د. أحمد الزبيدي
قال العلامةُ محمود محمد شاكر -رحمه الله – :” إن إنسانية الأنبياءِ وحدها هي الإنسانية التي أوجب الله على من حضرها من الناس أن يؤمن بها أولًا، ثم يحافظ على رواية سيرتها ثانيًا، ثم يحترس ويتدبر فيما ينقل عنها أو يصف منها، لأن نسبة شيء من الأشياء إليها قد يكون مما يتوهم أحدٌ منه وهمًا يخرج -فيما يُقبل من أمر الدنيا- بحقيقة الرسالة التي أرسلوا بها عن القانون الإلهي الَّذي عَمِلوا به ليحققوا كلمة الله التي تعلو أبدًا، وتُزْهِر دائمًا، وتبقى على امتداد الزمن روح الحياة البشرية وميزان أمر الناس في هذه الدنيا”. جمهرة المقالات (1 / 4).
إبراهيم عليه السلام .. ولادتهُ :
الصَّحِيحُ الْمَشْهُورُ عِنْدَ أَهْلِ السِّيَرِ وَالتَّوَارِيخِ والأخبار، كما صححه الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر أَنَّهُ وُلِدَ بِبَابِلَ.
قال عطاء: وكان إبراهيم إذا أراد أن يتغذى، أو يتعشى خرج الميل والميلين والثلاثة، فيطلب من يأكل معه. قال عكرمة: وكان إبراهيم يكنى أبا الضيفان، وكان لِقَصْرِه أربعة أبواب لكي لا يفوته أحد. وسمي الضيف ضيفاً، لإضافته إليك وإنزاله عليك.
قَالُوا: فَتَزَوَّجَ إِبْرَاهِيمُ سَارَةَ، وَكَانَتْ عَاقِرًا لَا تَلِدُ.
فَأَقَام إبراهيم -عليه السلام- مع أهله بِحَرَّانَ؛ وَهِيَ أَرْضُ الْكَشْدَانِيِّينَ- الْكِلْدَانِيِّينَ- وأَرْض الْجَزِيرَةِ وَالشَّامِ، وَكَانُوا يَعْبُدُونَ الْكَوَاكِبَ السَّبْعَةَ. قال شيخ الإسلام -منهاج السنة- (2/194) زَاعِمِينَ أَنَّ فِي ذَلِكَ جَلْبَ مَنْفَعَةٍ أَوْ دَفْعَ مَضَرَّةٍ.
وَكُلُّ مَنْ كَانَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ كَانُوا كُفَّارًا، سِوَى إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَامْرَأَتِهِ وَابْنِ أَخِيهِ لُوطٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.
وَكَانَ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ هُوَ الَّذِي أَزَالَ اللَّهُ بِهِ ذاك الكفر، وَأَبْطَلَ بِهِ ذَاكَ الضَّلَالَ، فَإِنَّه سُبْحَانَهُ آتَاهُ رُشْدَهُ فِي صِغَرِهِ، وَاتَّخَذَهُ نبيا وخَلِيلًا فِي كبره، قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالمين}.
أَيْ كَانَ أَهْلًا لِذَلِكَ، وَكَانَت دَعْوَتِه لِأَبِيهِ، بالْمُحَاوَرَةِ وَالْمُجَادَلَةِ، يدعوهُ إِلَى الْحَقِّ؛ بِأَلْطَفِ عِبَارَةٍ، وَأَحْسَنِ إِشَارَةٍ، ويًبَيّنَ لَهُ بُطْلَانَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من عبَادَة الاوثان؛ الَّتِي لَا تَسْمَعُ وَلَا تُبْصِرُ، ولا تُغْنِي عَنْهُ شَيْئًا، فلَمْ يَقْبَلْهَا مِنْهُ ولم يأخُذَهَا عَنْهُ، بَلْ تَهَدَّدَهُ وَتَوَعَّدَهُ، وقال له {واهجرني مَلِيًّا{، فَعِنْدَهَا قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: {سَلام عَلَيْك سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي}، وَقَدِ فعل إِبْرَاهِيم، {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}، وفي الْبُخَارِيُّ (١٢٢٣) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لَا تَعْصِنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ أَبُوهُ: فَالْيَوْمَ لَا أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رب إِنَّك وَعَدتنِي أَن لَا تخزيني يَوْم يبعثون فأي خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ: إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ. ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ الذيخ مُتَلَطِّخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ “.
وعلى الرغم مما بلغه إبراهيم عليه الصلاة والسلام – مِنْ الْمَكَارِمِ ؛مَكَانًا قَصِيًّا، وفِي الدَّارَيْنِ؛ مَقَامًا عَلِيًّا، إلا أن أهل الباطل من الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ “اتِبعُوا مَا تَشَابَهَ مِنْ القول ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ” . وتمسكوا بقوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} (76)، فقالوا :” قولُ إبراهيم-عليه السلام- عن الكوكب {هذا ربي}؛ -وهي جملة خبرية-، إقرار صريح من إبراهيم على نفسه بالشرك.
ابتداءً؛ بُعِثَ إبراهيم- صلّى الله عليه وسلم- في قوم يعظّمون النجوم، ويتكهنون بها على غائب الأمور، ولذلك نظر إبراهيم نظرة في النجوم فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] وكان القوم خارجون إلى نادٍ لهم، فأرادوه أن يصحبهم، وأراد هو كيد أصنامهم، {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} [الصافات: 88]. قال ابن قتيبة -مشكل القرآن-: “يريدُ علم النجوم، أي في مقياس من مقاييسها، أو سبب من أسبابها، ولم ينظر إلى النجوم أنفسها. يدلك عليه قوله: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} [الصافات: 88]. وإنما أراد بالنظر فيها: أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة والاحتيال؛ {فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] أي؛ سأسقم فلا أقدر على الغدوّ معكم. هذا الذي أوهمهم بمعاريض الكلام، ونيّته أنه سقيم غدا لا محالة، لأن من كانت غايته الموت ومصيره إلى الفناء- فسيسقم. ومثله قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ولم يكن النبي، صلّى الله عليه وسلم، ميّتا في ذلك الوقت، وإنما أراد: أنك ستموت وسيموتون.
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كوكب “الزّهرة” {قالَ هذا رَبِّي} يريد: أن يستدرجهم، ويعرّفهم جهلهم في عبادتهم النجوم، فأراهم أنه مُعَظّمٌ ما عظّموا، وكلّ من تابعك على هواك وشابعك على أمرك، كنت به أوثق، وإليه أسكن وأركن. فأنسوا واطمأنوا، {فَلَمَّا أَفَلَ} أراهم النقص الداخل على النجم بالأفول، لأنه ليس ينبغي لإله أن يزول ولا أن يغيب، {فقالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} وقال مثل ذلك في الشمس والقمر، حتى تبين للقوم مقصده، من غير عناد او شتمٍ لآلهتهم.
ثم قال: {إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وما فيها من نجم وقمر وشمس وَالْأَرْضَ وما فيها من بحر وجبل وحجر وصنم وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
وليت شعري، كيف يظنُّ عاقل بإبراهيم عليه السلام- الشرك- واللَّهُ سبحانه وتعالى نَفَاه عَنْه، فقال {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، أي؛ لَمْ يَتَقَدَّمْ عَلَيْهِ شِرْكٌ يَوْمًا مَا، ثم نجد القرآن يثبت له الجزم واليقين بِعَدَمِ رُبُوبِيَّةِ غَيْرِ اللَّهِ سبحانه. قال تعالى: {وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}. قال الماوَردي :” الموقنين لوحدانية الله تعالى وقدرته”. وكيف يتوهّم متوهمٌ ذلك على من عصمه الله وطهّره والله سبحانه يقول: {إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الصافات: 84] . قال قتادة: سليم من الشك، وقال الحسن: سليم من الشرك.
قال الإمام الفخر الرازي:”{ إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الصَّافَّاتِ: 84] وَأَقَلُّ مَرَاتِبِ الْقَلْبِ السَّلِيمِ أَنْ يَكُونَ سَلِيمًا عَنِ الْكُفْرِ، ومَدَحَهُ فَقَالَ: {وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ} [الْأَنْبِيَاءِ: 51] أَيْ آتَيْنَاهُ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ؛ مِنْ أَوَّلِ زَمَانِ الْفِكْرَةِ. وَقَوْلُهُ: {وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ}، أَيْ بِطَهَارَتِهِ، وَكَمَالِهِ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ} [الْأَنْعَامِ: 124].
قال الشيخ الشعراوي :”وكان المنطق في اللغة أن يقول: {فلما رأى الشمس بازغة قال هذه ربي}؛ لأن الشمس مؤنثة، ولكنه قال: {هذا رَبِّي} كما قال في القمر وفي غيره من الكواكب، فجعل الأمر على سياق أو حالة واحدة، أو هو بهذا القول يريد أن ينزه كلمة الرب تنزيها مطلقا عن أن تلحق بها علامة التأنيث؛ لأن علامة التأنيث فرع التذكير، وأيضاً لأن الشمس ليست مؤنثاً حقيقياً، بل هي مؤنث مجازي، ولذلك يفطن العلماء إلى هذه المسألة فيقولون: إنك إذا أعطيت واحداً صفة العلم، وقلت: فلان عالم، أما إذا صار علمه ملكة عنده فنقول: «فلان عليم» ؛ ولذلك يقول الحق: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76] وإذا كان العالم متمكناً من علمه بشكل غير مسبوق نقول عنه: «علَاّم» . والحق سبحانه يصف نفسه فيقول: {عَلَاّمُ الغيوب} [المائدة: 116] ولم يقل العلماء في وصف الله علامة، وإن كان هذا الوصف أبلغ احترازا من أن تلحق علامة التأنيث صفة من صفات الله – عَزَّ وَجَلَّ -.
وحين تأفل الشمس يقول سيدنا إبراهيم: {فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ ياقوم إِنِّي برياء مِّمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 78].
قال الزمخشري :” وما أحسن ما رتب إبراهيم عليه السلام كلامه مع المشركين، حين سألهم أوّلا عما يعبدون سؤال مقرّر لا مستفهم، ثم أنحى على آلهتهم فأبطل أمرها؛ بأنها لا تضر، ولا تنفع، ولا تبصر، ولا تسمع، على تقليدهم آباءهم الأقدمين، فكسره وأخرجه من أن يكون شبهة فضلا أن يكون حجة، ثم صوّر المسألة في نفسه دونهم حتى تخلص منها إلى ذكر الله عز وعلا، فعظم شأنه وعدّد نعمته، من لدن خلقه وإنشائه إلى حين وفاته، مع ما يرجى في الآخرة من رحمته، ثم أتبع ذلك أن دعاه بدعوات المخلصين، وابتهل اليه ابتهال الأوّابين، ثم وصله بذكر يوم القيامة وثواب الله وعقابه وما يدفع إليه المشركون يومئذ من الندم والحسرة على ما كانوا فيه من الضلال وتمنى الكرة إلى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا”.
ثم تمسكوا بقوله تعالى مخبرًا عن إبراهيم -عليه السلام- : {قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنا يَا إِبْراهِيمُ (62) قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ}. وغرضه عليه السلام إقامة الحجة عليهم؛ لأنه قال: {فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ}استهزاءً، وفي الكلام تقديم وتأخير، كأنه قال :” بل كبيرهم هذا إن كانوا ينطقون” فاسألوهم، فشرط إضافة الفعل إلى كبيرهم إذا كانوا ناطقين، فلما لم يكونوا ناطقين امتنع ان يكونوا فاعلين، ثم ألزمهم على قولهم، لأنه لما كان هو الإله الأكبر فكسر خدمه المقربين لا يصدر إلا عنه أو برضاه، وهذا تنبيهٌ على أن “الإله” الذي لم يقدر على دفع المضرة عن نفسه كيف يرجى منه دفع الضرر عن الغير!
قال الجاحظ: “وقد ذكر الله جل وعز في قصة إبراهيم عليه السلام حين كسر الأصنام وجعلها جذاذاً، فقال حكاية عنهم: ” قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم. قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون “. فكان كلامه سبباً لنجاته، وعلة لخلاصه، وكان كلامه عند ذلك أحمد من صمت غيره في مثل ذلك الموضع، لأنه عليه السلام لو سكت عند سؤالهم إياه لم يكن سكوته إلا على بصر وعلم، وإنما تكلم لأنه رأى الكلام أفضل، وأن من تكلم فأحسن قدر أن يسكت فيحسن، وليس من سكت فأحسن قدر أن يتكلم فيحسن”.
زر الذهاب إلى الأعلى
جزاك الله كل الخير دكتور احمد الزبيدي وهذا الكلام لهو من صنف النقاش البناء الذي يضع المتلقي امام تحليل المعلومة وقياسها بالمنطق وهذه رجاحة العقل وكلام العلماء وعصمته في حياته صلوات الله عليه وسلم يستدل عليها باشياء كثيرة منها تصديقه للحلم بذبح ابنه وهذا عظيم وهذا التقرير الواضح للهداية لقومه بما يفهمون ومعطياتهم لا بالغيبيات التي تغيب عن اذهانهم وقلوبهم وعوطفهم واحاسيسهم وحواسهم .الله يعطيك العافية ما قمت به عمل جبار دكتور احمد لتوضيح مدى نورانية عقول الانبياء وعصمتهم وهذا والله دعوة لجلاء الريبة والباطل من عقول الناس في اشرف خلق الله رسله وانبياؤه سكان الفردوس الاعلى عمل تثاب عليه وادعوالله لك بكل الثواب والاجر والخير مع الحب والتحية والاحترام والتقدير لك ولكتاباتك المضيئة لنا في طريقنا تحياتي مهند الشريف
بوركت أخي مهند على المتابعة والقراءة والتعليق والانتقاد البناء الجمييييل
وكثر الله من أمثالك
احسنت ثم أحسنت ..
ذب الله عن وجهك النار كما عظمت أنبياء الله ورسله عليهم السلام.
سبحان الله مقالاتك شيخنا نسيج وحدها .
جنة غناء من الفوائد الأدبية والتاريخية و الفكرية و المنهجية و الاصولية والفلسفية؛ لذا لا يليق بها الا الكمال ، و كل حركة فيها محكمة، فيظهر فيها أدنى خطأ طباعي كالثوب الأبيض النقي تشوبه أدنى غبرة.
أبدع الدكتور الزبيدي في تبيانِ المتشابه من القولِ و ما اختلط على العامة من الناس و ما حاك في الصدور.. بل و ربط قديم الكلام بجديده بدون عُقدٍ..! مقتبساً أفضل القول من القرآن و أحسن ما حدّث به الرواة و العلماء ليغرس عميقا في نفوسنا و بدون أدنى غُصة عصمة الأنبياء عليهم الصلاة و السلام أجمعين.. و ما كان ليدرك ذلك إلا بقلمه الحاد و عقله المدرك للتفاصيل و قواعد اللغة..، و بإحضار الدليل و الحُجّة.. مقال في منتهى الجمال يليق بأبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة و السلام.. من مثلِك تؤخذ البراهين و الحكم..
أشكرك
السلام عليكم دكتور احمد
جزاك الله كل خير
بورك قلمك،ما شاءالله علامة دكتونا الغالي،كل ما قرأ االواحد مقالا من مقالاتك تزداد ثروته العلمية والأدبية