مقالات

“لغتنا العربية هويتنا ومستقبلنا” نداء محمد    –    سورية

نداء محمد

من شدة شغفي باللغة العربية وآدابها، وحبي لقراءة نصوصها وقصائد شعرائها، واستمتاعي بمتابعة شاشتي الشارقة وأوظبي واحتفائهما باللغة العربية والعناية بإبراز مميزاتها وبراعة ادبائها وشعرائها؛ ازداد تعلقي بلغتي الأم لغة القران الكريم، لأني أشعر بالفخر والاعتزاز بها، ولتظل محافظة على جوهرها وتميزها على مدى العصور والأزمان، فلغتنا العربية تستحق أفضل احتفال ، ألا وهو التعبير باللغة العربية في كل معاملاتنا اليومية، وتقديم هدايا للقائمين فيها لتشجيعهم على التعبير بلغة عربية سليمة، ولهذا الاحتفال دور كبير في ابراز أهمية اللغة في لم الشمل لإجراء حوار بناء بين الثقافات، وتعزيز التفاهم العالمي الحالي، الذي يتسم بالشكوك والاضطرابات، وقد اعتمدت الجمعية العامة للغة العربية أنها لغة عمل رسمية تحت شعار (العربية لغة الشعر والفنون)، والتي تستهدف الناطقين بالعربية، ساعية إلى تعزيز المعرفة باللغة العربية وثقافتها، والتعريف بمفكريها ومبدعيها قديمًا وحديثًا عبر تقديم تجارب لغوية ممتعة تجمع بين الشعر والخط والفنون البصرية؛ ما يعكس روح العربية كلغة حية وعصرية مع تسليط الضوء على لغتنا الجميلة التي تفتح مجالات واسعة للإلهام والإبداع الثقافي والفني، وتشكل ركيزة رئيسية لهويتنا الثقافية وتشجيع استخدام فنون اللغة في غرس بذور التفاهم بين الثقافات وإنشاء منصة لعشاق اللغة للالتقاء معًا والاحتفاء بحاضرها ومستقبلها وحضارتها العريقة، وقد تم بحث مواضيع تمس صلب اللغة العربية من خلال الشعر العربي ودور الأدب في تعزيز التسامح وفهم الثقافات المختلفة، لذا لا بد من السعي الجاد للحفاظ على هويتنا العربية، ولا يكون ذلك إلا بالحفاظ على لغتنا العربية، وتكثيف الجهود بهدف بث حركة لغوية متطورة وفعالة تجعل اللغة العربية لغة العلم والأدب والحضارة، بما يجعلها قادرة على استيعاب الألفاظ العلمية والمصطلحات التي تشجع أبناءنا على الإبداع والابتكار ووضع حلول وإجراءات للسعي  لتأهيل الطلاب لغويًا لما تتعرض له لغتهم من موجات من التحريف والتشويه تخترق حرمة اللغة العربية، وتعرضها للتطرف والقصور، وذلك بإغفال القواعد اللغوية والنحوية لها، كما أن العربية العامية يجب أن تكون جيدة في ألفاظها وقواعدها، إضافة إلى أن عليها استيعاب التنوع الثقافي الإسلامي، ومن المؤسف تجاهل اللغة العربية في عقر دارها، كما أن المعاجم العربية لا تدوِّن جميع ما ورد في كلام العرب، لذا يجب استقدام الكفاءات العربية القادرة على إنجاز معجم عربي جديد يذكر فيه كل ما ورد في كلام العرب، وقد يرجع ضعف اللغة العربية إلى غياب المنهج والسياسة التعليمية للغة ووجود البيئة الملوثة من الناحية اللغوية؛ والتي لا تمكِّن المتعلم من التفاعل مع البيئة اللغوية التي يعيش فيها، واتصافها بالصفاء لاكتساب الخبرة اللغوية الصحيحة، لهذا يجب زيادة الوعي بأهداف التنمية المستدامة لتوفير قائمة مفيدة بالتواريخ الرئيسة لنشر الوعي، وكذلك من خلال منصات التواصل الاجتماعي بإنشاء مقاطع فيديو ومقالات باللغة الفصحى السليمة وتشجيع الشباب على التحدث بها كما يمكن استخدام الإذاعة المدرسية في قراءة مقالات هادفة ونصائح باللغة السليمة وعرض مسرحيات هادفة وتمثيليات من وسائل زيادة الوعي،  ومما لا شك فيه أن اللغة بمختلف ما تحويه من أدب وشعر وفنون من أرفع الوسائل للتقارب بين الشعوب والحوار بين الحضارات؛ فهي تنقل أصداء السعي الإنساني نحو الاستقرار والسعادة، وتختزل رحلة الإنسان عبر مراحل نهضته وتطوره، ومن أجمل ما نُظِّم للغة العربية مهرجان “أيام العربية” بهدف ترسيخ مكانة هذه اللغة ودورها التاريخي العريق في الارتقاء بالفنون والعلوم بغية استخدام لغة عربية سليمة، ولا يتحقق ذلك إلا بالصبر والمثابرة والتكاتف بين أفراد المجتمع، لكننا لا ننسى وجود أدباء وشعراء يتحفوننا بمؤلفاتهم وإبداعاتهم حيث ينهضون باللغة العربية نحو الفصاحة والجزالة بأساليبهم المتميزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى