محي الدين الفاتح و مصعب الصاوي
خلال تكريم الشاعر محي الدين الفاتح
الشارقة – “البعد المفتوح”:
أحيا الشاعر السوداني المعروف محي الدين الفاتح السبت 14 ديسمبر 2024 في “المركز الاجتماعي السوداني” بمقره في القادسية – الشارقة، أمسية شعرية استثنائية قدم لها وأدارها الإعلامي مصعب الصاوي يحيوية وحرفية أحدثت تفاعلًا وجاذبية تجلت في محاورته الشاعر ،وفي الجوار الذي تلا ذلك.
ألقى الشاعر محي الدين الفاتح عددُا من قصائده المشهورة التي طالما لاقت إعجابًا وتفاعلاً من الجمهور الحاضر، وأخذ الشاعر الحضور في جولة اتسمت بسلاسة الحديث وعذوبته حول مسيرته الشعرية، مبينًا رؤيته للساحة الشعرية بين الماضي والحاضر، و مستعرضًا أهم التجارب التي مر بها خلال مسيرته الأدبية الزاخرة.
تحدث الشاعر محي الدين عن مصادر تكوينه الأولى في “طابت” أحد المراكز الصوفية الحضرية وسط السودان وكيف أثرت البيئة والأجواء الشعرية الملهمة لـ “طابت” في مسيرته وقرأ قصيدة في محبتها والحنين اليها، وفي إجابة عن تفضيلاته للأسلوب الذي يكتب به الشعر بين” قصيدة النثر” والشعر البيتي (العمودي) قال إنه جرب كتابة الشعر العمودي في بواكير تجربته ولكنه الآن يفضل الكتابة على طريقة الشعر الحر والتفعيلة لأنه يمكن أن يضيف من خلالها. وطوَّف الشاعر بالحضور متحدثًا عن تجربته معلمًا، وكيف أن هذه المهنة جعلته يكتشف قرى وبلدات ريفية في أطراف السودان البعيدة ، وكذلك تجربته في التدريس خارج السودان في اليمن السعيد.
وعن السخرية وروح الدعابة والطرفة في شعرهً حسب سؤال د. جيهان إلياس قال : أستخدم السخرية والمفارقات لأنبه لقضايا بعينها وهي تأتي عفو الخاطر أحيانًا، وعن طريقته في كتابة الشعر قال إنه يحتفظ بالدفقة الشعورية للنص ولكنه لايمانع في تنقيح القصيدة وإجراء تعديلات عليها متى مالزم الأمر، و هناك من يعتبر القصيدة مولودًا مقدسًا لايجب المساس به بعد أن يخرج للناس.
ويُعد الشاعر محي الدين الفاتح أحد رموز الحركة الأدبية في السودان والوطن العربي، حيث أسهمت قصائده وأعماله الأدبية في إثراء المشهد الثقافي والشعري، وتميز أسلوبه بالعمق والبساطة في آن واحد، ما جعله يحظى بمكانة رفيعة لدى جمهور الأدب والشعر. كتب في مختلف الموضوعات الإنسانية والوطنية، وتنوعت أعماله بين الشعر الغنائي، العاطفي، والملحمي، مما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة على مدى عقود.
تميزت الأمسية بحضور لافت من الشعراء، الأدباء، الفنانين وأبناء الجالية السودانية المهتمين بالأدب والشعر، وقد حضر الأمسية كل د. هشام عباس ود. حيدر وقيع الله إضافة إلى الشاعر محمد عبد القادر سبيل والشاعرة سميرة الغالي من الجيل الذي شهد فصولًا من إبداعات المنتدى الأدبي في جامعة القاهرة فرع الخرطوم في الثمانينات، وهو المنتدى الأكثر نشاطًا وحيوية وتأثيرًا في الساحة الثقافية وقتها، وشهدت الجلسة تفاعلاً كبيرًا من الجمهور، حيث تخللتها أسئلة وحوارات أغنت اللقاء وزادت من حيويته، إذ تطرق الشاعر إلى تجاربه المتعددة وتأثيره في الأجيال الشعرية اللاحقة.
في ختام الأمسية، تولى المهندس عمر أحمد خوجلي، رئيس المركز الاجتماعي السوداني، تكريم الشاعر محي الدين الفاتح بمشاركة المستشار مرتضى الزيلعي نائب رئيس المركز، تقديرًا لإسهامه المتميز في إثراء النشاط الأدبي في المركز.
.
زر الذهاب إلى الأعلى
يذكر أنه حصل على جائزة الشارقة للشعر العربي..
الشارقة دائما تتحفنا بالإبداعات من الفنون والآداب