متفرقات

“تأملات” تعليق ريما آل كلزلي و تعقيب د. داود سليمان  

 

د. داود سليمان

 

ريما آل كلزلي

“بارك الله في علمكم وفتح عليكم فتوح العارفين..
لكن سؤال يطرح نفسه:
(من الأرض أنشأكم) هل يؤكد هذا مقولة أن الجنة المقصودة التي هبط منها آدم هي المكان المرتفع من سطح الأرض..؟
وهل نربط هذا بآية (لقد صدقنا وعده وأورثنا الأرض)؟

هذا تعليق للكاتبة ريما آل كلزلي من المملكة العربية السعودية على “تأملات” (14) زاوية د. داود سليمان من النمسا، وفي ما يلي تعقيب كاتب “تأملات” على التعليق:

رداً على السؤال الوارد في التعليقات أود الإشارة باختصار إلى ما يلي:-

١- إن لفظة الجنة في القرآن الكريم لها عدة معانٍ بحسب وجودها في سياق الآيات، فهي قد تشير إلى:-

أ- الحديقة، أو البستان، أو ما شابه ذلك على الأرض الحالية.

ب- وهي كذلك إشارة إلى النعيم الذي سيحصل عليه المتقون، مكافأة من رب العالمين.

وباعتقادنا أن الجنة التي ذكرت في التعليق المشار إليه، تعني المكان الذي تتوافر فيه مقومات الحياة الرغيدة كافة لبني آدم على سطح أرض الحياة الدنيا، وبالتالي فأنا على يقين تام مما يلي:-

الله سبحانه وتعالى قد خلق آدم عليه السلام في مكان مرتفع نوعاً ما (أرض ربوة) على سطح الأرض التي نعيش عليها في هذه الحياة الدنيا، وهذا ما يشير إليه العديد من الآيات القرآنية واضحة الدلالة، على سبيل المثال: “إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (هود: ٦١)؛ التي تشير إلى التوجيهات التي يسوقها نبي الله صالح لقومه في إطار دعوته لهم ليعبدوا الله.

٢- أما الأرض المذكورة في الآية القرآنية الكريمة: “وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (الزمر: ٧٤)” فهي أرض الآخرة، أرض الجنة يوم يقوم الحساب، وهي أرض يعلم مكانها الله وحده؛ “يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (إبراهيم: ٤٨)؛ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (إبراهيم: ٥١).

أرجو أن أكون قد أوضحت الإجابة على السؤال، وبهذه المناسبة أحيي الأخوة المتابعين للتأملات، والمشاركة في النقاش لإثراء المعرفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تحياتي واحترامي راي سديد منطقي لان الله خلق ادم من طين وماء نفس طبيعة الارض الدنيا ولكن ما معنى اهبطوا منها لا يعني الربوة بالتحديد فاهبطوا منها تعني التعبير المجازي .اسكن انت وزوجك الجنة فلقد انتهى زمن الشعور بالامن ولقد تجلى الله وملائكته يومها على الارض ولكن هذا انتهى لن تروا وجه الله ولا الملائكة الا باذنه فلقد انتهت كجنة وصارت ارض دنيا وهذا ما اعتقده والله اعلم .زادكم الله معرفة وعلما كما انت دكتورنا وانت استاذتنا وقل ربي زدني علما .اجدتماوابدعتمامع الحب والتحية والاحترام والتقدير وارجو ان اسمع لمشايخنا بالدين وخصوصا اهل التفسير القراني وهم على سعة من العلم اكثر مني على ما اعتقد .تحياتي .مهند الشريف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى