أخبار

“بيت الشعر” في الشارقة : تطواف في فضاء الإبداع

نجوم الأمسية: سارة الزين وحسام شديفات و خالد الحسن و أحمد شبيب

محمد عبدالله البريكي يتوسط الشعراء ومقدمهم بعد تكريمهم من اليمين حسام شديفات و سارة الزين و خالد الحسن و أحمد شبيب
الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

أحيا الشاعر خالد الحسن، والشاعرة سارة الزين، والشاعر حسام شديفات، الخميس 7 نوفمبر 2024، أمسية شعرية تنوعت بقصائد شعرائها بما يشبه التطواف في فضاءات الإبداع المنبثق من الحياة والمعاناة. نظم الأمسية “بيت الشعر” التابع لدائرة الثقافة في الشارقة بحضور محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة، وقدم لها الإعلامي أحمد شبيب مباركًا بالمقر الجديد لبيت الشعر “الصَّرْحُ الأَدَبِيُّ وَالثَّقَافِيُّ الَّذِي يَزْهُرُ بِفَضْلِ دَعْم وَرِعَايَة صَاحِبِ السُّمُوِّ الشَّيْخِ الْدَّكْتُور سُلْطَانِ بْنِ مُحَمَّدِ الْقَاسِمِيِّ، عَضُوُّ الْمَجْلِسِ الْأَعْلَى، حَاكِمُ الشَّارِقَةِ، حَفِظَهُ اللَّهُ وَرَعَاهُ، الَّذِي لَطَالِمَا كَانَ ومَازَالَ رَمْزاً لِلْاِهْتِمَامِ بِالثَّقَافَةِ، وَالْفِكْرِ، وَالشَّعْرِ، وَجَعَلَ الشَّارِقَةَ حَاضِنَةً لِلإِبْدَاعِ وَالأَدَبِ الْعَرَبِيِّ الأَصِيلِ وَمَعْقِلًا لِلْعِلْمِ وَالثَّقَافَة”.

بدأ الإلقاء الشاعر حسام شديفات (الأردن) بعدد من قصائده المتنوعة المسكونة بروح الفلسفة والتأمل ، ومنه قصيدته “سيدة الرمل والموسيقى” يقول فيها:
لجالسةٍ في البدوِ تُحصي رُكامَها
وتطوي كَما تطوى السّنينُ لثامَها
كأنَّ بناتِ الرّيحِ يركُضنَ حولَها
وأنَّ اللّواتي منذُ عُمرٍ أمامَها
تَجاعيدُ خدّيها نُدوبٌ قديمةٌ
تُمرِّرُ فيهنَّ الحياةُ سهامَها
لَها قُبلَةٌ خضراءَ تَعرِفُ أنَّها
حَرامٌ ولكنْ ما ألذَّ حرَامَها!

واعتلت المنصة الشاعرة سارة الزين (لبنان) فأنشدت مجموعة قصائد وسط تفاعل الحضور  اتسمت برشاقة العبارة الشعرية وعمق الدلالة :

مولايَ.. إنّ حديثي عنك تطوافي

وذكر وجهك صبحًا بعضُ أعرافي

فلا قريش برحلات الهوى عرفت

ولا طوافي مقرونٌ بإيلافِ

لو اعتزلتُكَ.. مَن للوقتِ يقتلُه؟!

ومَن لنزْفِكَ غيري من دمٍ صافِ؟

تحتاجُ غيمًا من الصفصاف يحجبني

عن لمس معناك يا مستودعَ “الكافِ”!

مولايَ إنّك إن أمددتني قلمًا

سيستحيل دخاني.. وجْهَ عرّافي

وتنطق كلماتها مصورة مشاعر الحزن

وتنطق كلماتها مصورة الحزن ومشاعر المنفى مع مساورة أجواء الفوضى:

أخافُ من الفوضى.. وفوضاهُ مسرَحُ

تؤسِّسُ للشعر الحديثِ وتسرَحُ

هو الآن فوقَ النصِّ يُشعِلُ زيتَه

ويجمع أنفاسَ المجازِ ويرشَحُ

تقدَّسَ فيه الضوءُ.. حتّى تنزّلتْ

أساطيرهُ الأولى، ووحيٌ مُجنَحُ

تقدَّسَ فيه الليلُ.. يعزِفُ ذنبَهُ

كأنّ بكاء المذنبينَ موَشَّحُ

يُخبِّئ في الأسماءِ سرَّ وجودهِ

وإن قيلَ : سمِّ الشعرَ، قال: سأجْرَحُ!

يخبِّئ في كلّ الأصابعِ صوته

ففي جيبِهِ القلبيِّ ما ظلَّ مطرَحُ

فكيفَ أتيتِ الآنَ؟! من أيِّ غربةٍ

تنفَّسكِ المنفى؟! وظلَّ يلوّحُ

أريدك أن تخفي القصيدةَ عنوة

وأن تقتلي الإحساس إن كان يشطحُ

ولا تستفزّي الشوقَ، فليبقَ جانبًا

وظلّي خيالًا حيثُ وجهُكِ أوضَحُ

سيُسْكِتُ فيكِ الصوتَ يا بنتَ حُزنِهِ

لأنَّ بُكاءً.. مثلَ شِعرِكِ.. يذبَحُ

وتتوجه مخاطبة العاشق مسترسلة في التعبير عن رؤاها وكآبتها:

“فأنا ككلّ المتعبين كئيبةٌ..” وتقول له “حسبي أناملكَ التي علّمتَها
أن تنقر الأشواق فوق الهدْبِ”:

 ما زلتُ أخفي عن سؤالكَ حبّي
وصداكَ يَفضحني
فكم سأُخبّي؟                                                                                  للآن صوتكَ يستثير بداخلي                                                             مدنًا من الحزنِ الجميلِ العذْبِ

للآن أبحث عن رثاءٍ لائقٍ
أُحيي به موتَ المجازِ بقلبي

من أين أشرع للخيال أضالعي
ولمن -إذا احتدم الجنون- سأُنْبي؟

أخشى ضياعك في الحديث لأنّه
يلقي بكلّ مآثري في الجبِّ

وأخاف – حين تقول: ” قومي دثّري
عُرْيَ انكساري الآن” كيفَ ألبّي؟

فأنا ككلّ المتعبين كئيبةٌ..
أجتثُّ من بعضي بقايا دربي

وأنا كمثل الشاردين، يتيمةٌ
لا خمر يروي سكرتي في الشربِ

حسبي أناملكَ التي علّمتَها
أن تنقر الأشواق فوق الهدْبِ

حسبي تمائمُ وارديكَ وجرحهم
حسبي نحيبُ الساكتين وحسبي

أشركتُ فيك الشعر حتى خلته
وطنًا يحلّق فوق هذا السِّربِ

وطنًا يكذّبُ في انزياحي شكله
ويروقه أنّي أصدّق كِذبي

ما خانني من قبل لكنْ بيننا
فزعٌ يُجاوزُ غربةَ المتنبّي

قدرٌ أخيرٌ ثمّ تصحو نخلةٌ
لتعلّم الآجال معنى الصَّلبِ

معنىً جديدًا لا يثقّفُ جِذعَهُ
ببكائهِ.. بل بالمجازِ الصعبِ

كالذنبِ أشهى ما يكون حلاوةً
ولذا أخالط مدمعي بالذنبِ

وأراك مُحترقًا كأوّلِ عاشقٍ
يزجي الدماءَ مع المدارِ الصبِّ

ينسابُ خوفكَ ناصعًا في شكّه
وكأنّه الترميزُ عند القربِ

طفلًا نبيًّا كاشتهاء ولادةٍ أخرى وتاريخٍ يقاومُ حربي

إنّ البلاد تلومني في ضعفها
ويضيق بي وجه اليقينِ الرحبِ

سلِّمْ على قلبي الذي أسلمتُه
للمعجزاتِ إذا بقيتَ بجنبي

سلِّمْ على غرفِ الحنين بخافقي
وعلى جراحٍ لوّحَتْ في ركبي

كل احتمالات الأذى هيّأتُها
فبأيِّ أحزاني سألقى ربّي؟!!

وفي الختام كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء المشاركيبن ومقدمهم و التقط معهم صورة تذكارية.

مدنًا من الحزنِ الجميلِ العذْبِ

للآن أبحث عن رثاءٍ لائقٍ

أُحيي به موتَ المجازِ بقلبي

من أين أشرع للخيال أضالعي

ولمن -إذا احتدم الجنون- سأُنْبي؟

أخشى ضياعك في الحديث لأنّه

يلقي بكلّ مآثري في الجبِّ

وأخاف – حين تقول: ” قومي دثّري

عُرْيَ انكساري الآن” كيفَ ألبّي؟

فأنا ككلّ المتعبين كئيبةٌ..

أجتثُّ من بعضي بقايا دربي

وأنا كمثل الشاردين، يتيمةٌ

لا خمر يروي سكرتي في الشربِ

حسبي أناملكَ التي علّمتَها

أن تنقر الأشواق فوق الهدْبِ

حسبي تمائمُ وارديكَ وجرحهم

حسبي نحيبُ الساكتين وحسبي

أشركتُ فيك الشعر حتى خلته

وطنًا يحلّق فوق هذا السِّربِ

وطنًا يكذّبُ في انزياحي شكله

ويروقه أنّي أصدّق كِذبي

ما خانني من قبل لكنْ بيننا

فزعٌ يُجاوزُ غربةَ المتنبّي

قدرٌ أخيرٌ ثمّ تصحو نخلةٌ

لتعلّم الآجال معنى الصَّلبِ

معنىً جديدًا لا يثقّفُ جِذعَهُ

ببكائهِ.. بل بالمجازِ الصعبِ

كالذنبِ أشهى ما يكون حلاوةً

ولذا أخالط مدمعي بالذنبِ

وأراك مُحترقًا كأوّلِ عاشقٍ

يزجي الدماءَ مع المدارِ الصبِّ

ينسابُ خوفكَ ناصعًا في شكّه

وكأنّه الترميزُ عند القربِ

طفلًا نبيًّا كاشتهاء ولادةٍ أخرى وتاريخٍ يقاومُ حربي

إنّ البلاد تلومني في ضعفها

ويضيق بي وجه اليقينِ الرحبِ

سلِّمْ على قلبي الذي أسلمتُه

للمعجزاتِ إذا بقيتَ بجنبي

سلِّمْ على غرفِ الحنين بخافقي

وعلى جراحٍ لوّحَتْ في رَكْبي

كل احتمالات الأذى هيّأتُها

فبأيِّ أحزاني سألقى ربّي؟!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى