مقالات

هندسة الكون مهند الشريف    –           الإمارات

 

مهند الشريف

 

إن هذا الكون منظم ومرتب وفق هندسة معينة، والباني هو الله عز وجل، فالبناية على الأرض بنيت بأيدي عمال وصممت بإبداع مهندسين وقوانين علمية ولم يقم هذا البناء وحده أو مصادفة “والسماء بنيناها بأيدٍ وانا لموسعون” (الذاريات ٤٧) إن أصغر الأشياء وأكبرها في هذا الكون منظم ومرتب وفق قوانين علمية محددة، وإن الأفعال في هذا الكون من الإنسان أوغيره من الخلق جمادًا أم كائنًا حيًا أم شيئًا آخر هي مدروسة وفق قوانين الفعل ورد الفعل، وهناك محرك لها هو الخالق “يَٰبُنَىَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍۢ مِّنْ خَرْدَلٍۢ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِى ٱلْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ  إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ” ( لقمان ١٦).   وهذا ما أسماه الله عز وجل بالقضاء والقدر أي أن كل شيء يتحرك وفق أوامر من رب الخلق بعلم الغيب. إن كل شيء له قانون علمي بحت، ولكن هناك ما اكتشفناه وهناك ما لم نكتشفه ، وهو في علم الغيب.لاحظ عندما يحدث لأي إنسان شيء ما غريب فإن أول كلمة ينطق بها عي “سبحان الله”، وكل علمه أنه حدث مصادفة ولا يعرف أنه في علم الغيب وأنه القدر وله قانون علمي بحت، لكن الإنسان في هذه اللحظة غبي غير مدرك لما قد أمر به الله و للكيفية ووفق أية قوانين علمية. “عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا فَقَالَ:«يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».رواه الترمذي

إن هذا الكون يسير بشكل متوازن محسوب علمي دقيق، وليس بشكل فوضوي أو مصادفة، فلنتأمل هذا الكون.. كل شيء دقيق من الجزيئات الصغيرة لأكبر شيء..أليس لهذا الكون قوانين لم تكتشف بعد؟ إنه الغيب، والنظريات التي اكتشفها العلماء بالتجربة والملاحظة خير دليل، وإن لهذا الكون ربًا وضع كل شيء في علم الغيب، وبقوانين علمية لا يدركها إلا الله الذي يعلم الغيب: “أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ۚ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (الأحقاف 33) محكم بأحكام عليم خبير “أليس الله بأحكم الحاكمين” ( التين ٨).  لقد سار هذا الكون منذ إنشائه بشكل محكم دقيق لا يحيد عن مساره. أليس لهذا البناء الجميل الرائع من بانٍ يعلم كل شيء؟ لقد قالت الملائكة وصدقت “سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا” (البقرة 23)  وقال للإنسان الأول آدم عليه السلام: “وعلم آدم الأسماء كلها” ( البقرة 31) وصدق الله إنه قول منطقي ينسجم مع سنة الأرض والعلم والعلماء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بوركت أخي مهند. “إنا كل شيء خلقناه بقدر” (بمقدار محدد). وإذا تأملت في ما ذكرته في إحدى تأملاتي ستجد أنني نظرت إلى البناء الكوني من خلال معرفتي ببناء أدق وحدة بنائية للمادة(الذرة العنصرية)، لأن البناء الكوني قد تم وفق منظور واحد، هو ما عبرت عنه الآية الكريمة المذكورة أعلاه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى