مقالات

“اليوم العالمي للطفل”              إقبال صالح بانقا    –    الإمارات

إقبال صالح بانقا

أقرت الأمم المتحده يوم ²⁰ /¹¹  يومًا عالميًا للطفولة، وحظى بالتصديق من جميع أفردها لإحياء لذكرى حقوق الإنسان والطفل الموقع منها عام ¹⁹⁸⁹م .

أين الطفل الآن ؟ أين الطفولة ؟ أين هم ؟ إن أغلبهم أيتام مشردون من دون أهل ومن دون غطاء أو قوت أو ماء أو دواء أو حماية. هم الآن تحت الأمطار والصقيع والبرد القارس يعصرهم الجوع الكافر و يصفعهم  الزمهرير.. يمارسون كل أنواع الرذائل بلا رقيب أو حسيب تقودهم الحاجة والعوز وموت الضمير،

 ولو توفرت لهم حياة  قادمة – وهذا حلم – لشهد العالم أجيالًا من الفسق والفساد والإجرام والحقد جراء طفولة شبت في كنف دول وعصابات تنهب البلاد والأراضي والعباد وحرمة الديار والأعمار والأرواح وتغتصب الأعراض وتستبيح سفك الدماء، وتستولي على المال ما قل منه وما كثر، و تنهب حتى الفقراء المعدمين، وتنهب ثروات أراضيهم التي سخرها الله لهم .

 عن أي طفولة تتحدثون؟

الأطفال الآن مهجرون مشردون في الملاجئ والخيام.. الآلاف منهم قتلوا تحت الأنقاض جراء القصف والقنص والتدمير بالقذائف والصواريخ والطأئرات المسيرة وأحدث الأسلحة التي برع العقل الغربي في استحداثها وتصنيعها للإبادة الجماعية والتدمير والسحق والسفن ما تزال محملة بالمزيد منها في طريقها إليهم.

عن أي طفولة تتحدثون ؟

الأطفال الآن في اليمن وليبيا والصومال وإثيوبيا وأريتريا  وسوريا والعراق ولبنان والسودان واغلب دول افريقيا وآسيا  الفقيرة المكتظة ليس في حافة الهاوية بل ههم في الهاوية، وزلت أقدامهم الصغيرة فيها فاحتوتهم الهاوية بلا معين لم تستثن منهم حتى الخُدج وجرحى المستشفيات والرُضع جلهم أيتام بلاعناية أو رعاية.   الطفولة الآن حالتها كارثية.

ليهب من حباه الله ووهبه قلبًا وضميرًا ونخوة ويدًا طائلة لإنقاذهم.

وسائل الإعلام و مواقع التواصل مليئة بالأخبار عن حالة الطفولة المزرية، التي تمنع الناظر من التمعن فيها من هولها وقساوتها.

 جرحى و صرعى مُقطعون أشلاء غارقون في الدماء مدفونون أحياء وموتى تحت الأنقاض، وجرحى يحملهم من يستطيع كالخراف  المذبوحة، ويركض بهم طلبًا لعون  لا يوجد.

عجبًاعن أي يوم طفولة تتحدثون ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى