أخبار

 أمسية في “بيت الشعر” بالشارقة محببة بتنوعها في الرؤى والأساليب

محمد عبدالله البريكي يتوسط الشعراء ومقدمهم بعد تكريمهم من اليمين : د. مهدي الشموط و ميشيل العيد و مهند الشريف ومحمد فكري

الشعراء: ميشيل العبد ومهند الشريف ومحمد فكري

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

أحيا الشعراء ميشيل العبد ومهند الشريف ومحمد فكري في “بيت الشعر” بالشارقة الثلاثاء 26 سبتمبر 2023 أمسية تقر بها عين الشعر لما قدمته لمحبيه من لغة محببة وتنوع في الرؤى والأساليب بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة. قدم للأمسية وأدارها د. مهدي الشموط معربًا عن شكره لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة لدعمه الثقافة والأدب والشعر ، مشيدًا بدور دائرة الثقافة في الشارقة ممثلة ببيت الشعر في تنشيط الحراك الثقافي.

كان أول الشعراء إلقاء المهندس محمد فكري فأنشد مجموعة من قصائده التي شفت عن تمكنه من لغته وأدواته. يقول في قصيدته “البحر الغريق”:

 غريب أمر شاطئنا

  وآعجب منه أمر البحر

 وأعجب منهما امرأة

 تواري أمرها بالأمر

أنا الأرض التي جفت

 وأنت قدوم فصل الماء

 أنا والسحب في ظمأ

  فما ملأ السراب إناء

أنا الأنباء تقرأني

 وحبك آخر الأنباء

وفي قصيدته “النسور”:

من طمي أسوان حتى الصخر في الهرم

 أمشي إليك بلا درب ولا قدم

  أنت الفتاة التي فكت ضفيرتها

 نيلًا تفرَّع من عينيَّ نحو دمي

   أحتار فيك أذكرٌ ام معوذةٌ

 أم طلسم ضاع بين الصمت والكلم؟

وأطل الشاعر مهند الشريف بقصائد طاف فيها بالحضور في حقول من الجمال عبر الخيال والعبارة الشعرية الدافقة. يقول في قصيدته:   “أسرار من قبس عينيها”:

 طيرانِ عيناكِ من ورد الهوى خفقا

طارا إليَّ كنجم في السما عبقَ

عيناك كالقدر المجتاز أزمنةَ

تاريخ عشقٍ هيامٍ والوما سبقَ

شق الفؤاد كرمحٍ من ضيا زهرٍ

والشعرُ سيفٌ بدا في حده  حبقَ

عيناك نايان من عزف السما وأنا

قلبٌ يتيمٌ على شطيهما غرقَ

النار في جسدي والروح مسكنها

بستانُ شعرٍ وموسيقا فما احترقَ

لا نهرَ يرويه بل إنَّ الهوى قدر

لا والفضا سجنه لمَّا غدا طلقَ

الخيل مركبه والعقل ملعبه

والموت في الباب ما هاب الردى
.. طرقَ

يجني الزهورَ بجنَّاتٍ لها مددٌ

في صوغِ لحنٍ وترنيمٍ به صدقَ

يا شوقه في الدجى طيرٌ على فننٍ

رؤيا المحبِّ إذا غيثٌ همى شهقَ

يا للحبيبِ بياناً ليس يحجبه

غيمُ الشتاءِ سوادُ الليلِ قد خنقَ

لها ضياءٌ على أسرار ساريةٍ

في قلبه قبسٌ منها قد ائتلقَ

يسْجي الكلامَ وليس الوعيُ يحضرهُ

كالغيب في قدرٍ قد جاءه غسقَ

والقلب يا صاحِ لو تدري يباركه

قلبُ المحبِّ فيمشي في الورى نزقَ

والحب معجزهُ والنور في ألقٍ

يختال مثل زهور تعتلي الحدقَ

قد صار أجملهم في خلقه خُلُقٌ

يرقى لسيده والرب قد خلقَ

في الجنة الزوجُ من روحٍ لهُ.. عجباً

يحيا على الأرض معشوقاً وقد عشقَ

وتألق الشاعر ميشيل العبد بقصيدتين تنقشان اسمه في لوحة تنبض حيوية وتفيض حكمة يكسوها ثوب من الصور والمفردات الأخاذة. يقول في قصيدته “سكرات”:

أتيتُكَ سائلاً عنّي فقلْ لي:

هجرتَ هوايَ أم فارقتَ وصلي؟

كسيرٌ خاطري وجفاكَ مُرٌّ

وفي دنياكَ لا أدري محلّي

أتنعمُ بالمنامِ قريرَ عينٍ

وأسهرُ في الظّلامِ أسيرَ سؤلي؟

أتتركُني وأنتَ على يقينٍ

بأنَّ هواكَ مخلوقٌ لأجلي؟

وتحرمُني الهناءَ وكنتَ أمساً

تغارُ عليَّ من عطري وظلّي؟

وتسألُ كم أحبُّكَ يا حبيبي

وهجرُكَ باحَ للأوجاعِ قتلي؟

رحلتَ فما بدتْ للصّبحِ شمسٌ

ولا قمرٌ اضاءَ سماءَ ليلي

ولا مالتْ لريحِ سواكَ نفسي

فأنتَ المُشتَهى في لحظِ ميلي

وأنتَ الدّربُ إنْ أوتيتُ قصداً

وأنتَ القصدُ إنْ أسرجتُ خيلي

فؤادي لم يطاوعْ بوحَ فكري

فيا ويلاهُ من قلبي وعقلي

أحبُّكَ لم يمتْ يوماً رجائي

بأنْ ترضى ولو أجهضتَ حَملي

أحبُّكَ توأماً لصفاءِ روحي

وسيفَ مودّةٍ سبقتْ لعذلي

فبعضي أنتَ إن أحببتَ بعضي

وكلّي أنتَ إن أحببتَ كلّي

ومثلُكَ لم يلدْ رحمٌ عزيزاً

ولم يولدْ عزيزَ النّفسِ مثلي

لبستُ الصّبرَ عن عِلمٍ ولكنْ

إذا ما غبتَ عرّى الصّبرُ جهلي

أغنّي للمحبّةِ في نشيدي

فدا عينيكَ يا أمّي وطفلي

فخذْ عمري إذا ما عشتَ بعدي

وخذْ روحي إذا ما متَّ قبلي

وقبلَكَ لا حياةَ لأيِّ شيءٍ

وبعدّكَ لن أصاحبَ أيَّ خلِّ

أريدُكَ ساكناً أبداً عيوني

لعلّي لا أرى أحداً لعلّي

وفي شفتي إذا قالتْ دعاءً

وفي كفّي إذا قامتْ تصلّي

أحبُّكَ كم أريدُكَ في عناقٍ

فويلُكَ من لظى جسدي وويلي

واختتم الشاعر محمد عبدالله البريكي الأمسية بتكريم الشعراء ومقدمهم والتقاط صورة تذكارية معهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الشعر بوابتنا الى الفردوس المفقود .لك الشكر استاذنا الفاضل وائل الجشي لقد كتبت الخبر باسلوب شاعر وليس غريبًا عليك .شكرا لبيت الشعر على الاستضافة الكريمة ولمديره المذوق محمد عبد الله البريكي فالشعراء ما شاء الله نستفيد من خبراتهم وتجاربهم وهم دوما متالقون .مع الحب والتحية والاحترام والتقدير لشعب الامارات وشيوخه الافاضل ولكم تحياتي .مهند الشريف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى