Uncategorized

إلى اللطفاءِ جدًا عائشة العولقي    –    اليمن

 

لو خُيّرت الجنّة أن تظهر بهيئة بشر، لما اختارت غير هيئة اللطفاء ، إنَهم يسجلون حضورًا كاملًا في التفاصيل المترهلة، فيحيلونها دون عناء لبهجة.. يشكلون الفصل الأهم من كتاب الإنسانية، لولاهم لتحول العالم لمادة استعمالية خالية من الروح يوظفها القوي لحسابه، لا أدري ما وظيفتهم على وجه التحديد! يعيدون التفاصيل المبعثرة لأماكنها، وفي أحايين كثيرة يرمّمون فينا ما تهدّم، ويجبرون ما تكسّر، ويغيّرون مجرى الكثير من الأمور التي كانت تسير نحو المنحدر! يجعلون الألم قوّة، والإخفاق درسًا، كأنهم ملائكة، لهم هيئات متعددة منها هيئة انشراح عجيبٍ وأُلفة غير مفهومة. التعامل معهم لا يتطلب مجهودًا من الطرف الآخر.. لديهم قدرة عالية على تفهم دوافع الآخرين وتفسير مواقفهم، وعدم محاكمتهم لقوالب انطباعية جاهزة أو نظرات ذاتية ضيقة.. هم هدايا الرحمن لمَن أحب، يجعلهم مكافأة في دربه الطويل الشائك حتى يستمر ويكمل.

من أنعم الله عليه بنورٍه،  فليحفظ بقاءه بدوام الشكر، فالنعم إن لم تُشكر لا تدوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى