارقة الثلاثاء 8 أغسطس 2023 ضمن فعاليات “منتدى الثلاثاء” أمسية شعرية ضمت ثلاثة أصوات شعرية لها تميزها ولكل من هذه الأصوات المتميزة بصمته، حيث أحيا الأمسية الشاعرة ساجدة الموسوي (نخلة العراق) والشاعران محمود صالح ومصعب بيروتية وقدم لها لؤي شانا مشيدًا بنشاط “بيت الشعر” برعاية راعي الثقافة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، و معرفًا بالشعراء.

تصدر حضور الأمسية الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، وكرّم الشعراء ومقدمهم في ختام الأمسية.

وبعد أن ألقى الشاعر مصعب بيروتية قصائد تفاعل الحضور معها مستحسنًا جمالياتها، ألقت الشاعرة ساجدة الموسوي مجموعة قصائد شفت عن شاعريتها موصلة بكلماتها المعبرة أبعادها مستهلة بقصيدتها “رسالة إلى أبي” التي قدمت لها بقولها: كلّما كان يتصل بي أبي رحمه الله من بغداد يبدي قلقه ويكرّر سؤاله :هل أنت مرتاحة هناك ؟ فكانت هذه القصيدة:

لا تقلقْ يا أبتي

فأنا في أحسنِ حالاتي

في وطنٍ أجملُ ما فيه

مروءته ..

وعيون الناسِ تذوب حياءً

من فرط تأدّبهِم

يبنونَ بصمتِ ملائكةٍ

للحاضرِ والآتي

لو أحلمُ لن ألقى أبداً في حلمي أجملَ منهُ

ففيه فؤادك يحيا

وجمالٌ عطّل كلَّ مرايا الدنيا

ليقول هنا مرآتي

لا تقلق يا أبتي

فالبحرُ صديقي.. والنّخلُ يظلّلُ دربي

ونجوم العلياء تناغي أوقاتي

يسعدني أن أسكن في وطنٍ

لا أدري عن أيِّ شمائلهِ

أحكي

كلُّ غريب  فيه تمنّى لو كان إماراتي

ماذا أكتب يا أبتي؟

والله تضيقُ عباراتي

وفي قصيدتها “نسمةٌ بابليّة “

تَأخّرْتُ أَدري

مسافةَ سبعينَ نجمةْ

محمّلةً بالدّموع

والسّماءُ بَدَت مُدلَهِمّة

ولكنَّ شمساً أَفاقَت على خاطِرِي

فأضاءَت غُرُوبَ النّخيل

ومِنْ شُرفَةِ المَطَر البابِليِّ

أطلّت بناتُ الرُّصافَةِ والكَرخِ

بغدادُ تطلق كلَّ النّوارِسِ

نحوَ الرّجاء

نعم .. حينما يَستَبِدُّ البَلاء

وحينَ تَخُونُ المَواسِمُ سُنبلَها

يَصعَدُ المَدُّ.. تَغلي المَراجِلُ

تَغلي الدّماء

وعِندَئِذٍ لن يَطولَ زمانُ الظّلام

ولابُدّ للشّمس  مِنْ أَنْ تُضيءَ السَّماء

وختم الأمسية الشاعر محمود صالح فبدأ بتحية الشارقة فمما قاله: “هُنا يحقُّ للقصيدة أن تُغمض عينيها لتحلم بملكوت الكلمة،كما ويحقُّ لصاحب السُّموّ الشيخ سُلطان بن محمّد القاسميّ حفظه الله أن تكون أجملُ حوريّات الكلمات إماءَ سُلطانه، وهي التي جاوزت على أياديه البيضاء وقلبِه الطّاهر جوزاءَ الغايات الجماليَّةِ وعظيمَ القِيَم الإنسانيّة السّامية”.

وأنشد بعدها:

أناملُ حُلْمي في هَواكِ نَحيلةٌ
فليتكِ قمحٌ  في رغـيفي المُحَرَّقِ
لكلِّ العصَافيرِ التي نَقَرَتْ دَمي

بصَفْصَافِها أغْدَقْتُ شِعري لـتُشرِقي

  أحبكِ نِصْفُ الحرْفِ أغرقَ نصْفَهُ
تُرَى في يتيمِ الوَعْدِ يومـًا سنلتقي ؟!

ويتوجه إلى أمه يًعُدُّها “قلب القصيدة” معبرًا عن الوفاء بنوع راقٍ وجميل اعطاء الأم:  
يا قلبي على الأوراقِ
يا حرفيَ المشنوقَ بالأشواقِ

خبَّأتُ في كفَّيكِ  زيتونَ المُنى
ونثـرتُ قمحَ الوَعْدِ 
في الأحْدَاقِ

ولثمْتُ صَفْصَافَ البلادِ  وطيْـرَهُ
في شالِكِ المَشتولِ في أعماقي
ومَلأتُ صَدرَكِ 

بالهَديلِ وبالهوى 
فرَحَلْتِ بالدُّوريِّ والدُّ رَّاقِ

أمَّاهُ ..
طيَّ الرِّيح جِئتُ مُحلِّـقًا
ودفَعْتُ موجَ الليلِ للإشـراقِ

وقطفتُ من عينيكِ أجملَ نجمةٍ
كحَّـلْتُ فيها 
ظُلمَةَ الآفاقِ

لوَّحْتِ بالأشجارِ 
رُحْتُ أضُمُّها 
ظلَّتْ هناكَ .. وعُدتُ دونَ عِناق

يا ويحَ سِكِّينِ المسافةِ في دمي
لم يُبقِ إلّا 
لوعةَ المُشتاقِ

أمَّاهُ .. قلبُكِ في حروفي خافقٌ 
قلبُ القصيدةِ لا يموتُ .. وباقِ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى