أخبار

“نفحات ومسرات” أمسية اختتمت بها نشاطات “بيت الشعر” في الشارقة

محمد البريكي يتوسط المكرمين من اليمين د. مهدي الشموط و منى حسن و سليمان الإبراهيم و د. يوسف حطيني


نظم “بيت الشعر” في دائرة الثقافة في الشارقة يوم الثلاثاء 26 إبريل 2022 أمسية شعرية عنوان “نفحات ومسرات ” اختتم بها أنشطته الرمضانية، وفي الختام كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء المشاركين ومقدم الأمسية.
حلقت قصائد الشعراء في الأمسية وتنوعت بين الهم الإنساني والشدو الوجداني، بينما تجلّت الشارقة بكل بهائها في فضاءات القصائد، وأحيا الأمسية كل من الشعراء: الفلسطيني د. يوسف حطيني، والسوري سليمان الإبراهيم، والسودانية منى حسن بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والمهتمين من أهل الثقافة والأدب. وقدم للأمسية الدكتور مهدي الشموط الذي أشاد بالجهود المبذولة والدور الثقافي الريادي للشارقة.

استهل د. يوسف حطيني القراءات بقصائد متنوعة تشدو للحب وأوجاعه مخاطباً طيف الحبيب في مقطوعة جاء فيها:
يا تُرى أيُّ حنينٍ أوجعَكْ
فتجلّى الصّوتُ حُزْناً أدمعَكْ؟
جئتني بالأمسِ طيفًا ساحرًا
هامسًا في غِيِّهِ أن أتبعَكْ
تلتها قراءته لقصيدة “العطر” التي تستلهم رواية العطر لباتريك زوسكيند جاء فيها:
لديّ إذن في دمي وطنٌ من عبيرٍ
يطلُّ على صهوةِ الرّيحِ
من غيمةٍ جارحهْ
وما زلتُ أبحثُ في جسدٍ أنهكته العواصفُ
عن حُزْنِ نايٍ يغنّي لرائحةِ الحزنِ
في دمعتي المالحَهْ
ثم ختم بقصيدة “تقسيمات على وتر الحب”، يقول فيها:
إنّهُ الحبُّ
أن تدعَ الرّيحَ تدفعُ أشرعةَ الخاتمهْ
بينما بحرُكَ العذبُ
يرسمُ عندَ شواطئهِ أملَ الرّحلةِ القادمهْ
أعقبه الشاعر السوري سليمان الإبراهيم الذي افتتح قراءاته بالتأمل في ما مر من سنوات عمره الثلاثين متخذًا عدة عتبات للتأمل أشجارًا بلا ثمر /الوقت/ البيت/ الحلم/ الغربة/وغيرها، وتجلت حسرة الشاعر الغارقة في خشيته أن لا يكون لخطاه أثر على ذاكرة الماء، فلطالما اشتكى الشعراء من سرعة مرور العمر وتحسروا على ما فاتهم ويفوتهم فيه، وتوجسوا من عبوره من دون أن يقتنصوا منه ما يضيء عتمة الحياة، يقول الشاعر:

ثلاثون عاماً، قُلْ هو العمر غابةٌ
وجوعُكَ أنْ أشجارُها دونما ثمرْ
ثلاثون عاماً، قل هو الحلم نحلةٌ
إذا حبرُها شهدٌ فأقلامها إبَرْ
ثلاثون عاماً، قل هو الوقت غيمةٌ
غداةَ يموت العشبُ ترثيهِ بالمطرْ
ثلاثون ماءً كنتُ قد سِرتُ فوقهُ
وأغرَقَني أنْ كان سَيريْ بلا أثرْ
ثم واصل السليمان إننشاده متحدثًا عن عازف الجيتار الذي يولّد من جيتاره ألحانًا تعبر عن تشظيات ذاته المتعبة وتماسها مع ما حولها، يقول الإبراهيم:
لم ينتبه إذ جاء من جيتارهِ
أن الدماء تسيل من أوتارهِ
وضع القصيدة فوق جرح الأرض
كان محاولاً تضميده بدمارهِ
وبنى له بيتاً من الحجر القديم
وعاش فيه، فصار من أحجارهِ
ثم أبحر الإبراهيم نحو مرافئ الحب والعشق يناجي محبوبته في قصيدتين جاءت كل منهما في ثوب شكل شعري مختلف، فكانت الأولى عمودية جاء فيها:
يدخلُ الصّبحُ من خلالكِ نحوي
هكذا أنتِ، كالسّتارِ الشَّفيفِ
يطلع الفجر جائعاً فتُعِدِّينَ
لهُ الشّمسَ سُخْنةً كالرَّغيفِ
تستحمُّ المرآةُ إذ تَتَمَرْإينَ
عليها بِذَا المحيّا الّلطيفِ
ذِكْرُ عينيكِ في القصيدة فُلٌّ
ينبتُ الآن في أصيصِ الحروفِ
اختتمت قصائد الأمسية الشاعرة منى حسن التي افتتحت قراءتها بقصيدة موشاة بالصدق ومختومة بالحكمة والتأمل، حيت فيها دولة الإمارات والشارقة مستلهمة الدور الثقافي الريادي لبيوت الشعر، ومشيدة بجهود حاكم الشارقة في خدمة الشعر واللغة العربية قائلة:
على الإماراتِ كوني سيلَ أدعيةٍ
وحجِّبيها ب “بسم اللهِ والفلقِ”
وصافحي في ندى الأزمانِ شارقةً
أسماؤها حللٌ للمجدِ والألقِ
مذ شاءها اللهُ كان العلمُ حارسها
وهمّ قادتِها في كلِّ مفترقِ
سُلطانها شادُ بيتِ الشعرِ حينَ رأى
تغرُّبَ الشعرِ في ترحالهِ النزقِ
تناسل البيتُ أهدى كل عاصمةٍ
للشعرِ نجماً غدا يختالُ في الأفقِ

ثم واصلت الشاعرة فأنشدت مقطوعة وجدانية ينساب فيها النيل ظمئًا للمعتق في دنان العمر بعنوان “أخشى عليك”، تقول فيها:
يا جمرةً في الحنايا تشتهي حطَبِي
أهواكَ ليلاً من الحرمانِ يفتِكُ بِي
أهواكَ أخيلةً تختالُ في لغتي
وتستريحُ على الأشعارِ من تعبي
أهواك نيلًا جرى في مهجتي ظمِئاً
لما تعتَّقَ في روحي على الحقبِ
ثم واصلت الشاعرة منى حسن محلقة بالحضور فوق الغمام في عالم شعري متخيل بعيد عن صراعات الحياة وقيودها الزمنية والجغرافية عبر قصيدة بعنوان “هطول” جاء فيها:
وغدًا نطيرُ مع الغمامْ
مُتَشفيِيْنِ من المَواجعِ، والفَواجِعِ
وانكساراتِ الغرامْ
طَيفَانِ من ألقٍ
على أفُقِ النهاياتِ الجميلةْ
تأوي الشُموسُ إليهما،
وتكون للمعنى دليلةْ
نيلانِ ملتحمانِ
في وطنٍ يروِّضُ مستحيلَهْ
ثم انتفلت الشاعرة إلى قصيدة تستلهم التراث الديني والاجتماعي ولا تخلو من عبرة وحكمة بعنوان “كنا صديقين” اختتمت بها قراءاتها، جاء فيها:
قد افترقنَا وفي أرواحِنا عطشٌ
إلى اللقاءِ.. يشدُّ الطينَ للطينِ
ثم التقينا تواريخاً مؤجلةً
وقد كبرنا وُعوداً في الدواوينِ
ومنذ فهَّمَنا معنى الكلامِ قضى
نحيَا مجازاً ونمضي دونَ تدوينِ
هوامشاً في كتابِ الحبِّ، لا لغةٌ
تؤوي لمعجمها نبض المساكين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. نعيم رضوان …
    بيت الشعر عودنا دائما على تقديم الأشعار المتنوعة بكل الأشكال ومسيرة بيت الشعر حافلة بالكثير من التجديد

  2. كانت أمسية جميلة تنظيما وشعرا وحضورا
    بارك الله بيت الشعر في الشارقة والقائمين عليه وبورك فيكم في هذه المجلة الراقية على النشر ومتابعة الحركة الأدبية على الساحة الاماراتية بشكل يومي ودؤوب
    تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى