مقالات

هل السعادة هدف يمكن إدراكه؟ د. سهير الغنام* – الإمارات

د. سهير الغنام

السعادة حالة ظرفية تمر على الإنسان كالسحاب لا يمكن الإمساك بها، لذا فليكن مطلبك عقلانيًا بالمحافظة على شعلة الحياة المتقدة بداخلك بعيداً عن تلبد الغيوم العابرة والمنغصات والإخفاقات وخيبات البشر، فالكنز بداخلك أنت، فأعد اكتشاف ذاتك لتصل بحالتك المزاجية إلى أوج هدوئها، ويحدث ذلك عن طريق التأمل واستجماع الطاقة الإيجابية للوصول لحالة الرضى التام، لذلك يجب أن تكون واعيًا بقدراتك التي حباك الله بها، فهي ليس عبثًا إنما حياة أخرى لك فلا تحكم على نفسك بالخيبة وأنت تستحق الأفضل، وهذا لا يكون إلا بتغير نمط حياتك المتجمدة ، والتى اعتدت أن تعيشها لسنوات.

قد آن الأوان لتغير معتقداتك البالية التي تعيقك للتقدم والرقي بذاتك التي أهملتها كثيرًا، فليكن لك مفهوم خاص بحياة المتفوقين الناجحين على المستوى الشخصى والعام، قم فوراً بتعديل الخطط التي توصلك لأهدافك، ولكي تحقق هذا النجاح يجب أن تكون سعيدًا أولًا وتنشر البهجة والتفاؤل فى ثنايا روحك، وكما قال الشاعر :    تفاءلوا ليس في الأعمار متسع

للشؤم ينعق في رمضائه الوجع

وبادروا عملاً تحيوا به أملاً

في أن أمركم بالسعي مجتمعُ

تعلم تحب الحياة وتمنحها من روحك المفعمة بالأمل الممزوج بالعمل، قم بإلغاء كل مواعيدك مع الألم والقهر، واعلن التمرد والبداية ستنجح ستفوق وستتفوق ستنتصر تأكد، عندما تستعين  بالله سيكون كل شىء هين على كافة المستويات، واعلم أن الحلم يجب أن يصحبه أمل، ليصبح واقعًا يبهرك والنتائج ستضعك في موقع القوة، وستقطف الثمار وتتذوق حلاوته وما أجمل تلك الحلاوة بعد الصبر والتحمل والصمود التي هي صفات الأقوياء الغير خانعين للظروف والغير تابعين للغير اعمل جاهداً على إبقاء الصوت الإيجابي صادحاً بقوة داخلك.

صدقاً، جميلة هي الحياة ليست في وصولنا للهدف فقط وإنما في رحلة الوصول للهدف المنشود تمتع برحلتك مهما كانت شقة تسلق الجبل أفضل من البقاء بين الحفر، وكما قال شاعرنا أبو القاسم الشابي:

تَرجُو السَّعادة يا قلبي ولو وُجِدَتْ

في الكون لم يشتعلْ حُزنٌ ولا أَلَمُ

ولا استحالت حياة الناس أجمعها

وزُلزلتْ هاتِهِ الأكوانُ والنُّظمُ

فما السَّعادة في الدُّنيا سوى حُلُمٍ

   ناءٍ تُضَحِّي له أيَّامَهَا الأُمَمُ

ناجت به النّاسَ أوهامٌ معربدة

 لمَّا تغَشَّتْهُمُ الأَحْلاَمُ والظُّلَمُ

فَهَبَّ كلٌ يُناديهِ وينْشُدُهُ

كأنّما النَّاسُ ما ناموا ولا حلُمُوا

خُذِ الحياة كما جاءتكَ مبتسماً

في كفِّها الغارُ، أو في كفِّها العدمُ

وارقصْ على الوَرِد والأشواكِ متَّئِداً

غنَّتْ لكَ الطَّيرُ، أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ

_______________

  • مستشارة وإعلامية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى