مقالات

بين العامية والفصحى (23)    د. أحمد الزبيدي         –           الإمارات

"أباطيل وأسمار" (1)

 

د. أحمد الزبيدي

 

قال شيخ المعرة رحمه الله:

هل صَحَّ قَولٌ مِنَ الحاكي فَنَقبَلَهُ

أَم كُلُّ ذاكَ أَباطيلٌ وَأَسمارُ

أَمّا العُقولُ فآلَت أَنَّهُ كَذِبٌ

وَالعَقلُ غَرسٌ لَهُ بِالصِدقِ أَثمار

وضع محمد شحرور كتابه (الكتاب والقرآن قراءة معاصرة) يزعم فيه أن قراءته القرآن الكريم اتسمت بالمنهجية، العلمية، والبحث، والاستدلال، ومن أثمار تلك القراءة اختياره لاسم الكتاب. واسم الكتاب مع ما فيه من الإبهام والغموض؛ فيه مغالطات عدة أولها:     زعم أن الوحي المجموع في المصحف ليس كتابًا واحدًا وإنما هو كتب متعددة، منها الكتاب ومنها القرآن وهذه سقطة مدوية من شحرور.

ثم كان الذي به جرت الأقـ

دار من سقطةٍ لهم وبوار

 فلو أنه كان صادقًا في دعواه في قراءة القرآن لعلِم أن القرآن هو الكتاب، وأن الكتاب هو القرآن، وأنهما هما الذكر، والفرقان، وغير ذلك من الأسماء التي ذكرها الله سبحانه في كتابه المجيد، وهذا التعدد في الأسماء لهذا القرآن، هو من قبيل الألفاظ المترادفة؛ فهو وإن كانت أسماؤه كثيرة ومختلفة في ألفاظها، إلا أنها متفقةٌ ومؤتلفة في معانيها، فجميعها تدل على القرآن.

وكنت فيما مضى قد استخرجت من تفسير الرازي (مفاتيح الغيب) بحثًا ذكر فيه الرازي حوالي 32 اسمًا للقرآن، وقد استدل عليها من القرآن، ونحن لا نذكرها جميعها خوفًا من الإطالة.

قال رحمه الله: اعْلَمْ أَنَّ أَسْمَاءَ الْقُرْآنِ كَثِيرَةٌ:

 أَحَدُهَا: (الْكِتَابُ } وَهُوَ مَصْدَرٌ؛ كَالْقِيَامِ، وَالصِّيَامِ، وَقِيلَ: فِعَالٌ: بِمَعْنَى مَفْعُولٌ، كَاللِّبَاسِ بِمَعْنَى الْمَلْبُوسِ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْكِتَابِ الْقُرْآنُ قَالَ: {كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ }. [ص: 29] وَالْكِتَابُ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ عَلَى وُجُوهٍ: أَحَدُهَا: الْفَرْضُ: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ }. [الْبَقَرَةِ: 178] {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ }. [الْبَقَرَةِ: 183]، {إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً }. [النِّسَاءِ: 103]

وَثَانِيهَا: الْحُجَّةُ وَالْبُرْهَانُ {فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ }. [الصَّافَّاتِ: 157] أَيْ بُرْهَانِكُمْ.

وَثَالِثُهَا: الْأَجَلُ {وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ }. [الْحِجْرِ: 4] أَيْ أَجَلٌ.

وَرَابِعُهَا: بِمَعْنَى مُكَاتَبَةِ السَّيِّدِ عَبْدَهُ؛ {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ }. [النُّورِ: 33] وَهَذَا الْمَصْدَرُ فِعَالٌ بِمَعْنَى الْمُفَاعَلَةِ كَالْجِدَالِ وَالْخِصَامِ وَالْقِتَالِ بِمَعْنَى الْمُجَادَلَةِ وَالْمُخَاصَمَةِ وَالْمُقَاتَلَةِ، وَاشْتِقَاقُ الكتاب مِنْ كَتَبْتُ الشَّيْءَ إِذَا جَمَعْتَهُ، وَسُمِّيَتِ الْكَتِيبَةُ لِاجْتِمَاعِهَا، فَسُمِّيَ الْكِتَابُ كِتَابًا لِأَنَّهُ كَالْكَتِيبَةِ عَلَى عَسَاكِرِ الشُّبُهَاتِ، أَوْ لِأَنَّهُ اجْتَمَعَ فِيهِ جَمِيعُ الْعُلُومِ، أَوْ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَلْزَمَ فِيهِ التكاليف على الخلق.

وَثَانِيهَا: الْقُرْآنُ: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ }. [الْإِسْرَاءِ: 88]، {إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا } [الزُّخْرُفِ: 3]،{ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }.[الْبَقَرَةِ: 185] .{إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [الْإِسْرَاءِ: 9]. وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِيهِ قَوْلَانِ:

أَحَدُهُمَا: قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْقُرْآنَ وَالْقِرَاءَةَ وَاحِدٌ، كَالْخُسْرَانِ وَالْخَسَارَةِ وَاحِدٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: {فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }. [الْقِيَامَةِ: 18] أَيْ تِلَاوَتَهُ، أَيْ إِذَا تَلَوْنَاهُ عَلَيْكَ فَاتَّبِعْ تِلَاوَتَهُ.

الثَّانِي: وَهُوَ قَوْلُ قَتَادَةَ أَنَّهُ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: قَرَأْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ إِذَا جَمَعْتَهُ، وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: سُمِّيَ الْقُرْآنُ قُرْآنًا لِأَنَّ الْحُرُوفَ جُمِعَتْ فَصَارَتْ كَلِمَاتٍ، وَالْكَلِمَاتُ جُمِعَتْ فَصَارَتْ آيَاتٍ، وَالْآيَاتُ جُمِعَتْ فَصَارَتْ سُوَرًا، وَالسُّوَرُ جُمِعَتْ فَصَارَتْ قُرْآنًا، ثُمَّ جُمِعَ فِيهِ عُلُومُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ. فَالْحَاصِلُ أَنَّ اشْتِقَاقَ لَفْظِ الْقُرْآنِ إِمَّا مِنَ التِّلَاوَةِ أَوْ مِنَ الجمعية.

وَثَالِثُهَا: الْفُرْقَانُ: {تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ }. [الْفُرْقَانِ: 1] {وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ }. [الْبَقَرَةِ: 185]. وَاخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِهِ، فَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ نُزُولَهُ كَانَ مُتَفَرِّقًا أَنْزَلَهُ فِي نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَدَلِيلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا }. [الْإِسْرَاءِ: 106]. وَنَزَلَتْ سَائِرُ الْكُتُبِ جُمْلَةً وَاحِدَةً، وَوَجْهُ الْحِكْمَةِ فِيهِ ذَكَرْنَاهُ فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ }. [الْفُرْقَانِ: 32]. وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَالْمُجْمَلِ وَالْمُبَيَّنِ، وَالْمُحْكَمِ وَالْمُؤَوَّلِ، وَقِيلَ: الْفُرْقَانُ هُوَ النَّجَاةُ، وَهُوَ قَوْلُ عِكْرِمَةَ وَالسُّدِّيِّ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْخَلْقَ فِي ظُلُمَاتِ الضَّلَالَاتِ فَبِالْقُرْآنِ وَجَدُوا النَّجَاةَ،  وَعَلَيْهِ حَمَلَ الْمُفَسِّرُونَ قَوْلَهُ: {وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }. [البقرة: 53] .

ورابعها: الذكر، والتذكرة، والذكرى، أما الذكر فقوله: {وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ }. [الْأَنْبِيَاءِ: 50]، { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ }. [الْحِجْرِ: 9] ، {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ }. [الزُّخْرُفِ: 44] وَفِيهِ وَجْهَانِ:

أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ ذِكْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذَكَّرَ بِهِ عِبَادَهُ فَعَرَّفَهُمْ تَكَالِيفَهُ وَأَوَامِرَهُ.

وَالثَّانِي: أَنَّهُ ذِكْرٌ وَشَرَفٌ وَفَخْرٌ لِمَنْ آمَنَ بِهِ، وَأَنَّهُ شَرَفٌ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمَّتِهِ، وَأَمَّا التَّذْكِرَةُ فَقَوْلُهُ تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ }. [الْحَاقَّةِ: 48]، وَأَمَّا الذِّكْرَى فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 55].

وعليه فإن عنوان الكتاب باطل، والكتاب-كما يقال- يقرأ من عنوانه !

وثانيها: زعمه وادعاؤه أنه قرأ القرآن قراءة معاصرة، فما المقصود بمصطلح “القراءة المعاصرة”؟

يعدُّ مصطلح “القراءة المعاصرة” من المصطلحات الحديثة، وليس له أي ارتباط بالمعنى اللغوي، ويرى بعض الباحثين أن هذا المصطلح يطرح كبديل عن مصطلحات التفسير والتأويل والتدبر ونحو ذلك . أو أنه “استخدام النظريات الحديثة في تأويل القرآن الكريم”. وهذه النظريات المستخدمة في تأويل القرآن الكريم ليست حقائق علمية وإنما نظريات لم تثبت بعد، أو ثبت بطلانها. وذلك أن أصحاب هذه القراءات يريدون تطبيق مختلف أنواع المنهجيات التحليلية الغربية الحديثة لكي يتحرر (المجال لولادة فكر تأويلي جديد للظاهرة الدينية) إذاً فهي قراءات وليست قراءة واحدة.

وكان أحرى بشحرور لو أراد دراسة القرآن وتفسيره أن يدرسه ويفسره وفق المنهج العلمي الصحيح؛ حيث يقضي بقراءته وتفسيره كما هو أراد من قرائه أن يقرؤوه ويفسروه، ومن هنا لا يُفَسِّرُ القرآنَ مثل القرآن، ولا يفسر مثل الذي أنزل عليه القرآن، ولا يكون ذلك إلا بلغة العرب ولسانها.، وأساليبها، ومعهود كلامها. قال تعالى : {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }, وقال : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }.

فالتفسيرُ من الفسر وهو البيان. وقد نزل القرآن باللغة العربية -كما قدمنا- فألفاظه كلها عربية حتى اللفاظ التي أصلها أعجمية مثل استبرق، وقسْوَرة، وغيرها من الألفاظ التي عدها العلماء، ، فإنها كلها عرّبت على أصول العربية وأصبحت منها، وأساليبه هي أساليب العرب في كلامهم. وفوق ذلك ففي القرآن آيات كثيرة لا يكفي في تفهمها معرفة ألفاظ اللغة وأساليبها، وإنما تحتاج إلى معلومات عن بعض ألفاظها، لن هذه الألفاظ تشير إلى مدلولات معينة؛ مثل قوله تعالى : {وَالذَّارِياتِ ذَرْواً }، {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا }، {إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، {وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ }، إلى غير ذلك من الآيات التي تشير إلى معانٍ معهودة. وهناك آيات يحتاج فهمها إلى معرفة أسباب النزول، وفي القرآن آيات محكمة واضحة المعنى، وهي الآيات التي تتعلق بأصول الدين من العقائد وخاصة الآيات المكية، والآيات التي تتعلق بأصول الأحكام وهي الآيات المدنية، ولا سيما ما يتعلق منها بالمعاملات ، والعقوبات، والبينات، كما أن في القرآن آيات متشابهة تشتبه معانيها على كثير من الناس، ولا سيما الآيات حمالة الأوجه، أو التي يتحتم صرفها عن المعنى الظاهر لها إلى معنى آخر لتناقضه مع التنزيه، فهل راعى شحرور أي شيء مما ذكرناه ؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. و الله يا سيدي نقول جزاكم الله خيرا عن دفاعكم عن القرآن الكريم و عن السنة النبوية المطهرة. جعله الله فيما يشهد لكم. و الله يا سيدي نحن لو انشغلنا بما سنسال عنه يوم القيامة، بما سنسال عنه بعد الموت، و الله لوجدنا الأمر سهل و مريح و التفكير سلس كالماء الزلال. ما ورد في الكتاب الكريم و حديث المعصوم عليه الصلاة و السلام مما لن نسأل عنه يوم القيامة نؤمن به إيمانا غيبيا مطلقا، كل من عند ربنا. و نؤمن أن حكمة عظيمة لقوله و ذكره ثم نركز على ما سنسال عنه يوم القيامة. من ربك، من نبيك ، ثم الأوامر و النواهي، افعل و لا تفعل. هكذا نريح و نستريح.
    الان، فمثلا، شخص مثل من ذكرتم في مقالكم نسأل هل رأيه هذا هو في ما سنسال عنه يوم القيامة ؟ هل مقالته فيها ما ينعكس منطقيا بالضرورة على ما ما سنسال عنه يوم القيامة. إن كان ذلك كذلك، نقرأ كلامه و نناقشه و نرد او نقبل. و إن كان الكلام فيما لن نسأل عنه يوم القيامة لا نسمع و لا نفتح الموضوع اصلا و لا نناقش كلامه و لا حتى نصل الى مرحلة القبول او الرفض، فإن قلنا أننا يجب أن ندافع عن القرآن و الدين، فيجب أن نرجع خطوة إلى الوراء و نصنف كلامه اولا في الخانة الصحيحة و تحت العنوان الصحيح ( الشك في الدين) . ثم نرد عليه في سياق الرد على التشكك في الدين. قد نرجع هنا مثلا الى مواقف تاريخية أن كان قيل مثل هذا و مذا كانت الردود عليه. نستعمل مقياس يوم القيامة ثم نصنف الكلام تحت العنوان الصحيح إن كان كلاما في الدين او تشككا في الدين ثم يمكننا الجواب الواضح. نحن لا نخاف و لا نهرب من التشكيك في الدين بل نرد أبلغ رد ، و نحن أيضًا لا نتهم النوايا فكلنا قد تخطر له خواطر قد تخرج و العياذ بالله عن الدين و كلنا بحاجة إلى الرد الذي ينصر الدين و لكن علينا اولا أن نواجه أنفسنا بالحقيقة التصنيفية للكلام: وضوح الفهرس و العنونة للكلام ثم الرد الواضح موجود طبيعيا و سلسا. و الله ولي التوفيق

اترك رداً على محمد ناصر/ دبي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى