نظم “بيت الشعر” التابع لدائرة الثقافة في الشارقة ضمن فعاليات “مهرجان الشارقة للشعر العربي” في قصر الثقافة الأمسية الشعرية الخامسة التي شارك فيها الشعراء : محمد إبراهيم يعقوب (السعودية)، وسعد محمد (العراق)، ومحمد عرب صالح (مصر)، وأحمد شيخنا كباد (موريتانيا)، ووكيل الحاج عبد السلام (النيجر)، وأمل السهلاوي (الإمارات)، و قدّمت للأمسية برشاقة و مهارة الإعلامية السودانية ابتهال تريتر، وذلك بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والشاعر محمد البريكي مدير “:بيت الشعر” في الشارقة، وجمهور كبير من الشعراء والمثقفين والأكاديميين الإماراتيين والعرب.
افتتح الأمسية الشاعر محمد إبراهيم يعقوب بقصائد اتسمت بالإبداع في صورها ومضامينها الفلسفية بعنوان: “كلمات العابر الأخيرة”، و”قميص لأوراق بيضاء”، و”حديث شخصي مع العالم”، ومما جاء في إحدى قصائده:
باسمي طرقتُ الماء باسمكِ أدخلُ
هل تُدرك الغيمات ماذا تحملُ
يا وردةً والليل يغلق بابهُ
من يسأل الرمّان كيف يُبلّلُ
لم أعتقد بالطين حتى خضتهُ
ما أضعف الإنسان حين يُشكّلُ
لا ذئب في جيب القميص انا هنا
وعدٌ على باب الغياب مؤجّلُ
الشاعر سعد محمد ألقى بعد ذلك قصائد مفعمة بالحنين والدفء، حملت عناوين: “إمارة العزّ”، و”بائع الورد”، و”مرّ على المدينة شاعر”، مزج فيها الشاعر بين السرد الشاعري والمشاعر المتدفقة، قائلاً في إحجى قصائده:
بالأمسِ مرَّ على المدينةِ شاعرُ
من خطوهِ دفءُ الندى يتناثرُ
يمشي كأنَّ الأرضَ تحنو حبَّةً
وتبوحُ للنجمِ البعيدِ بصائرُ
من حيثُ مرَّ، تنفَّستْ أزهارُها
والنبضُ في أعماقِها متواترُ
يبني بأوتارِ الحروفِ ممالكًا
تسمو، كأنَّ الحبَّ فيها آمرُ
و ألقى الشاعر الموريتاني أحمد شيخنا كباد قصائده: “رحلة الأبد”، و”في قبضة الزمن”، و”عبور مؤجل”، حيث عبّر فيها عن رحلة الإنسان بين الماضي والمستقبل يقول في إحدى قصائده:
كهذه الريح تضي ثم لم تعد
تحاول الدهر في ترحالك الأبد
تحصي ملامح وجه الغيب مقترفا
فجا من الركض لا يلوي على أحد
وتستقر على أنقاض مهترئ
من الهواجس مرسومًا على النجد
تهز أغصان هذا البدء أسئلة
مذ كنت ذاتًا بلا روح ولا جسد
الشاعر المصري محمد عرب صالح لفت انتباه الحضور بقصائده “صورة ميم”، و”طرقة على باب الغريب”، وعم الذاتية تمكمن من جذب الجمهور لمعايشة حالته الشعرية المسكونة بالفلسفة والتأمل . يقول في إجدة وجاء في إحدى قصائده :
و اعتلى المنصة الشاعر وكيل الحاج عبدالسلام بأنفاس أفريقية فاحت من قصائده : “بصمة الذئب المقنّع”، و”تأويل الرؤيا”، ومما ألقاه :
من أعالي الذرى ألوح عطاء
حينما الصبح يستعين ضياء
حينما الوالد الجريح سقوطًا
يتهجى حظوظه خيلاء
لم يكن يرسم الحياة جمالا
إنما كان يستغيث.. شقاء
وحماه الذي بناه عرينا
كان عز البنات فيه دناء
اختتمت الأمسية الشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي وسط إعجاب الحضور و تجاوبهم مع قصائدها “في العمر شيءٌ”، و”عدني ببرق الغيم”، و”لا تنجرف للخوف” و حملت تنهيدات أمل السهلاوي معاناة النفس البشرية بتناقضاتها، ومما أنشدته :
حاولتُ ما كلّ شيءٍ كنتهُ صدقا..
في العمر شيءٌ إذا أنقذتُه.. غرقا..
لما تفجّر نبْعي.. متُّ من عطشي
حين استبيح فؤادي.. مرّةً خفقا
كنّا إذا هِمْتُ بالأيّام تسفهني
أوْ كلّما اشتقتُ فجراً.. زادني أرقا
وكنت إن أطلقوا روحي لهم بَقِيَتْ
طيراً إذا أثقلوا أغلاله انطلقا
واختتم سعادة عبد الله بن محمد العويس، والأستاذ محمد إبراهيم القصير، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر بتكريم الشعراء المشاركين بشهادات تقديرية لما قدّموه من إبداع .