صدرت مؤخراً عن دار “الكنزي” (أفضل ناشر مصري 2022)، رواية “الهروب إلى النهار” للكاتب والصحفي عبدالعليم حريص. جاءت الرواية في 175 صفحة من القطع المتوسط، وهي العمل الروائي الثاني للكاتب، الذي أطل علينا عبر فضاء واقعي سحري قارب حد السريالية، من خلال إيراد مسيرة أبطال الرواية (عارف – صفا – فريد) الوجودية، التي حدت بهم إلى أن يبحثوا عن الخلاص لكل ما تحمله أنفسهم الباحثة عن الحرية، حيث الخلود في عالم متوازٍ مع مكابدات الحياة المعيشية، فوجدوا ضالتهم في مملكة الليل التي لم تتنكر لأحلامهم.
تعد “الهروب إلى النهار” تأصيلًا فنيًا لرواية المكان والذاكرة، حيث تدور أحداث الرواية في صعيد مصر، بجوار معبد “سيتي الأول” الذي يقع في جنوب سوهاج، موطن “الأسطورة الخالدة إيزيس وأوزوريس وحورس – الثالوث المقدس” لدى الحضارة المصرية القديمة.
يتألف العمل من ثلاث شخصيات محورية، وكانت هناك عتبات نصية مع بداية كل فصل من الرواية من برديات “كتاب الموتى” الذي ترجم للعربية بالخروج إلى النهار، فوفق معتقدهم، أن الليل كان يمثل الموت، والنهار يعني البعث والحياة الأزلية في العالم الآخر.
تجري الأحداث في ثلاث قرى (افتراضية – معزولة – ومراكب) في الصحراء، حيث الحياة القاسية والعزلة، وانتشار الأساطير، والخوف من المجهول ومن الذئاب والأشباح، وعدم توافر سبل الحياة المدنية، و القرية الثالثة “الشلامية” وهي سهلية، حيث ماء النيل والأراضي الخصبة، وهي أول قرية من ناحية المقابر التي تجمع القرى الثلاثة.
تدور فكرة الرواية حول فلسفة التوحد مع الذات، والإغراق في تمجيدها، برغم مرارة الفقد والحرمان الذي يسيطر على الثلاثة بحسب ظنهم، فكان الليل مملكة لكلّ أبطال الرواية، وحب الليل وهيام ثلاثتهم به هو ما يجمعهم، ولكن القدر لم يمنحهم فرصة للتعرف، فقط منحهم لقاء عابراً في المقابر، وفي نهاية الرواية.
إلى جانب التطرق لأحداث تاريخية وأسطورية مرت بها المنطقة، وفكرة تناسخ الأرواح من خلال الحديث عن السيدة “أم سيتي” كاهنة معبد “سيتي الأول” التي عادت للحياة في جسد فتاة بريطانية، وجاءت لتعيش بجوار المعبد، وماتت ودفنت بجواره، مرة أخرى(وهذه واقعة حقيقية).
الكاتب عبدالعليم حريص صحافي مصري مقيم في الإمارات، نال عضوية اتحاد كتّاب مصر والإمارات. حاصل على ليسانس من كلية اللغة العربية – جامعة الأزهر.
شارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الأدبية والثقافية على مستوى الوطن العربي. صدرت له رواية “كوم الخادم” وأربعة دواوين شعرية.كُرِّم من قبل جهات محلية وعربية عديدة، وترجمت بعض نصوصه إلى عدد من اللغات. مُنح شهادة الدكتوراه الفخرية من قبل معهد “بلا دراما حدود” في ألمانيا، والرابطة الألمانية، واتحاد الصداقة العربية والأوروبية، والمركز الثقافي الألماني الدولي.
زر الذهاب إلى الأعلى
نبارك للأخ الأستاذ الأديب عبد العليم حريص صدور روايته، ونتمنى له مزيدا من الإبداع