أخبار

“بدايات الإعلام في الإمارات” جلسة حوارية في ندوة الثقافة والعلوم

عبدالله الجزيري و مرعي الحليان وعلي عبيد الهاملي

دبي    –    “البعد المفتوح”:

الجلسة الحوارية بعنوان “بدايات الإعلام في الإمارات” نظمها ” نادي الإمارات العلمي” في ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع “مركز ديرة الثقافي” الإثنين 18 سبتمبر 2023 وشارك فيها الإعلامي علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس اللجنة الإعلامية في ندوة الثقافة والعلوم والإعلامي عبدالله الجزيري وأدراها الفنان مرعي الحليان.

حضر الجلسة معالي محمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد وبلال البدور رئيس مجلس الإدارة ود. صلاح القاسم المدير الإداري للندوة وأعضاء مجلس الإدارة ود. حصة لوتاه ود. عبدالخالق عبدالله ود. عبدالرزاق الفارس وجمع من الإعلاميين والمهتمين.

أكد مرعي الحليان في بداية إدارته المتميزة للجلسة أن حديث الذكريات عن الإعلام الإماراتي (المكتوب والمقروء والمسموع) أمر مهم يوثق مسيرة المجتمع قديماً، ويبرز المحاولات الفردية لتأسيس فكرة الصحافة أو الإعلام بشكل عام، مشيرًا إلى أن من مارسوا المهنة في بدايات الإعلام بكل تنويعاته كان العمل بالنسبة لهم جزءًا من الحياة الأدبية واستمرارية للإبداع، فقد كان الأدب يطغى على الجملة الخبرية في الكتابة، عكس ما يكتب اليوم من مفردات بعيدة عن جماليات الأدب واللغة العربية، ويبرز هذا في امتهان الكثير من الأدباء مهنة الصحافة خصوصاً باعتبارها تسهم في إثراء قلم الأديب وذائقته الأدبية.

وبالعودة إلى إمارات ما قبل التأسيس قال إنها كانت تتهيأ لتلك الانطلاقة الإعلامية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية وأصبحت دولة تسابق الزمن، فلم تعد هناك 3 صحف بل عشرات الصحف العربية والأجنبية والقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية وغيرها من المنصات الإعلامية، حتى وقتنا الحالي الذي أصبح لكل فرد منصته الإعلامية.

من جهته تناول الإعلامي والكاتب علي عبيد الهاملي مسيرة الإعلام في الإمارات، مؤكداً أن الإعلام لم يؤرخ له بشكل دقيق، وربما كانت الصحافة الإماراتية أكثر حظاً في التوثيق لأنها مادة مكتوبة من السهل الرجوع إليها، ولكن المادة المرئية والمسموعة ضاع منها الكثير ضمن أرشيف الإذاعة والتلفزيون، وأشار إلى أنه يعمل جاهداً لتوثيق تلك المسيرة،

ولفت علي الهاملي إلى قلة مصادر الباحث في الإعلام الإماراتي وخاصة المرئي والمسموع، وتحدث عن (الصحافة في الإمارات من البدايات إلى آفاق العالمية) والتي ستحتفل بعد سنوات قليلة بمرور 100 سنة بدأت عام 927 بصحيفتي  “عمان” و”العمود” الفكاهية، اللتين أصدرهما إبراهيم المدفع في الشارقة، وكانت صحيفة “عمان” تتضمن أخبارًا سياسية واجتماعية وتكتب باليد وتعلق على الحائط وتصدر نصف شهرية، وشارك في تحريرهما المؤرخ عبدالله بن صالح المطوع، وأحمد بن حديد، ومبارك سيف الناخي، وحميد عبدالله الكندي وحمد بن عبدالرحمن المدفع، وظلت تصدر لمدة عام توقفت بعده، وفي عام 1933 صدرت صحيفة “صوت العصافير” لبعض الشباب من دبي والشارقة بمعاونة مجموعة من شباب البحرين، وكانت الصحيفة تنتقد الأوضاع المحلية بأسلوب لاذع وتهاجم التدخل الأجنبي.

وأضاف الهاملي: في بداية الخمسينات صدرت نشرة “النخي” في مدينة العين لمصبح بن عبيد الظاهري، وكان يكتب فيها على ورق الأكياس الأخبار والحوادث والأعراس والمواليد وغيرها.

وفي عام 1961 صدرت مجلة “الديار العمانية” حتى عام 1963، وصدر منها 6 أعداد أصدرها حميد بن ناصر العويس وعبدالله بن سالم العمران وعلي محمد الشرفا وعمران العويس وكانت تطبع بطريقة (استنسل).

وأكد الهاملي أن بداية الصحافة الإماراتية الحقيقية تؤرخ منذ 15 يناير 1965 بصدور مجلة “أخبار دبي” وهي أول دورية أسبوعية تصدر بشكل منتظم عن بلدية دبي، وكانت تطبع وتوزع 8500 نسخة، وتعتبر المجلة أول من أدخل الألوان في مجال الصحافة في الإمارات، وكانت المتنفس لكثير من كتّاب وأدباء الإمارات سواء عن طريق نشر القصص والمقالات والشعر وغيرها من كتابات أدبية، وكان في المجلة هامش كبير من الحرية في الكتابة والنقد، وفي عام 1980 تحولت مجلة “أخبار دبي” إلى نشرة داخلية لمدة ثلاثة أشهر ثم توقفت عن الصدور، وصدرت محلها جريدة “البيان” في 10 مايو 980. وفي عام 1966 صدرت الجريدة الرسمية لحكومة دبي و تنشر فيها المراسيم والقرارات الخاصة بإمارة دبي.

و تطرق الهاملي إلى مجلات الأندية الرياضية والاجتماعية ومنها مجلة “الأهلي”، ومجلات الجمعيات النسائية ومجلات “الشروق” و”زهرة الخليج” و”الرياضة والشباب” و”ماجد” و”الصدى” و”كل الأسرة” و”درة الإمارات” و”المرأة اليوم” وبعضها توقف، وبعضها الآخر مستمر في الصدور.

وتحدث عن مرحلة السبعينات التي شهدت الكثير من الصحف بدءًا بجريدة الاتحاد التي صدرت في 20 أكتوبر 1969، وصدرت في البداية أسبوعية ثم تحولت إلى يومية، وجريدة “الخليج” التي صدرت في 19 أكتوبر 1970 لصاحبيها تريم وعبدالله عمران، ثم توقفت عن الصدور في 29 فبراير 1972 بعد أن صدر منها (375) عددًا، ثم عادت للصدور في 5 إبريل 1980.

وأضاف الهاملي: صدرت أيضاً صحيفة “الوحدة” في 6 أغسطس 1973 لصاحبها راشد بن عويضة، و”صوت الأمة” عام 1974 لصاحبها أحمد سلطان الجابر وتوقفت في 17 نوفمبر 1978، وصحيفة “الفجر” عام 1975 لصاحبها عبيد حميد المزروعي.

وأكد الهاملي أهمية توثيق مسيرة الصحف الأجنبية التي صدرت في الإمارات منها “إمارتيس نيوز” و”جلف نيوز”، و”خليج تايمز” و”جلف تودي” و”ذي ناشيونال” وغيرها من الصحف الأجنبية.

وعن الإذاعة والتلفزيون ذكر الهاملي أن الإعلام المسموع بدأ في الإمارات بمحاولات فردية، فقد تحمس بعض الشباب لإنشاء إذاعات صغيرة بأدوات بدائية، كان منها “إذاعة دبي من الشندغة” التي أطلقها العميد متقاعد صقر المري عام 1958 وكانت تبث ساعة يومياً ويعتبر صقر المري من أوائل المخترعين الإماراتيين.

كذلك “إذاعة عجمان” التي أنشأها راشد عبدالله بن حمضة العليلي، وكانت تبث لمدة ثلاث ساعات يومياً، وضمت الكثير من المشاركين فيها من بينهم: سالم عبيد سيف العليلي، والشيخ خلفان بن حميد المطوع والشيخ التندي، وعيد الفرج وغيرهم واستمرت في البث من عام 1961 – 1965.

أما الإذاعات الرسمية، فقد بدأت بإذاعة “صوت الساحل من الإمارات المتصالحة” التي  أنشأها مكتب التطوير لمجلس حكام الإمارات المتصالحة عام 1964 وبعد توقفها عام 1970، وقد انطلق من خلالها أول صوت إذاعي نسائي، هو صوت حصة العسيلي، وكان من مذيعيها د. أحمد أمين المدني، وخلفان المر، وصابر محمد وصقر المري وسعيد الهش ورياض الشعيبي وغيرهم.

أما إذاعة أبوظبي فقد بدأت البث في 25 فبراير 1969، وافتتحت بكلمة مسجلة بصوت الشيخ زايد ،رحمه الله، وفي عام 1970 انطلقت إذاعة دبي على تردد إذاعة “صوت الساحل” التي توقفت، وفي 31 أغسطس 1972 بدأ بث إذاعة الشارقة التي ضمت إلى وزارة الإعلام في عام 1975، ثم أعيد فتحها في 10 نوفمبر 2000.

وبدأ بث إذاعة رأس الخيمة في 21 ديسمبر 1971، وإذاعة أم القيوين في مارس 1978، وإذاعة عجمان في 2001، وإذاعة الفجيرة في يونيو 2006، وإذاعة الأولى في 2014، بالإضافة إلى إذاعات القرآن الكريم وإذاعات الموسيقى.

أما البث التلفزيوني فقد بدأه تلفزيون أبوظبي في 6 أغسطس 1969 في ذكرى عيد الجلوس الثالث للشيخ زايد ويعتبر أول محطة إماراتية تبث بالأبيض والأسود ثم تحول في 4 ديسمبر 1974 إلى البث الملون، وفي عام نفسه بدأ بث تلفزيون الكويت من دبي في 9/9/1969، أما تلفزيون دبي، فقد بدأ البث في 1974، وتلفزيون الشارقة في 1989 وعجمان في 1998، ورأس الخيمة في 2008، والظفرة في 2010 وبينونة في 2013.

وتحدث عبدالله الجزيري مقدم البرامج السابق في تلفزيون دبي، والذي عمل عند بداية تأسيس إذاعة وتلفزيون دبي مرافقاً لمصور الأخبار في تلفزيون دبي لمعرفته بالشخصيات المحلية المهمة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل مذيعاً في الإذاعة بعد أن اجتاز اختباراً للقراءة واللغة، وبعد أن عمل مذيع ربط، أصبح يقرأ مواجيز الأخبار، ثم التقارير الإخبارية العالمية، ثم واصل العمل حتى أصبح مقدماً لبرنامج خاص من إعداده “ما يطلبه المشاهدون” الذي لاقى نجاحاً متميزاً، وقدم فكرة برنامج منوعات خفيف (صور ومربعات)، وبعدها قدم برامج خفيفة وبرامج خارجية، وكان يشارك في تقديم سباقات الخيول وغيرها من المناسبات.

وفي المداخلات طالب معالي محمد المر كليات الإعلام بأن تكلف طلابها من أبناء الإمارات بعمل دراسات توثيقية لمسيرة الإعلام في الإمارات لما لذلك من ضرورة في التأريخ، والحفاظ على الأرشيف الوطني، سواء في الإعلام أو المسرح أو الأنشطة الفنية والثقافية بشكل عام، مؤكدًا أن هناك نقصًا وقصورًا في الأرشفة والتوثيق بحاجة إلى تكاتف الجهود لجمع المصادر وإتاحتها للباحثين.

وضم بلال البدور صوته إلى ما ذكره معالي محمد المر من أهمية التوثيق والأرشفة، وأشار إلى نشرة “الديار العمانية” التي صدرت منها 6 أعداد، وكذلك مجلة “ميد” الإنجليزية التي توثق للأسواق الشعبية في الإمارات، وغيرها من المبادرات الفردية المكتوبة أو الشفاهية والتي تتطلب توثيق وأرشفة.

وذكرت د. حصة لوتاه أن البدايات رغم ثرائها لم تحظ بتوثيق وأرشفة لعدم اهتمام القائمين عليها أو عدم إلمامهم بما لها من أهمية وضرورة، أو لمحدودية المواد الموجودة فكان يعاد التسجيل على شريط الفيديو فتمحى المادة الأولى منة دون توثيق، وقالت إن المسؤولية الآن أكبر ولابد من السعي على جمع ما توفر وما يتوفر سواء الشفاهي أو المكتوب وأن تتبنى ذلك التوثيق جهة رسمية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى