مقالات

 كريات الدم والقطيعة!    منال عبدو جمعة     –    سورية

 في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهور على السطح بشكل مقلق وهي اشتداد الأزمه في العلاقات بين الإخوة والأخوات!

ـ الأُخُوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون .. هي دم يجري في عروقك، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك، فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه! فلمَ بدت لنا تلك العلاقات كأنها غريبه في يومنا هذا؟

أرى أنه  من الضروري أن تضع خطوطًا حمراء لزوجتك (لزوجكِ) ولأبنائك وبناتك حين يكبرون ولا تسمح لهم بتجاوزها في ما يختص بإخوانك وأخواتك، فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج    والأبناء والبنات ، ويتم إيغار صدور الإخوة على بعضهم بعضًا، لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك، ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد، إلا إن كنت ترغب مستقبلًا في رؤية المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم!

إنه تاريخ مر عليه وعليك.. حملتكما الرحم نفسها، وأرضعكما الصدر نفسه، وعشتما في البيت نفسه، وأكلتما من الصحن نفسه، وشربتما من الكأس نفسها، واحتفظتما بالذكريات نفسها، لذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك، حتى لو حاولت فستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير، فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها! الحياة أصبحت قاسية أكثر من ذي قبل

فكيف عندما تقسو قلوب من هم إخوتنا !

إياك ثم أن تترك قسوة قلبك تجعلك تبتعد عن إخوتك من أجل اي شئ في هذه الدنيا، فكل شيء يمكن تعويضه إلا الأخوة، فاجعل أخلاقك التي تربيت بها مع إخوتك هي التي تكون، وانشر بينكم الحب والسلام والمودة والرحمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى