ارتبط الشعر دومًا بالمسرح منذ القديم ، فسوق عكاظ ودوواين الخلفاء والأمراء وعند اليونان والرومان كانت تحفل بالشعر والشعراء، وكان لحركات الشاعر تعبير ايحائي و لنبرة صوته رسائل موحية ولتعابير الوجه شيفرة لا يفكها الا حصيف ذكي، وكلها تدخل عقل المتلقي لتعطيه إشارات الى دماغه مع المحتوى تترجم إلى صور وأفكار ومعطيات وإيحاءات تغير في فهمه للواقع والتاريخ والأحداث، وغالبًا ما تكون مبطنة مع شيء من العمى ليضيء المتلقي النور عليها، فيبدو كأنه اصطاد صيدًا ثمينًا، و هكذا فالشعر ديوان العرب والديوان عند العرب الساحة والقاعة اي المسرح وتحول إلى كتاب بين الأيدي، وهذا ليس الأصل ،والشعر اصل كل كلام فالكلام الموزون مجازا أكثر ايقاعًا في النفس والعقل والروح والقلب، والكلام المرتب علميًا هو قانون، وهذا هو الشعر، وقد جاءت الكتب والتعاليم الدينية على شكل موزون موقَّع ،وان القرآن اكثر لغا ت العرب اعجازًا وبلاغة، وقد جاء على شكل أبهر مستمعيه لأنهم سمعوه ولم يقرأوه في بادئ الأمر ، وقد رؤوا فيه حلاوة وطراوة وإحكاما لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وقد قالوا كما في القران الكريم: ” ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها”، والإحصاء الرياضيات والحساب، وقد ارتبط شعر العرب بعلاقات رياضية هي البحور والعَروض، وقد جاء محمد الخوارزمي كي يؤكد هذه المقولات بخوارزمياته المنطقية، التي هي عبارة عن محاكمات كلامية، وهذا عصرنا عصر الكمبيوتر والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وبناء على كلام وقوانين هذا العالم المسلم فالكلام المنطقي يدخل في عقل البشر فيعمل عمل الخوارزميات في الذكاء الاصطناعي في الكمبيوتر، ليعطي معلومات إضافية، وتولَد منها افكار جديدة ورؤى اخرى.
بالعودة إلى الشعر والمسرح، فصورة الشاعر الذي ينتج العمل والنص وصوته ونبراته المختلفة وايحاءاته خوارزميات جديدة، تضاف الى عقل المتلقي ،فالمسرح ضروري للشعر بل إن الشعر هو المسرح والمسرح شعر ، وما المسارح في آثار الأولين إلا دليل على هذا الكلام، وإن في البيان لسحرا، وهذا أصل التواصل بين المخلوقات وحتى بين المخلوق والخالق الذي علَُّم ادم الاسماء كلها، وهي اللغة، وما المشاهد التي وضعها أمامنا الله عز وجل، إلا مشاهد درامية مسرحية.
في الختام تحية من القلب لكل فنان أيقن أهمية رسالة الفن و دوره في هذه الصناعة الحية الحساسة.
لا يستطيع الباحث الجاد الحديث عن المسرح إلا ويسوقه ذلك إلى الحديث عن الشعر، ولا يقدر أن يتحدث المسرحيُّ عن المسرح إلى ويقوده ذلك إلى الحديث عن الشعر، فما السر في ذلك يا ترى؟
السر في ذلك أن ثم علاقة وثيقة وقوية بينهما، يمكن أن نسميها بالعلاقة التكاملية الصرفة، فكل فن منهما يكمل الآخر..
ويرجع السر في ذلك إلى المنشيء الأول وهم اليونان الذين لهم الفضلُ في إبداع المسرح الشعري أو إذا شئت الشعر المسرحي لأسباب نحن المسلمين لا نقرهم عليها، مثل إيمانهم بآلهة متعددة وتقديسهم لها وخزعبلات أخرى من هذا القبيل..
على كل حال، لم يلبث أن تطور درجة أخرى على يد الانجليز، ودرجة ثانية على يد الفرنسيين
وقد انتقل هذا الفن نقلة نوعية على يد الشاعرين الكبيرين ؛ روستان وإليوت في القرن التاسع عشر..
وإذا كان هذا منشؤه في بلاد الغرب فكيف هو حاله في البلاد العربية؟؟
تلك قصة أخرى، فقد كانت بداية المسرح الشعري أو الشعر المسرحي كما قلنا في البلاد العربية العربية على يد المسرحي الأول خليل اليازجي في مصر، وكان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر، ثم جاء بعده شاعر العرب في العصر الحديث أمير الشعراء أحمد شوقي – رحمه الله- فكتب مسرحيات شعرية كثيرة…
وقد كتبت شيئا من ذلك.
ومقال أخي وصديقي الشاعر الأستاذ مهند في مقاله القصير هذا كأنه أراد أن يضع البحر في الكوز – كما يقولون- ، فقد طرح قضايا ومسائل ومواضيع يستحق كل واحد منها مؤلفا مستقلا، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على ثقافة الكاتب وسعة اطلاعه، وعنايته بهذه الثقافات المتعددة.
سلمت أخي مهند وسلم قلمك
وبانتظار المزيد.
لا يستطيع الباحث الجاد الحديث عن المسرح إلا ويسوقه ذلك إلى الحديث عن الشعر، ولا يقدر أن يتحدث المسرحيُّ عن المسرح إلى ويقوده ذلك إلى الحديث عن الشعر، فما السر في ذلك يا ترى؟
السر في ذلك أن ثم علاقة وثيقة وقوية بينهما، يمكن أن نسميها بالعلاقة التكاملية الصرفة، فكل فن منهما يكمل الآخر..
ويرجع السر في ذلك إلى المنشيء الأول وهم اليونان الذين لهم الفضلُ في إبداع المسرح الشعري أو إذا شئت الشعر المسرحي لأسباب نحن المسلمين لا نقرهم عليها، مثل إيمانهم بآلهة متعددة وتقديسهم لها وخزعبلات أخرى من هذا القبيل..
على كل حال، لم يلبث أن تطور درجة أخرى على يد الانجليز، ودرجة ثانية على يد الفرنسيين
وقد انتقل هذا الفن نقلة نوعية على يد الشاعرين الكبيرين ؛ روستان وإليوت في القرن التاسع عشر..
وإذا كان هذا منشؤه في بلاد الغرب فكيف هو حاله في البلاد العربية؟؟
تلك قصة أخرى، فقد كانت بداية المسرح الشعري أو الشعر المسرحي كما قلنا في البلاد العربية العربية على يد المسرحي الأول خليل اليازجي في مصر، وكان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر، ثم جاء بعده شاعر العرب في العصر الحديث أمير الشعراء أحمد شوقي – رحمه الله- فكتب مسرحيات شعرية كثيرة…
وقد كتبت شيئا من ذلك.
ومقال أخي وصديقي الشاعر الأستاذ مهند في مقاله القصير هذا كأنه أراد أن يضع البحر في الكوز – كما يقولون- ، فقد طرح قضايا ومسائل ومواضيع يستحق كل واحد منها مؤلفا مستقلا، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على ثقافة الكاتب وسعة اطلاعه، وعنايته بهذه الثقافات المتعددة.
سلمت أخي مهند وسلم قلمك
وبانتظار المزيد.