بنبن – “البعد المفتوح”:
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا؛ انطلقت في جمهورية بنين الإثنين 21 أغسطس 2023 النسخة الثانية من “ملتقى الشعر العربي” الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتنسيق مع جمعية التعاون للتنمية الاجتماعية في العاصمة “بورتو نوفو”، وشهد مشاركة 7 شعراء وندوة أدبية.
حضر الملتقى الذي أقيم في قاعات “مافيلا، أكباكا”، في العاصمة بورتو نوفو، سعادة محمد سعيد الكعبي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية بنين، وسعادة أمل عفيفي سفير جمهورية مصر لدى بنين، والمنسق العام للملتقى إبراهيم أغبون رئيس جمعية التعاون للتنمية الاجتماعية،ود. جبريل أبو بكر ممثل الاتحاد الإسلامي في بنين، ورؤساء بعثات ديبلوماسية عربية، إلى جانب اساتذة جامعات ومعاهد، وطلاب ومحبي الشعر العربي ومتذوقيه.
انطلق الملتقى بكلمة ألقاها المنسق العام إبراهيم أغبون، مؤكداً في البداية أن الشارقة ركيزة أساسية في دعم اللغة العربية ونهوضها في دول الغرب الإفريقي عبر مبادرة كريمة أسسها صاحب السمو حاكم الشارقة وتمثلت في ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا، ناقلاً في الوقت نفسه شكر اللجنة المنظمة والمشاركين إلى سموّه، مشيراً إلى أن الملتقى عزز من حضور اللغة في جمهورية بنين.
قي بداية الملتقى ألقى سعادة الكعبي كلمة قال فيها إن الملتقى يؤكد قوة العلاقات القائمة بين دولة الإمارات وجمهورية بنين، وخصوصًا في المجال الثقافي، حيث يسهم في تعزيز الساحة الثقافية والأدبية في بنين، مؤكداً أن الملتقى نتاج فكر صاحب السمو حاكم الشارقة في نشر الثقافة العربية في إفريقيا من خلال الملتقيات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تشجع مثل هذه المباردات المباركة في حفظ التراث وحمايته في غرب إفريقيا.
وأشارت سعادة أمل عفيفي إلى جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في رعاية الثقافة العربية عبر العديد من الفعاليات المحلية والعربية والعالمية، مؤكدة أن اهتمام سموّه باللغة ساهم في تحفيز المبدعين في بنين لمواصلة الكتابة باللغة العربية، موضحة أن الملتقى يقوم بإبراز التراث العربي وثقافته الواسعة في إفريقيا، معربة عن شكرها لهذه الجهود.
قراءات شعرية
شارك في القراءات الشعرية 7 مبدعين، هم: د. عبد المجيد كوباكي بقصيدة حملت عنوان “لولاكِ أيتها الضاد”، ومعروف أجوفي بقصيدة “أكرم بها لغة”، وعبد المجيد يونس أولوكي بقصيدة “توّجك الرحمن خالقنا يا الضاد”، وشعيب ذكر الله بقصيدة “نالت خلودا”، ومحمد بوبكر أبو تميم بقصيدة “لغة التحدّي”، وكمال الدين موبولاجي بقصيدة “لغة الضاد”، وعبد الواسع بقصيدة “الاعجاز اللغوي”.
ومن اللافت أن معظم القصائد الملقاة تحتفي باللغة العربية وقوة حضورها، فتكشّفت لغة شعرية تحمل صورًا فنية غنية بالوصف و المجازات.
و مما قرأ الشاعر معروف جوفي قصيدة مطلعها :
أكرم بها لغة قد نالها شرف لقد علا ذكرها في سائر الأمم
وقرأ شعيب ذكر الله:
كم أرّخت للورى الأيّام من عجب
وكم روَت من أحاجيها ويُسراها
على لسان ذوي الأقلام ساطعة
ألفاظها، إنّها تجدي بحلواها
أعلى اللغات وأنقاها وأقدمها
لا شكّ في أن رب الخلق يرعاها
أدمنتها ليس في إدمانها ضـرر
حـتّى حـظيت بمغزاها ومعناها
ندوة و محوران مهمان
عقدت ندوة بحثت في محورين مهمين يناقشان العديد من المسائل الأدبية، وهما الأول بورقة قدّمها الأكاديمي د. عبدالمجيد كوباكي بعنوان: “القيمة الفنية للشعر العربي في بنين”، والثاني بورقة قدّمها الأكاديمي د. إسحاق أكاني بعنوان: “دور المدارس والجامعات البنينية في تدريس الفنون الأدبية”.
وأشار كوباكي في بداية مقدمته إلى أن قوة الشعر مرتبطة بقوة الشاعر التي هي نتيجة موهبته وبيئته وذوقه، مؤكدا أن الشاعر هو الذي يطبع العبارة بطابع القوة أو الجمال، ويكسب روحه وشخصيته الفنية المميزة.
وقرأ الباحث الأكاديمي في نماذج شعرية متعددة من مبدعي جمهورية بنين، قائلاً إنه وجد فيه ما يفي بشروط الألفاظ أو المفردات.
وفي ورقته، قدّم أكاني شرحاً مفصلاً حول دور المدراس الإسلامية في بنين، وبخاصة أنها تقوم بتدريس جزئية من الفنون الأدبية مثل الشعر والخطابة والمقالة، مؤكدا أن هذه المدراس ما زالت تواصل دورها في النهوض بالأدب العربي والإسلامي.
زر الذهاب إلى الأعلى