أخبار

ملتقى الشارقة الثقافي “يازمان الوصل” في يومه الثاني

محاضرتان وأمسية شعرية

د. عيسى الحمادي و عائشة العاجل
د. مأمون عبد الكريم و د. مريم سلطان لوتاه
شيخة المطيري و عبدالله الهدية و د. عبدالرزاق الدرباس و سلمى الحفيتي

 

 

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

بحضور الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي واصل ملتقى الشارقة الثقافي “يازمان الوصل” الذي ينظمه المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة خلال الفترة من 15 إلى 20 أكتوبر 2024 فعالياته في يومه الثاني ، وكانت الجلسة الأولى للملتقى في مجلس الحيرة الأدبي بعنوان “الأمن الفكري ودوره في حفظ الهوية الوطنية والإسلامية”، قدمها د. مأمون عبد الكريم، أستاذ الآثار ونائب عميد كلية الآداب في جامعة الشارقة، ود. مريم سلطان لوتاه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، وأدارت الحوار الأديبة عائشة العاجل، وتضمن الحوار عدة محاور منها مفهوم الأمن الفكري والهوية، وأبعاده وأهمية إرساء الأمن الفكري، ودور الأسرة في تعزيزه.

الهوية والقيم الوطنية

تحدث د. مأمون عبد الكريم قائلاً: “إن تقوية التلاحم بين الهويتين الوطنية والإسلامية يكون من خلال العمل على وضع استراتيجيات تدمج القيم الوطنية والإسلامية بالمجالات العديدة في المجتمع، السياسية، التعليمية، الاجتماعية، الثقافية، وتؤثر فيها وتعمل على تنميتها وتطويرها من خلال وضع سياسات حكومية شاملة تراعي التنوع الديني والثقافي. إضافة إلى وضع برامج التوعية والتعليم لكل فئات المجتمع وتضمين مفهوم الهوية الوطنية والإسلامية في المناهج الدراسية ووضع برامج توعوية للشباب والكبار تعزز من دورهم في المشاركة المجتمعية كما تسهم تلك الاستراتيجيات في تعزيز دور المؤسسات الدينية في فهم القيم الوطنية والإسلامية كالتسامح والتعايش والتعاون والاعتدال من خلال تنظيم فعاليات تعزز من التماسك الاجتماعي، وأخيراً دعم الأبحاث والدراسات في المؤسسات البحثية والعلمية التي تعزز من التلاحم بين الهوية الوطنية والإسلامية وتماسك المجتمعات”.

دور الأسرة والمؤسسات التعليمة

وأكدت د.مريم لوتاه هذا حيث قالت:

“عند الحديث عن الأمن الفكري وعلاقته بالحفاظ على أمن المجتمع والدولة، لابد من الإشارة بداية إلى أن طرح هذا الموضوع قديم ومتجدد في ذات الوقت، فقد عنيت المجتمعات منذ القدم بالحفاظ على معتقداتها، ومحاولة الوقوف ضد كل فكر جديد قد يهدد تلك المعتقدات، وقد يخل بالتوازنات المجتمعية، ولنا في القصص القرآني، وفي تجارب المجتمعات العديد من الأمثلة على ذلك”.

وأضافت موضحة:

“العولمة الثقافية والاقتصادية والسياسية تمثل تحدياً للدول والمجتمعات، وهي في ذات الوقت تمثل واقعاً سياسياً علينا أن نتعامل معه دولاً ومجتمعات، إذ لا يمكن لأي دولة فرض سياج يحميها من اختراق قوى العولمة، ولكنها في ذات الوقت قادرة على تعزيز ثقافة المجتمع وهويته الوطنية، خاصة لدى فئة الشباب عبر عمليات التنشئة الواعية لجعل الجيل أكثر حصانة من الناحية الفكرية، وأكثر قدرة على الانفتاح على الثقافات الأخرى والتفاعل الإيجابي مع معطيات العولمة،

وفي ظل اختراق قوى العولمة تتضاعف مسؤولية الأسرة في تعزيز ثقافة المجتمع وهويته الوطنية لدى النشء ليكون أكثر قدرة على التكيف مع محيطه الاجتماعي من جهة، وأكثر صلابة في مواجهة التحديات الثقافية التي تطرحها العولمة بكل أبعادها”.

وختمت حديثها قائلة:

“وتتحمل المؤسسة التعليمية والمؤسسة الإعلامية والمؤسسة الدينية الجانب الأكبر من المسؤولية تجاه تحصين النشء من خلال تعزيز ثقافته العربية وهويته الوطنية عبر المنهج الدراسي والأنشطة المدرسية وما يحمله المدرس من قيم وتوجهات، وعبر المادة الإعلامية المقدمة، وعبر الخطاب الديني، إذ لابد أن تتضافر جهود هذه المؤسسات من أجل الحفاظ على ثقافة المجتمع وهويته الوطنية، باعتبارها شرطاً أساسياً لتحقيق الأمن الفكري للمجتمع ضد أي اختراق خارجي”.

اللغة العربية من أقدم اللغات

وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان “قراءة في محتوى خطاب حاكم الشارقة عن العرب ولغتهم” قدمها د. عيسى الحمادي، وأدارت الحوار الأديبة عائشة العاجل، وتعمق د.الحمادي في قراءة محتوى خطاب حاكم الشارقة، حيث أشار إلى أهم النقاط التي تناولها الخطاب، وهي أن  العربية أصل كل اللغات، ووجوب تصحيح الأخطاء لدى الدارسين،

     وأشار الخطاب إلى المَوطِن الأصلي للُّغة العربية، وقدَّم تأصيلًا واضحًا لكون العربية لغة ربانية، وأوضح الخطاب الشروع في تدشين معجم (لغات العالم) من منطلَق أن اللغة العربية أصلُ لغاتِ العالم.ِ

وتتناول القراءة الحالية لخطاب صاحب السمو المرتكَزات التالية:

المنطلقات، والأُسُس، والأصول الثابتة والدليل المرجعي.

وتطرح كلمة سُمُوِّه السؤال التالي: هل نشأت اللغة اصطلاحيًّا؟ أي اتفق الناس عليها، ويرتبط به سؤالان: كيف اتفقوا؟ وبأي وسيلة تفاهموا؟ أو أنَّ مَنشأها الإلهام من الله؟ وهذا هو الأقرب؛ بدليل قوله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) سواء أكان العِلْم بالتلقين، أَمْ بإلقاء عِلْم في نفس آدم عليه السلام، فالله علَّم آدم اللغة، ولغة آدم هي لغة الأرض، وهي لغة الشَّعْب الأول من أبنائه؛ لأنَّ أهل الأرض كلهم من أبنائه، وبديهيٌّ أن يكون آدم قد علَّم لغتَه لأبنائه، يترتب على هذا الاستقراء أن لغات العالَم هي لهجات انبثقت من تلك اللغة.

وأضاف موضحاً: يُشير الواقع والمعطيات إلى أن اللغةَ العربيةَ أقدمُ من اللغة الإنجليزية؛ بدليل تشابُه المصطلحات، والمسمَّيات بين اللغتين، وكذلك الإسبانية والبرتغالية، والإيطالية، وتُشير الأبحاثُ إلى أن ربع كلمات اللغة الإسبانية أصلها عربيّ، وأن ثلاثة آلاف كلمة عربية في اللغة البرتغالية، وتُشير نتائجُ دراسة حديثة إلى أن العبرية لهجة عربية عاميَّة، وما يدعم ذلك ما أشار به الباحثون حول اللغة العربية، ومنهم على سبيل المثال بيير روسي الباحث الفرنسي، الذي قال: “إن العربية أُمّ اللغات”.

قراءات شعرية

وفي مساء اليوم نفسه، وفي قاعة مؤتمرات “قصر الثقافة” في الشارقة وتحت عنوان “إذا الغيث همى”، وهو إحدى محاور الملتقى وركائزه، كانت هناك قراءات شعرية للشاعرة شيخة المطيري، والشاعر عبد الله الهدية والشاعر د.عبد الرزاق الدرباس، وأدارت الجلسة الشعرية الكاتبة سلمى الحفيتي، وألقى الشعراء المشاركون عدة قصائد لاقت استحسان الجمهور، حيث ألقت الشاعرة المطيري قصيدة بعنوان “قلبها والمقهى”، قالت في مطلعها:

جالس قرب قلبها مقهاه

الذي يجمع انتظار حصاه

ثم يبني بقسوة الصخر بيتاً

لوحيد عناقه مأواه

كما ألقت قصيدة “الشاعر”، وقالت في مطلعها:

تنزّل من ظل النخيل غناؤه

فسار به المعنى وطاب حداؤه

وأيقظ في الصحراء سبعاً من الرؤى

فهاجر سرب الماء مذ كان ماؤه

الشاعر الهدية ألقى عدة قصائد، منها قصيدة “أمسية الشارقة” وقال في مطلعها:

ربّاه! قد عج العجاج بغيّه                                                              وهوى بأشرعتي ولفّ ملاذيا

وجسارة الفوضى ألمت ريحها                                                       بعرى النسيم وحطمت مرساتيا

وألقى قصيدة “أميرة الثقافة”، وقال في مطلعها:

آنست في ليل مسرى الروح نيرانا                                                   فجئت أحمل نور الفجر نشوانا

أتيت بالقبس المسكون في أفقي                                                    علّي أنير به ميلاد لقيانا

وألقى الشاعر د. عبدالرزاق الدرباس قصيدة “ملح على الجرح”، وقال في مطلعها:

مَشْيٌ إلى الرُّشْـدِ؟ أمْ سَـوقٌ إلى التِّـيـهِ؟                                        أمِ المَـجــاهـــيــلُ بالــلَّــذاتِ تُغْــــريــــهِ؟

كما ألقى قصيدة “جادك الغيث”، وقال في مطلعها:

نقّـل ِالطرفَ وخُـذْ أحلى الصّـورْ                                               واحتشِــمْ يا ليـلُ واخـجــلْ يا قَـمــرْ

يا إمـاراتٍ سـَـــمـتْ نحـــوَ العُــلا                                                 “جادكِ الغَـيثُ إذا الغَـيثُ” انهـمَـــرْ

فيـكِ هاجـتْ بي خيالاتُ الهـوى                                                وجُموحُ الشّـوقِ في الصّدرِ استعَرْ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى