الشعراء: سعد عبد الراضي و أنس الحجّار وعبدالعزيز لو
الشارقة – “البعد المفتوح”:
ضمن نشاطه الأسبوعي “منتدى الثلاثاء” نظّم “بيت الشعر”
في الشارقة الثلاثاء 24 أكتوبر 2023 أمسية شعرية أحياها الشعراء سعد عبدالراضي من مصر، وأنس الحجّار من سوريا، وعبد العزيز لو من السنغال.
حضر الأمسية الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة وجمع من محبّي الشعر وسط تجاوب الحضور وتفاعلهم مع بوح شعراء الأمسية، التي قدم لها وأدارها بأسلوب محبب الإعلامي أحمد شبيب من الأردن مشيدًا بدور صاحب السموّ
الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في نشر الشعر واللغة العربية، ومتوقفًا عند بدور دائرة الثقافة في الشارقة وراء نجاحات “بيت الشعر” في الشارقة
ومما قاله: “هذا البيت الذي افتتحه عام 1997صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هو بيت للشعر والشعراء الناطقين بلغة الضاد، والمحافظين على تراث الأمة وديوان العرب، وهو محطة وعنوان الشعراء، فإن أردت البحث عن شاعر، فستجده هنا في بيت الشعر بقلب الشارقة، وإن أردت جمهوراً يقدّر المشاعر فستجده فيه.”
استهل الإلقاء الشاعر سعد
عبدالراضي بمجموعة قصائد اتسمت بالجزالة وقوة السبك
وفي قصيدته “في الروح تحيا” تنساب عاطفته من الذاتية إلى الوطنية، فيخاطب حبيبته ليسأل قريحته عن سر بوحه، “وقد أضحت فلسطين المقاما”:
عليك حبيبتي ألقي السلاما
وأحني عند حضرتك الكلاما
وأخجل أن يكون البوح فعلًا
وأن أستل بالشعر الحساما
فما شكلت من لفظي رصاصًا
ولا طيَّرت في المعنى حماما
ولكن ربما حرفًا بحرف
يخيط أشعة تمحو ظلاما
سألت قريحتي عن سر بوحي
وعن كشفي الذي في الروح هاما
وعن طوق الحمامة في مقالي
وقد أضحت فلسطين المقاما
ويتابع تساؤلاته كأنه يقول إنه يقدم ما يملك وهو تعاطفه بالتعبير:
وإن يصحُ ضمير الشعر فينا
أيوقظ في قوافيه النياما؟
وكيف أصوغ في بيتي دواء
وأصنع من بلاغته طعاما
وهل يبني قصيدي ألف بيت
وبيت أحبتي أضحى ركاما؟
ولو طرزت بالأشعار ثوبًا
فما المعنى ..وقد صارت سخاما؟…
وكيف أعيد من شريان بوحي
دماء البِشر في وجه اليتامى ..
أجابتني بأن الشعر ذنب
وما قالت حلالًا أو حراما
وظل القلب يروي العين قهرًا
ويشهد كل ما بيني انقساما
فلا أدب يداوي قهر قلبي
ولا ذاتي تبادله احتراما
أضاع العمر في امرأة يغني
وأعطى- كلما طلبت- غراما
ولا يدري بأن الوقت سيف
ودرع اللهو لا يلوي سهاما
وفي قصيدته “لم يجف الشال” تتوهج عاطفة الشاعر ” فالقلب من فرط اللظى ينثالُ” يؤكد أن حبه صادق لكن ” كل الحكاية أنهم لم يفهموا
أن الحقيقة في الظلام خيالُ” :
بيني وبين دموعها أجيالُ
يا ويح قلبي لم يجف الشالُ
كفي بكفي والجبين محدقٌ
ولسان حالي في الرؤى (جوّالُ)
مثل اللطيم يئن بين رحاله
لا العم يجمع شمله، لا الخالُ
يا منية المشتاق لست بباردٍ
فالقلب من فرط اللظى ينثالُ
حتى مللت من القريض وبوحه
وسألت شعري كيف كان يقالُ ؟
إني أحبك بيد أني حاضرٌ
عاش الرجوع كأنه أطلالُ
كنا وكان وكل شيء حولنا
يلهو ويلعب حوله الأطفالُ
لكن أبواب الحياة تجمدت
وتوحدت في صدرها الأقفالُ
لا تأملي مني أعود محملاً
بالياسمين وقد طواني الحالُ
فاليوم مهرك يا حبيبة لم يعد
في أي سوق يشتريه المالُ
ومسارح العرس القديم تصحرت
واستوحش الزمّار والطبالُ
وبرغم أني لم أعد مثل الذي
والراس شاب وشابت الآمالُ
فالله يشهد أن حبي صادقٌ
مذ أن أذيب بروعي الصلصالُ
كل الحكاية أنهم لم يفهموا
أن الحقيقة في الظلام خيالُ
وجواد ركب الزاحفين بلا هدىُ
ركب الطريق وما له خيَّالُ
وشارك الشاعر أنس الحجّار بمجموعة من قصائده التي تواصل معها الحضور تجاوبًا واستحسانًا، ومما ألقاه قصيدة عبر فيها عن حبه الشارقة وإشادته بدور صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة في دعم الشعر والشعراء ومنها قوله: