مهرجان (شتانا في حتا) تحليق في سماء الإبداع د. أحمد طقش –  الإمارات

د. أحمد طقش

القائد الحقيقي موجود مع الناس ، بين الناس ، في قلوب الناس ، في شتاهم في صيفهم ، في آلامهم في آمالهم. الزيارة الميمونة إلى حتا التي قام بها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم  ولي عهد دبي ، رئيس المجلس التنفيذي أعطت زخمًا كبيرًا لحتا الصغيرة ، فغدت بحق كبيرة ، و تستحق مهرجانا سنويا كل عام.

( شتانا في حتا ) في نسخته الأولى مهرجان ينظمه “براند دبي ”  الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي ، بالتعاون مع اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتا لتسليط الضوء على منطقة حتا و الترويج لمقوماتها الطبيعية و التراثية ، عبر مجموعة من الفعاليات الثقافية و الترفيهية و الرياضية و التجارب العائلية المتنوعة

كان لهذه الزيارة زخمها ، و أرست قواعد جديدة جميلة للعمل الجمعوي المشترك المستند إلى  الرؤية الحكومية القائدة النابغة من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لآآل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي يضاف إليها جهاز تنفيذي فذ، يضاف إليها مشاركة شعبية واسعة آمنت بقرارات حاكم دبي، و باشرت التنفيذ بالعقل و الروح و الجسد، وإن نجاح مهرجان (شتانا في حتا ) صار مضربًا للمثل للقاصي و الداني في جودة التخطيط ، ثم في جودة الإشهار ، ثم في جودة التنفيذ ، ثم في جودة التميز و الإبهار من البرامج التلفزيونية التي انتقلت لتشارك الجمهور الاستمتاع بأجواء دبي الشتوية إلى برنامج المسابقات لشهير(المندوس) الذي يقدم لرواد مهرجان (شتانا في حتا) مسابقات ثقافية مميزة و جوائز قيمة ، كما يقدم الإعلامي كفاح الكعبي برنامجه الإذاعي عبر أثير إذاعة “نور دبي” من حتا وسط أجواء حماسية مليئة بالروح الرياضية.

إن السياحة العائلية لها الكثير من الفوائد التشاركية أهمها أنها تسهم بالتقليل من المشاكل الاجتماعية ، لا لن ينمو الإدمان في بيئة عائلة متماسكة في الصيف متماسكة في الشتاء ، لا لن يشعر الأبناء بالغربة طالما يصحبهم والدهم مع والدتهم إلى مهرجانات تنظمها حكومة دبي، لتدعيم التلاحم الأسري.

استمتع الأطفال غاية الاستمتاع في فقرة (مؤذن الفريج و التومينه)  من تنظيم دائرة الشؤون الإسلامية و العمل الخيري في دبي ضمن فعاليات النسخة الأولى من مهرجان ( شتانا في حتا )

السياحة صناعة ثقيلة في هذا العصر ، بل صناعة عظيمة ، لم تتقنها سوى الدول العظيمة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة ، عبر مدينتها العالمية الفتية البهية الحيوية : دبي حتا … تؤسس وعيا سياحيا ، بل دبي هي من مهرجان       (شتانا في حتا ) نجح نجاحا مبهرا في لم شمل الأسرة الإماراتية ثم العربية عن طريق الفعاليات و الأنشطة التي مارسها الطفل أمام والديه ، لم يعد الأب مشغولًا بعمله ، لم تعد الأم مشغولة بمنزلها ، الأسرة كلها مشغولة بالمشغولات اليدوية و الأهازيج التراثية و الرياضات الجبلية و المسابقات التلفزيونية التي تقدمها ( دبي للإعلام ) على أرض المهرجان ببث حي و مباشر.

معالم سياحية عدة تضمها منطقة حتا، توفر بخياراتها المتنوعة فرصة للزوار للتعرف إلى حضارة المنطقة و إرثها الضارب في عمق التاريخ ، و تشكل شريعة حتا أحد هذه المعالم الفريدة التي تسرد تفاصيلها سر انتشار الواحات الخضراء و المزارع الغناء في وسط البيئة الجبلية القاسية بصخورها و طبيعة أرضها

عند التجول في حتا يجد الزائر لوحة كتب عليها ( شريعة حتا ) ، و هي عبارة عن أفلاج تمتد تحت الأرض لمسافة تربو على كيلو متر و نصف كيلومتر، فيها أعجوبة هندسية أسسها قدماء المنطقة ، و ما زالت بطرازها القديم ، و تغطي المياه التي تجري بين جدرانها احتياجات المزارع في المنطقة ، و ترجع أهمية منطقة الشريعة ( و تعني لغويا مورد الماء ) إلى ما تضمنه من مزارات سياحية مهمة تأتي في مقدمتها مسجد الشريعة، و هو مسجد قديم تم بناؤه منذ ما يزيد على 200 عام باستخدام الطين ، فيما تم تشييد الأسقف من ضلوع النخيل من البيئة المحيطة ، و هو يضم قاعة الصلاة و الليوان و الصحن ، بالإضافة إلى مئذنة ومجموعة من المرافق ،و قد تم ترميمه حديثا باستخدام المواد نفسها التي تم استخدامها في بناء المسجد قديما

و ساهمت خطة حتا التنموية ، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله ، في تحويل المنطقة الجبلية التي تتميز بمعالمها الفريدة ، إلى وجهة سياحية متميزة ، بفضل المشاريع النوعية في البنية التحتية ، و تطور المرافق و الخدمات ، و تهيئة المعالم التاريخية العريقة لاستيعاب حركة السياح المتزايدة للمنطقة ، التي باتت وجهة لعشاق المغامرات و الباحثين عن الاسترخاء

 تدار بسواعد وطنية وتواكب أحدث المستجدات التقنية … إماراتي ينتج 9 أطنان من التين سنويا بمزرعته في حتا … يؤمن الإماراتي أحمد هاشم البدواوي ، صاحب مزرعة تين في وادي حتا ، بأن الزراعة تعد أحد القطاعات الحيوية ، إذ يعكس الانتشار الواسع لمزارع المواطنين وعيا مجتمعيا متأصلا بأهمية التنمية الزراعية

قال أحمد الهاشمي مشرف اللجنة الثقافية في المهرجان: “إن المهرجان حقق نجاحًا جماهيريًا وسياحيًا و يشكل حدثًا ثقافيًا و فنيا مهمًا يجمع بين التراث القديم و الفن المعاصر ، من خلال الفعاليات التي تنوعت بين المسابقات الفنية على المسرح و الأنشطة التراثية التي جذبت الاهتمام ، و ذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الحياة الثقافية و الفنية في مدينة حتا ، مشددا على أن المهرجان مناسبة للتواصل الثقافي و الترفيهي ، ترجمه الإقبال الكبير من قبل الجماهير من مختلف الفئات العمرية ، ما أضفى عليه طابعًا متنوعًا و جذابا أسسه أحمد الكعبي ليعزز التواصل مع الطبيعة(كاياك فلو) رحلة لاكتشاف الجمال في حتا و بحيرة ليم …يتألق الشاب أحمد خليفة الكعبي البالغ 33 عامًا  بروح متناغمة مع جمال مدينة حتا التي ولد فيها ، و أصبحت جزءا لا يتجزأ من ذاكرته منذ الطفولة ، و بقرار ينبض بالحب و الانسجام قرر أحمد الكعبي أن يشارك روعة مدينته مع زائريها و السياح ، من خلال مشروعه ( كاياك فلو ) الذي يعزز فهمهم لجمال و تنوع حتا ، و يعكس التزامه بتوفير فرصة ترفيهية تفاعلية تعزز قيم التواصل العائلي ، و تعمق الارتباط بين الإنسان والطبيعة

وأكد عدد من النحالين المشاركين في الدورة الثامنة من (مهرجان حتا للعسل) ، ضمن فعاليات ( شتانا في حتا )، أن المهرجان حقق نجاحا كبيرا من حيث الإقبال الكبير و السمعة الطيبة للعسل الذي يعتبر الأفضل جودة ، و القيمتين الغذائية و الدوائية،  عبّر النحالون عن رضاهم التام عن هذا النجاح ، لافتين إلى أن المهرجان أصبح له شهرة واسعة ، حيث يستعرض كل أنواع العسل ، و مصادره ، مع فحوص مجانية من بلدية دبي للزوار و العارضين.

حتا … حضارة الترفيه الآمن ، جلبت سمعة ممتازة و مميزة لحقيقة حتا الممتازة و المميزة، وأفلحت دبي بإظهار مفاتن حتا كواحدة من بنات الخيال الساحرة التي جعلتها القيادة الإماراتية العبقرية متجسدة على أرض الواقع ومحلقة في  سماء الإبداع.