الأدب والثقافة بين الصعود والاندثار سماح سليم محمد       –      الإمارات

سماح سليم محمد

منذ قديم الأزل كان للأدب والثقافة دورً أساسي ومحوري في بناء نهضة الشعوب على مر العصور المختلفة، وهناك الكثير من المجتمعات التي عملت بشكل كبير على نهضة الأدب والثقافة تقديراً لدور وقيمة الأدب والأدباء والمثقفين في بناء أجيال جديدة قادرة على خلق الإبداع اللغوي والأدبي.

ومع تطور الأزمنة المختلفة وشيئاً فشيئاً أوشك الأدب أن يفقد أهميته ودوره في المجتمعات.. تلك الأهمية التي كانت تحظى بها في سالف العصور، فصار الزحف الإلكتروني السريع الذي يتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها كافة،  ويطغى على كل شيء حتى كاد المحتوى الثقافي الورقي أن يندثر.

ولا شك في أن التقدم الإلكتروني أصبح هو السبيل الوحيد لتوصيل أي مفاهيم أو محتوى معين لآخرين مهما كان نوعه، سواء أكان محتوى يهدف لإيجاب أم سلب ، لكن المشكلة هي كيف نخلق أجيالاً محبة للثقافة والأدب في شكل ورقي أو إلكتروني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ويعدّ ذلك مشكلة فالحفاظ على الهوية الأدبية والفكرية ليس بالأمر السهل، وتواجه المجتمعات تلك المشكلة، فهي ليست قاصرة على مجتمع معين أو فئة معينة ، ولاتقل تلك المشكلة لدى أي مجتمع عن باقي المشكلات مثل صعوبة الحصول على الدواء والزيادة السكانية والأوضاع الإقتصادية ، وقد أدى إهمال العلاج لتلك المشكلة إلى تزايد الفجوة الفكرية والأدبية والأخلاقية بين الأجيال المختلفة، فنجد أنه قد بدأت الظواهر السلبية تبرز بشكل ملحوظ في المجتمعات الشرقية والعربية .

وعلى العكس تمامًا نجد أن هناك دولًا رائدة تدرك أهمية الأدب والثقافة والفكر في بناء الحضارة والشعوب، ليس هذا فحسب بل صارت الدول تسعى للحفاظ على الثقافة والعمل على إبراز الثقافة      والعمل على تطويرها بشتى الطرق سواء فى الإطار الورقي أو الإلكتروني والاهتمام بالأدباء والمثقفين ، وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى هذه الدول الرائدة التي ساهمت وتساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية والفكرية ليس داخل الإمارات فقط بل على صعيد العالم أجمع، ويتمثل هذا الاهتمام ببيوت الشعر والثقافة من خلال إقامة الأمسيات الثقافية وتبادل الخبرات الثقافية بين الإمارت والبلدان المختلفة، وكذلك نشر وتشجيع النشاط الثقافي بإقامة المهرجانات والمسابقات التي تعبر عن مدى اهتمام الإمارات حكاماً وشعباً بالحركة الثقافية والفكرية،

وتتميز إمارة الشارقة بالاهتمام بحركة الأدب والثقافة والفن ، ويأتي كل ذلك بفضل توجيهات وآراء حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ،حفظه الله، من خلال رؤيته الثاقبة منطلقًا من الاهتمام بالثقافة في بناء المجتمع، فهنيئاً للإمارات والشارقة تحدبدًا.