أخبار

القصيد والإبداع يتعانقان في فضاء “بيت الشعر” بالشارقة

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم “بيت الشعر” في الشارقة الثلاثاء 24 يونيو 2025 أمسية تعانق في فضائها القصيد والإبداع في مشاركة الشعراء داوود التجاني (موريتانيا)،عبد الرزاق الربيعي (سلطنة عمان)، ألمامي نيماغا (غامبيا) بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير” بيت الشعر” في الشارقة وجمع من الشعراء والفنانين ومحبي الشعر، وقدم للأمسية أحمد محمد الدماطي، حيث رحب رفع أسمى آيات الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة، موجهًا التحية إلى دائرة الثقافة في الشارقة والقائمين عليها ، وإألى الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة.

افتتح الإلقاء الشاعر داود التجاني أوسكار بعدد من قصائدها الغنية بصورها ودلالاتها، ومنها قصيدته “أوسكار”، حيث تجتاحه أنثى “مهووسة هيَّ بالأوسكار ما حضرتْ”:

إنْ خالجتهُ الليالي فهْوَ فيك نُسي

مُدّي إلى الأسمر المرآةَ وانعكسِي

إذ أنت كشفٌ بكُنه الغيب منهمرٌ

في صورة الضوء إذ تفترُ عن قبسِ

​وموغلٌ  صوتكُ المجنونُ فيَّ صدى

لا صوتَ إلاّهُ يا تأويل مُلتَبسِي

تجتاحني هذه الأنثى التي اقتبستْ

عُلُوها المحضَ من تكوينِها القُدسيْ

مهووسة هيَّ بالأوسكار ما حضرتْ

إلا لينتابنا كونٌ من الهوسِ

فكم أتوه أنا في نهر ضحكتها

 كما يتوهُ موريسكيٌ بأندلسِ

وكم تأنثت الأشياءُ ذاتَ يدي

وادَّاركتْ رعشيتي يا أنتَ: إنْغَمسِ!

هناك آخرُ ما استوعبتُ من جسدي

وقد غرقتُ هنَا في صوتها السلسِ

وفي “البتول” للشاعر “سبحتان وقنديل على ورق” وهو يقسو “على الحدس”.. يستقصي ملامحه:

مماثلٌ للحيارى أينما انبجست

روحي أطل ومجبول على التيه

محمل بالجهات الست.. مرتعشًا

أخطو على الرمل غيما كيف أؤذيه؟

ويابس كسماء الصيف يبعدني

عن المواويل زرياب فأدنيه

يا ذات شدي على الأوتار أجنحتي

وبعثري القلب جمرًا وارتمي فيه

تفيئي بالظلال المحض واحترقي

قيد المقام الذي تدنو أقاصيه

لي سبحتان وقنديل على ورق

قد سال يرسم ضوءًا ثم يطفيه

مطابق للجراحات التي اندملت

فالكرم يعرف ما تخفي دواليه

أقسو على الحدس أستقصي ملامحه

وأستمد من المعنى معانيه

كيف التأمت وقلبي دمية حبست

في بيت طفل رضيع كي تسليه

وحين يكبر ينسى قدر محنتها

يقدم النار قربانا لماضيه

وها أنا أغلق النص الذي اقترحت

عليَ مريمُ…والكراس أطويه

ويطل الشاعر عبدالرزاق الربيعي “من وراء النهار” بين مجموعة من قصائده التي مزجت بين عمق الفكرة وقوة السبك و في فمه سؤال: بماذا يعود الغريب؟:

من الغيب

من شرفة المنتهى 

وأعالي القفار

بماذا يعود الغريب إذا عاد من ليله السرمدي ِ ؟

بمقبرة في الضمير ؟

بتذكرة للعبور

الى الآخرة ؟

بأفق صغير يعلقه

قرب دمعة جدته

في جدار الخرافات؟

بماذا يعود؟

” بشيء من الخوف والجوع ونقص من الثمرات “؟

بحلم كثير القروح؟

بجرح فسيح ؟

بقبض غبار

وريح ؟

بماذا يعود الغريب لأوروك ؟

بكسرة موت؟

وقد ضاع ما ضاع في الدرب

 من زهرة للمكوث

بماذا يعود؟

بمكر التراب ؟

بسر؟

ببيت من الشعر

بحزن الوجود ؟

بدرع من الضوء

عند ضجيج مرايا السراب ؟

بطيف عتيق

يبل الفؤاد؟

بنهر دموع يضاف لما  في البلاد؟

بماذا يعود الغريب ؟

بحشرجة ونحيب؟

بليلكة لاتنام

إذا نام في الطرقات الصهيل؟

بليل شديد السواد طويل ؟

بماذا ؟

بجثته بعد حين؟

بماذا يعود؟

بجرح ٍجديد؟

وفي قصيدته “خذي رئتي” مع أنه لقي من “سفر الهوى نصبا” يسود شعوره بالاندماج بين العطاء والأخذ وبأن الهوى مأواه من رحلة الحياة:   

  خذي رئتي

وطوفي بين أوردتي

ونامي في ثنايا الروح

واسترخي على شفتي

خذي ضوئي

وما أبقت لي الأيامُ

من نزفٍ بمحبرتي

 ***

خذي رئتي

خذي بدئي وآخرتي

وسيري

أينما شئتِ

بروحي

طوّفيها الكونَ 

من جهةٍ إلى جهتي

***

خذي لحني وقافيتي

ونامي فوق راح النور

دون شعور

حين تغضّ

عن لَممي ملائكتي

          ***

خذي رئتي

وغيبي بي

كما كنتِ

فقد تعبت سفائن رحلتي

ولقيتُ

من سفر الهوى نصبا

فكان هواكِ لي مأوى

أزال الهمَّ والتعبا

وكان…وكان

حتى زُلزلت بدمي

فعدتُ مشرّدا

في غيهبِ العدمِ

وتاهت

في بحارِ الوجدِ بوصلتي

        ***

خذي رئتي

خذي صمتي وثرثرتي

وضمّيني

إليك

ضمّيك

إليّ

ضمّي

ما تبقّى

من بقايا جنّة

كانت ..

وكنّا في مرابعها

كعصفورين

محفوفين

بالضحكات والدعةِ

ولما أُخرجا منها

تداعى الوقت

وانطفأت

شموسُ البدء

وابتدأت

حرائقُ ليلِ آخرتي

***

خذي رئتي

خذي ما فاض من عمري

وماخطّتْ يدُ القدرِ

مشيناها …

ومن كتبتْ عليه….

مشى

من دونما عنتِ

خطى مجروحة لا ليل

في أفقي

وجفّ الضوءُ

 تاه بعتمة النفق

مشيناها…

ولكنّا….

سنكملها

إذا شاء لنا الحبّ

وإن شئتِ…

وكان ختام الإلقاء مع الشاعر ألمامي نيماغا الطالب في الجامعة القاسمية في الشارقة، وعكس أجواء أفريقيا وثقافتها الغنية، ومما ألقاه قصيدته “لَوْحَةٌ يَرْسُمُهَا قَلَمُ الْهُيَامِ” يقول فيها::

قَلَمٌ إِلَى أَرْضِ الْمَجَازِ مُسَافِرُ

يَجْتَازُ بِيدَ الْحَرْفِ وَهْوَ يُغَامِرُ

مَــــــــــا بَالُهُ مُتَقَمِّصًا رُوحِي زُهًا؟

وَعَلَى نَوَامِيسِ الْهَوَى هُوَ سَائِرُ؟

وَمُعَانِقًا عَرْفَ الزُّهُورِ وَفَغْوَةً

تَــــــــــأْتِي بِهَا رِيــــــــــحُ الصَّبَا وَتُحَاصِرُ

يَا رَاسِمًا لَوْحَ الْهُيَامِ وَصَانِعًا

أَنْغَـــــــــــــــــامَهُ، لِلْحُـــــــبِّ أَنْتَ الشَّاعِرُ

ودعا مقدم الأمسية مدير “بيت الشعر ” في الشارقة الشاعر محمد عبدالله البريكي إلى المنبر  فكرّم الشعراء ومقدمهم والتقط معهم صورة تذكارية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى