أخبار

أمسية تتناغم مع جودة المستوى في “بيت الشعر” بالشارقة

محمد عبدالله البريكي يتوسط الشعراء ومقدمهم بعد تكريمهم من اليمين محمود شردي و د. مرام النسر و أحمد محمد عبيد و عبدالرحمن الفاتح

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

أحيا الشعراء أحمد محمد عبيد (الإمارات) و د. مرام النسر (سوريا) وعبدالرحمن الفاتح (السودان) الثلاثاء 30 يناير 2024 ضمن فعاليات “منتدى الثلاثاء” أمسية شعرية بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير  “بيت الشعر” في الشارقة، وقدم للأمسية الإعلامي محمود شردي الذي أشاد في البداية براعي الثقافة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجه بالشكر إلى دائرة الثقافة في الشارقة والقائمين عليها، وإلى “بيت الشعر” ومديره الشاعر المبدع محمد عبدالله البريكي، وقال إن الأمسية “تعبير عن لقاء المحبة”، وإن الجمهور “زاد الشعر وتاجه ومحركه، ونبض الكلمة التي تلهم الشعراء الإبداع وإخراج عصارة مواهبهم الشعرية”.

ووسط إعجاب وتفاعل الحضور مع أمسية تتناغم مع حرص إدارة “بيت الشعر” على جودة المستوى، ألقى الشاعر أحمد محمد عبيد مجموعة قصائد بدأها بقصيدته “غياب”التي يوجه فيها إلى مخاطبته تساؤلًا حول انطباعها بعد غيابه ” ألم تريْ رجفةَ الشبّاك حين خلتْ     منه الورود التى تأتيكِ إعجابا”، مضفيًا نظرته في فلسفة الغياب مكسوة بلهجة عاطفية. يقول:

 أما تساءلت عن هذا الذي غابا

كيف الشرود على عينيه قد ذابا

كيف استفقتِ ولم تلقي قصائده

عند الصباح ولم تطرقْ لك البابا

هل انتبهتِ بأن الليل أرهقهُ

لمّا تلاشى مع الشِّعر الذي انسابا

وهل علمت هزيعًا قد همَى معه

إلى الغياب فلم يخبرْك أسبابا

ولم يعد فالعذاب المرّ حيّرهُ

على انتظاركِ أحقابًا وأحقابا

مضى مع الليل مفتونًا كعاشقةٍ

محرومةٍ عانقت في الحلْم أحبابا

وفجّرت بعض ما أوهَى لواعجها

للاشتياق نحيبًا أوصد البابا

مضى يصارح ما يلقاه قافيةً

يراكِ صورتها نورًا وأعتابا

يراك مثل شفيفَ الضوء في دمه

إذا تلاقح والخفق الذي طابا

ومرّ منتفضًا فيه ومرتجفًا

واهتز منجذبًا كالبرق خلّابا

وأينعت بعدها أحلى قصائده

إليكِ مثل حفيفٍ أيقظ الغابا

أما تساءلتِ لمّا قد أفقتِ ألمْ

تأتِ الحمائمُ أسرابًا وأسرابا

ألم تريْ رجفةَ الشبّاك حين خلتْ

منه الورود التى تأتيكِ إعجابا

لم تدركي بعدُ هل أخفى قصائده

هذا الصدى أو سَفتْها الريح أطيابا

وفي ” باب المدينة” يستهل قصيدته بقوله :

إلى الشاعر جاسم الصحيِّح الذي قال:

‏قصائدي فيكِ ما زالتْ مُشَرَّدَةً

‏قُومي نشقُّ لها دربًا إلى البلدِ

‏الشعرُ في جسدِ العُشَّاقِ موطنُهُ

‏بِئسَ القصائدُ لم تُنحَتْ على الجسدِ

‏ما زلتُ طفلًا غريبًا عن طفولتهِ

‏”أشتاقُ” أكبرُ لكنِّي أخافُ غدي

‏لا تتركيني وجودًا لا وجودَ لهُ

‏كالصِّفرِ.. كالعددِ الخالي من العددِ !‏

فقلت:

هذا الذي حاضرٌ في أمسه وغدِي

‏هذا الذي مازجَ الأصفار في العددِ

‏هذا الذي فاض من أغوار دِمْنَتهِ

‏حتى تدفق بين النؤْي والثمد

‏للرمل منه حكايا كان يغزلها

‏وللحقيقة بوح الروح للجسد

‏وللوجود استلالٌ من مباهجه

‏وللعذوبة نجوى في انتظارِ غدِ

‏حتى انتبهنا على نبض أصاخ بنا

‏للوعد بعد جنوح فاض من أمَدٍ

* *  *

 دع الحقيقة نحتًا من طفولتنا

‏فللحروف غواياتٌ على الخلَدِ

‏وللنُّوَار الذي أزهى بملعبنا

‏حين الشتاء اشتياق الأم للولد

‏وللصبا حين كان الفجر يذكرنا

‏بعض اللذاذة من طلٍّ عليك ندِي

‏وللقصيد الذي مزقتَ فطرَته

‏عند البدايات أطيار على وتَدِ

‏قرأتك الآن فاستيقظت منتبها

‏كأنني ذلك المنسيُّ في الأبد

* *  *

نثرتَ بين زقاق العمر سكّرنا

‏..وذبتَ كالملح بين الموج والزبَد

‏وكان في الفحم والجدران أسئلة

‏..عن الذين مضوا في عمرك الرغدِ

‏عن الذين شققتَ الدرب كي يصلوا

‏..تالي النداء ولكن ليس من أحدِ

‏* *  *

الآن واكتملت كل الرؤى ونمَتْ

وأينعت سنبلاً في بَيدِر البلدِ

وحان وقت حصادٍ أن تشق له

ما شقّهُ  الفأس في ترنيمك الغرِدِ

أَمِلْ بعيرك كي يلحق بهودجها

مع الحنين على الناقوس في الأحد

واقرأ نبوءةَ من مروا بمربعها

كما قرأْتَ بقايا الوشْمِ فوق يَدي

فحينها سوف نهذي في الخلاص كما

عاد المُريد إلى الأصفار في العددِ

الشاعر أحمد عبيد ينحت من كلمات الشاعر الصحيِّح عبارته الشعرية ناسجًا رؤيته:

“وللقصيد الذي مزقتَ فطرَته

‏عند البدايات أطيار على وتَدِ”

وقوله في هذه القصيدة “دع الحقيقة نحتًا من طفولتنا” تنساب معه تداعياته:

“فللحروف غواياتٌ على الخلَدِ

‏وللنُّوَار الذي أزهى بملعبنا

‏حين الشتاء اشتياق الأم للولد”…..

 وكان الشاعر عبدالرحمن الفاتح ثالث شعراء الأمسية فألقى عددًا من قصائده بلغته الشعرية المفعمة بالدلالات ومنها قصيدته “وأنا كما قال الغزال” التي يعبر فيها عن حزنه المغلف ببسماته الخفية :

سفري إليّ العُمرُ مذ أتقنتُهُ

 كالريحِ تبني الأفقَ دونَ نَفيرِ

 ما زلتُ أكتبُ بالقرنفلِ منذ أن

 وقفَ انتباهُ دمي عن التعبيرِ

 وأنا كما قال الغزالُ معلمٌ

 للشمسِ أُخفي بسمتي بزئيري

وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء المشاركين ومقدمهم،م والتقط معهم صورة تذكارية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى