إبداعات

آخر رسل الحب فاتح البيوش – الإمارات

 

فاتح البيوش

 

ذكرتُها فانتشى من ذكرها طربا
قلبٌ يكفكفُ عن أهدابها التعبا

ويعصرُ العشقَ ممزوجاً بخمرتها
لمّا تَسَاقَطَ من أكمامها عنبا

هي الشآمُ فكيف القلبُ ينكرُها
وقدْ تَعَلَّمَ في أحضانها اللَّعِبا

هي الشآم بياضُ الفلِّ يحرسها
والياسمينُ على أبوابها انسكبا

نبيَّةٌ بُعِثتْ للعاشقين وكمْ
من عاشقٍ هامَ في ألحاظها و صَبا

دمشق آخرُ رُسْلِ الحبِّ آيتُها
غَمَّازتان تَرى في حسنها عجبا

تمشي تجرُّخيوط الضوء في غَنَجٍ
وتغزلُ المطرَ المنسيَّ والسُّحُبا

تزركش العطر في أثواب عاشقةٍ
وتمنحُ الأرضَ من صلصالها نَسَبَا

كأنها في خريف العمر غانيةٌ
ترتل العمرَ موالاً مقامَ صَبا

يسافرُ الكحلُ في عينيكِ معتكفاً
وكم تَهَجَّدَ في عينيك واقتربا

عيناكِ عصفورتا حبٍّ و غصنُ هوىً
نهرانِ من غزَلٍ فاضا وما نضبا

نهرانِ مَنْ يلهمُ الأنهارَ سيرتَها؟
ومَنْ يصوِّرُ سحرَ العينِ والهُدُبَا؟

سبحانه الله قدْ سواكِ من حبقٍ
فأبدعَ الحُسْنَ والآياتِ وانتجبا

يا شامُ ياطفلةً تغفو على حُلُمٍ
وقدْ توسَّدَ كفَّ الروح واغتربا

يتيمةٌ ضِحْكَةُ الأطفال في زمنٍ
يُقَتِّلُ الضِحْكةَ البيضاءَ واللُّعًبا

ويستبيحُ رمادَ الروحِ ينثرُهُ
على خطيئاتنا كي يطفئَ اللهبا

فكم خَصَفْنا على سوءاتنا نِحَلاً
وكم بنينا على أخطائنا قِببَا

وكم صُلبنا على أهواءِ أنفسنا
حتى عشقنا على أجسادنا الخشبا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى