أخبار

“بيت الشعر” في الشارقة يحتفي باليوم الوطني (54) للإمارات

المشاركون: زهير الطاهري و محمد الأمين جوب و علي مصطفى لون ومريم كويس

 

محمد عبدالله البريكي يتوسط المشاركين بعد تكريمهم من اليمين علي مصطفى لون و محمد الأمين جوب و مريم كويس و زهير الطاهري

 

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم “بيت الشعر” في الشارقة الثلاثاء 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025 أمسية شعرية ضمن احتفالات الإمارات بيومها الوطني (54)، أحياها الشعراء: زهير الطاهري (اليمن) وعلي مصطفى لون(نيجيريا) ومحمد الأمين جوب (السنغال) بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، وجمع من الشعراء والفنانين ومحبي الشعر، وقدمت الأمسية الشاعرة المغربية مريم كويس رافعة الشكر إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة “الذي جعل من الثقافة رسالة، ومن الكلمة مسؤولية، ومن دعم الإبداع منهجًا ثابتًا”، مرحبة بالحضور ، كما توجهت بالشكر إلى  سعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة وإلى الأستاذ محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية.

وقالت: “في هذا الفضاء الذي يلتقي فيه الضوء بالحرف، وتتشابك فيه خيوط الجمال مع عزف القوافي، نلتقي الليلة تحت مظلّة بيت الشعر في الشارقة؛ هذا البيت الذي لم يكن يومًا جدرانًا، بل كان فضاءً رحبًا لاحتضان المبدعين، وإحياء القصيدة، وصون اللغة من تغوّل العابر والزائل”، كما عرفت بالشعراء الذين نعاقبوا على المنبر.

الشاعر زهير الطاهري بدأ الإلقاء بمجموعة من قصائده التي حيا في بعضها اتحاد الإمارات وأهدى قصيدة إلى الشارقة ، وعاش الحضور مع تأملاته وتفكره في شخصيته الإشكالية “عقلان” في قصيدته “عقلان.. نبيُّ الشوارعْ”:

كعادتها في الصباح..تمرُّ الدقائقُ
في لذة الفجر..
كسلى .. مبللة بالنعاسِ،
وعقلان ..
يشعرُ بالبردِ فوق الرصيف وأشياء أخرى
ويمسكُ صرة أيامه اليابسات
وفوق الرصيف يغني:
ألا يا صباح الرضى – يا صباح الملاح..
ويطعمُ هرته ما تبقى من العيش والملح
والذكريات..
ويحلم بالنوم في بيت عمته
خلف خطِّ التماسِ،
وكأسٍ من الفجرِ ساخنْ ..
ويهربُ من طلقة عابرةْ..

وبالقرب من نقطة الصفر..،
يولدُ عقلان من حجر في الرصيف
ويكبرُ فيه
ويفرشُ معوزه وينام..،
ويكفرُ بالحربِ..،
ينظرُ نحو القريب البعيدِ..،
ويلقي السلام..،
على ما وراء المدينةِ..،
ثمة دبابةٌ ساهرةْ..

وعقلانُ متهمٌ بالحنين ..
ومتهمٌ بالجنونِ ..
وبالذاكرةْ..

سيجتاز
عشرين مترًا من الدم
في غفلة من عيون الحصار،
وينجو
من الآخرةْ ..

أناديه: عقلان ماذا ترى..؟
دماً في الرصيف.. !
وماذا ترى..؟
دماً في الرغيف.. !
وماذا جرى.. ؟
يا لطيف.. ! يا لطيف.. !
جرى أحمراً أحمرا..! يا لطيفْ.. !
أناديه … يصرخُ..
( لا شيءَ إلا دمٌ سال للمرة العاشرةْ.. !)

ينامُ ويصحو على حجر في الرصيف
وفيه يدون أيامه ويعيش
ويركله العابرونْ..
تمر القذائف من جنبه في الرصيف
تدور المعاركُ من حوله في الرصيف
وعقلانُ..
يبحثُ عن وطنٍ صالحٍ للجنونْ
ويكسرُ في كل يومٍ صنمْ..

وقرب الركامِ الذي كان مقهى
سيسمعُ شيئاً من الجدلِ اللإراديِّ
ما بين نادلهِ والزبون
وفي ظلِّ مدرسةٍ في المدينة لم يبق منها
سوى ضحك طلابها يلعبون
وصوتِ الإذاعة فرحة من جاوبوا الاختبار
وشيءٍ من الغزلِ المدرسيِّ
كأن تستعير الفتاةُ كتاب الفتى
ثم تسرقُ من درج عمتها أحمر الشفتين
لتتركَ شيئاً – يدلُّ على أنها ذاكرتْ –
في الكتاب المعارْ
بقايا مراهقةٍ في الجدار
ارتعاشةِ طالبةٍ أبصرت قلبها حافيا في النهارْ
كتاب النصوص الذي ظلَّ منه ” قفا نبكِ ”
يا آخر الواقفين على كلِّ دارْ ..

يفكِّرْ…
كيف يعيد بناء المدينة من حجر شاردٍ
في الجبال
ومن صورةٍ بقيتْ في الخيال
يعيدُ الشوارعَ مملوءةً بالزحامِ
ومملوءةً بالهوى..
والبيوت.. كعادتها لا تنام
ويفتحُ نافذةً للجنوبِ.. ونافذةً للشمال
ويرسمُ في أفقها قمرًا
ناعسًا كالغزالِ .. ونجمًا صغيرًا
يدلُّ على كلِّ شيء… سواه
ويغرقُ في رسم منزل من أطعمته أصابعها ذات ليل
وقالت بكل أنوثتها : هيت لكْ..

.. وعقلانُ ليس نبيًا..!
ولكنه حينما كان طفلًا رأى دهشة في السماءِ
فضمته جدته: لا تخفْ .. لا تخفْ ..يا بنيَّ
هو الله مكتملاً في المساء
فكذَّبه الأصدقاءُ
وقالت له امرأة في الطريق
إلى الفجر :
يا ابني يراه المجانين والأنبياءْ
إلى الآن.. يحرسُ إيمانها بالجنونِ..
ويركضُ بحثًا عن الله بين عيون النساء
وعقلانُ متهمٌ بالجنون..،
وبالله..،
والعيشِ والملحِ
والأبرياء
وبالأمس قرب الشظيةِ…،
شاهدَ دهشته تلك بين الدماءِ
ولم يرتكب غلطةً..
كان يصرخُ في وجهِ من كفروه
” ونحن لنا حقنا في البقاء ”
له الآن عقلان ..
عقلٌ قريبٌ.. رماه
فأصبحَ مستودعاً للخرافةِ
ممتلئاً بالخرابِ
وعقلٌ بعيدٌ
يحاول فضَّ النزاع الوجودي
بين الطبيعي والماوراء…
وعقلانُ كان نبياً..
ولكن نبوءته علقتْ في السماءْ..

وعقلانُ.. لا شيء.. في زحمة العرس
والموت
والعابرين
وعن ظله في الرصيف يدافعْ..
وعقلان ذاكرة الأمس
لم يعترف بالحصار
وجغرافيا الحربِ
مازال يذكرُ منزلَ عمته جيداً
بابها الفجر
شبَّاكها قمرٌ في السماء
وشرفتها من حنين المُزارعْ..
ومازال يذكرها جيداً
إن شمسا تطلُّ على حزنها كلِّ يوم
وتقرع أبوابها في الصباح
فهل أخطأت؟..
وينظرُ نحو القريبِ البعيدِ
ويصلحُ بوصلة الشمسِ
عن تهمة في الجهات يدافعْ..
ويبحث عن خللٍ.. في النجوم
ويصلحه
بالحنين المضارعْ..
وينظرُ نحو القريب البعيدِ
ويبحثُ بين ركام المدينة
عن لغة للكتابة
يبحث عن دفترٍ وأصابعْ..

وعقلان ثار مع الثائرين
وقاتل في الحرب
ضد الجميع
فصار نبيَّ الشوارعْ…

” ومن شهقةِ الموت هم يولدون
وفي عدم هائلٍ يدخلون
يموتون
لكنهم يولدون
بلا حلم أنت لا تستحقُّ المنية
لا تدخل الحرب إن لم تنم جيداً
ليست الحربُ لُعبةْ.. ”
يقولُ .. ويجمعُ موطنه وسط عُلبةْ..
ليجعله صالحاً للجميع
وعنه يُدافعْ..

وعقلان..
يبحثُ عن رأسه
بعد كل قذيفةْ..
ويبحث في نفسه
عن وطنْ..
وعن أغنيات لطيفة..
ويكسرُ في كل يوم صنمْ..

وعقلانُ مُتهمٌ مُتهمْ..
وعقلان أكبر عاصمةٍ للألمْ..
وعقلانُ مستبعدٌ من جميعِ الدفاترِ
لا ذكر لهْ…
في كشوفِ الحكومة أو شجر العائلةْ..
وفي دفتر الله ضمن الثلاثة
دون قلمْ..
وعقلانُ في كل شيءٍ عدمْ..
وعقلانُ آخرُ ساريةٍ للعلمْ..
وعقلان ليس أحدْ..
وعقلان صورة هذا البلدْ..

واعتلى المنبر بعد ذلك الشاعر علي مصطفى لون، فألقى عددًا من قصائده  استهلخا بقصيدة أهداها إلى دولة الإمارا، منها:

عيناك في صفحة التاريخ تتسع
أنا المعري قولي كيف أطلع

كأن عشبا يضيئ الآن في جسدي
لأن ظبيك في الصحراء يلتمع

ليل بقافلة الأضواء يخبرني
حيث الإمارات تمشي سوف أتبع

حيث المجرات أم في حكايتها
تعلم الحب موسيقى فنستمع

هنا الإمارات ما زالت بها سحب
تبلل الحزن في قلبي فينقشع

المستحيل صبي كلما اشتعلت
دموعه قلت مهلا سوف أخترع

سبع من النخل أم سبع لقافيتي
أم سبعة من سماء فيك تجتمع

وكان ختام الإلقاء مع الشاعر محمد الأمين جوب، الذي أهدى بين قصائده  قصيدة لدولة الإمارات بمناسبة يومها الوطني قال فيها:

مجدٌ يُعادُ وهذا الكونُ يَحتفِلُ
بِهِ لأَمرٍ عظيمٍ صاغَهُ الأُوَلُ

والإتحادُ الذي يَسمُو كعادَتِهِ
كنجمةٍ بمعانِي الخٌلدِ تتصلُ

سبعٌ تسامتْ إخاءً بهجةً ورُؤى
في عُمقهَا كُلُّ فخرِ الكونِ يُختزَلُ

تظلُّ شارقةُ الإبداع شاهقِةً
بغيرِهَا كُلُّ عدٍّ ليْس يكتملُ

و دغت مقدمة الأمسية الشاعر محمد البريكي لتكريم المشاركين ، حيث التقط معهم صورة تذكارية.

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. احتفى بيت الشعر في الشارقة باليوم الوطني الرابع والخمسين لدولة الإمارات، من خلال أمسية شعرية حملت روح الانتماء وجمال الهوية، وجمعت نخبة من الأصوات الشعرية التي قدّمت قصائد تمزج بين الفخر والمحبة وصدق الولاء للوطن.

    شهدت الأمسية حضورًا لافتًا من محبّي الشعر والثقافة، حيث ازدانت القاعة بأجواء مفعمة بالاعتزاز والمنجز الإماراتي، فيما ترددت القصائد على وقع قيم الاتحاد، ومسيرة التطور، وعمق الانتماء للأرض والقيادة.

    جاءت هذه الأمسية استمرارًا لدور بيت الشعر في تعزيز المشهد الثقافي الإماراتي، وتأكيدًا على أن الكلمة ما زالت فضاءً يحتضن الفرح الوطني ويمنح الاحتفالات بعدًا أدبيًا يليق بالمناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى