شاهدت معرض “ديالوج” أمس الأول حول الحلاج للفنانين د.عمر عبد العزيز وخليفة الشيمي، وتنقلت في مستويات عدة ومتفاوتة بين عالمين مختلفين.. عالم د.عمر الرومانسي والكلاسيكي كما لو أنه قرأ الحلاج على المستوى الحياتي وعاشه بتفاصيله الدقيقة، فنتجت ألوان وحركات صاخبة تعج بالحركة الأرضية وصخبها الظاهري وتعبيرها المجرد البائن في حبه الصوفي وتماهيه بالحب الإلهي والحب الإنساني، فيبدو د.عمر واضحًا جليًا في إرهاصاته وهواجسه وحبه، بينما يتفاعل خليفة مع اللوحة كجزء واحد كامل سماوي يعج بحركة سكونية خفية هي حركة السماوات، فلا تبدو الأفكار سهلة للمتلقي نتيجة تفاعل اللون والخط بحركة مصمدة تتماهى مع الكمال والحب الإلهي المطلق برغم أن السماوات تعج بالضجيج إلا أنه صامت وساكن بعكس لوحة د.عمر التي تعلن عن هذا الصخب. تتحرك لوحة خليفة بانتظام سماوي وتتحرك لوحة د.عمر بانتظام إنساني في هذا الكون الفسيح. جاءت ألوان د.عمر زاهية، وجاءت ألوان خليفة مطلقة وتحركت الخطوط باتجاه تصاعدي .بينما تحركت خطوط د.عمر بانسيابية لتكون عالمًا مختلفًا. الحلاج حاضر في تفاصيله في د.عمر والحلاج حاضر بكماليته في خليفة.قرأت د.عمر من مستويات الجمال الإنساني، وقرأت خليفة من مستويات الجمال الإلهي، فيبدو لي د.عمر فوضويًا إنسانيًا في الأرض مع لمساته الرومانسية، ويبدو خليفة لي منتظم الحركة مع الخط بلمساته في تداعيات العقل. د.عمر يحب وخليفة يفكر.. د.عمر عشق الحلاج وخليفة تلاقى معه بالعقل.. د.عمر الحب وخليفة الضمير. د.عمر عبر بشكل محسوس وخليفة بشكل مضمر. جاءت الألوان هادئة في خليفة وصاخبة في عمر، والحلاج بين الاثنين يبدو جليًا. تكاملت لوحات الاثنين فخرج المعرض متكاملًا قرأنا فيه الحلاج بصورة تفصيلية، ونجح النادي الثقافي العربي بتقديم الفنانين د.عمر وخليفة في أن يقدم الحلاج بلوحات متناسقة متكاملة تطرح الحلاج بشكل بانورامي، حيث د.عمر يكمل خليفة وكل منهما أخذ الآخر إلى مدرسته، والاثنان يعرضان الحلاج جليًا أمامنا. شكرا للنادي الثقافي العربي وشكرًا للفنانين الرائعين د.عمرعبد العزيز وخليفة الشيمي لقد رفدتما الحركة الفنية بالجديد والغني، وأغنيتما الثقافة الفنية لدينا.
كان لي،شرف حضور المعرض.
أعمال جميلة عرضت للفنانين د. عمر واستاذ خليفة.
مبروك لهما هذا الإنجاز
الفنان التشكيلي
عمر عزت هبرة