أخبار

أجواء رمضانية ووجدانية في أمسية “بيت الشعر” بالشارقة

نجوم الفعالية: همام صادق و مهند الشريف و حسام الشيخ ويوسف الغضبان

محمد عبدالله البريكي يتوسط الشعراء ومقدمهم بعد تكريمهم من اليمين حسام الشيخ و همام صادق و يوسف علي الغضبان ومهند الشريف
جانب من الحضور

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

تشارك الشعراء همام صادق (مصر) ومهند الشريف (سوريا) وحسام الشيخ سلطنة عمان) الثلاثاء 11 مارس 2025 في إحياء أمسية غي “بيت الشعر” في الشارقة شاعت فيها أجواء رمضانية ونفحات وجدانية وإنسانبة بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة، وأدار الأمسية الإعلامي يوسف علي الغضبان الذي رحب بالحضور  في “إمارة العلم والأدب والشعر والثقافة، وفي بوصلة الحرف والقصيدة، وفي قبلة الشعراء والأدباء، في إمارة الشارقة شمس المدائن وعروس القوافي، وحاضنة القريض وأهله، وبرعاية كريمة من حاكم مثقف عظيم، أعلى من شأن الإنسان قبل البنيان، فجاء الشكر له والثناء عليه في كل قلب وعلى كل لسان، فقلما يجود بمثله الزمان، إنه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تحولت الشارقة في عهده إلى وجهة عالمية بكل مناحي الحياة العلمية والأدبية والثقافية، وبتوجيهات من سموه تحولت دائرة الثقافة في الشارقة إلى حاضنة لكل فكر عربي أصيل، وكل جهد أدبي نبيل، وأصبح بيت الشعر في الشارقة وبجهود مخلصة صادقة من مديره الأستاذ محمد البريكي خيمة حاتمية نابغية تستقبل الشعراء من المحيط إلى الخليج، وتحسن وفادة الشعر وأهله في ضيافة لن تجد لها نظيراً أبداً، وضمن هذا المسلسل الأدبي الرائع والمستمر، تأتي أمسيتنا الليلة لتحتفي بثلاثة شعراء أتوا ليتحفونا بأجمل أشعارهم”.

ووسط تفاعل جمع من الحضور محبي الشعر ،ألقى الشاعر همام صادق محييًُا صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة “يا مفردًا يبدو كجمعٍ سالمِ” بقول في قصيدته:

لمَّا فقدت على الطريق معالمي

ردَّت إلي الروح أرض القاسمي

شكرًا لسلطان القلوب، من اصطفى

درر الصفَّات وبثَّها في العالمِ

قامت بيوت الشعر تهتف باسمه

يا مفردًا يبدو كجمعٍ سالمِ

أنت المشار له وكنت ولم تزل

وكذاك تبقى في الزمان القادم

ويوجه التحية شكرًا لمدير “بيت الشعر” في الشارقة الشاعر محمد عبدالله البريكي :

لأخي البريكي أجزل الشكر

من قام يروي أطيب الثمر

متعدد الإبداع مختلف

متفرد في العقل والفكر

لو كنت ذا حكم على أمري

أهديته الباقي من العمر

وفي”وسوسات بلا شيطان” قصيدته التي تفيض حكمة وتأملًا :

“و ما مات الأُلى دُفنوا ولكنْ

لقد ماتَ الَّذينَ بهم حياةُ”يقول:

تشاغلُني الطبيعةُ والجهاتُ

فتبغتُني وتأتي الذِّكرياتُ

وأرغبُ أن تعودَ إليَّ ذاتي

وهل عادت إلى المفقودِ ذاتُ؟

تغازلُني القصيدةُ وهْيَ حلمٌ

لأخطبَها فترفضُني الدواةُ

وحسبُكَ أنَّ في الأشعارِ نقصًا

إذا قصرتْ عن الوصفِ الصِّفاتُ

أعزِّي النَّفسَ أم أهلَ الضَّحايا

إذا تركوا دمي وقفًا وماتوا

وما مات الأُلى دُفنوا ولكنْ                                          لقد ماتَ الَّذينَ بهم حياةُ

إذا ولدتْ طموحاتي نواةً

أقولُ لها سلامًا يا نواةُ

تبرَّجتِ الأماني ثمَّ صارتْ

كفرعونٍ يصدِّقهُ الغُواةُ

هنا يقفُ المجازُ بلا مجازٍ

وتغرقُ في الذُّهولِ المفرداتُ

وكيفَ يصحُّ مطلوبُ البلايا

إذا اتَّفقتْ على الهدفِ الرُّماةُ؟

كِياني -حينما أبصرتُ- بيتٌ

تأرجحَ في مداخلِهِ الثَّباتُ

له في العمرِ -ما زالتْ- أمانٍ

تعيشُ بأنْ تموتَ الملحماتُ

أخبِّئُ في اتِّساعِ الصدرِ قلبي

مخافةَ أنْ تضيقَ بهِ الفلاةُ

أخافُ من الفراغِ ففيهِ ريحٌ

تآمرَ ثمَّ تابعَهُ الرُّواةُ

وثقتُ بمُهجتي لكنْ قليلًا

وأنفرُ كلَّما اتَّضحَ الجُناةُ

لغربةِ جِلدتي خاصمتُ نفسي

لها العذرُ النُّفوسُ الأخرياتُ

ولم أركنْ إلى الشَّيطانِ لكنْ

بكهفي تستقرُّ الوسوساتُ

واعتلى المنبر الشاعر مهند الشريف  فألقى عددًا من قصائده بمعانيها السامية وعباراتها اللافتة ومن قصائده “ميزان النور”وهي قصيدة يتجلى فيها حبه للنبي صثلى الله عليه وسلم “المختار” “.. يضيء الكون بالتسبيح حمدا” وفي قصيدته هذه يقول:

 نظرت إلى عيون الليل فردا

فغطى في الجبين النور وردا

فقلت: محمد خير البرايا

فجاوبني الفضاء الكل ردا

هو النفس العفيفة ساد خيرا

هو المختار للقران فجرًا

يضيء الكون بالتسبيح حمدا

وقد كان الفضاء بعتم ليل

وكان الموج في الشطآن حقدا

وفي قصيدته  “هل كان حقا في السماء” يخاطب فيها “نعمة الدنيا”: “شدي شراع الحب فوق سفينتي”:

    تمشي على حد الضباب بلا مدى

ومريدها نجم يدور على السدى

هي من تقود بطرفها كل الدنى

هو صولجان الحق في غيب الهدى

هذا القصيد كلامها شعر الفضا

شعر الزهور وعطره هذا الصدى

قد أسدلت هذا الحجاب بروضة

وتمنعت في شعرها مدت يدا

يتساءل العشاق عن وصل لها

لكنها غيب يقول لنا غدا

هل كنت عاشقها لتنعم جنة

ام تصطلي بالنار هل كنت العدا

عشاقها ورق الخريف تساقطوا

هم يكتبون الشعر أسرارًا شدا

هو عاشق في وصلها قد أسرجت

نحو الخيال بخيلها حتى غدا

يصطاد أنجمه على أزهارها

وكأنه فيها الصبايا أفردا

يرنو لغيم ربما قد أمطرت

وصلًا ورب الغيم بابًا أوصدا

أوَكلما خيلي مشت ولواحة

من وجهها كان السراب مبددا

يا حيرة الصوفي أنشد شعره

دورانه هل كنت حلمًا معبدا

كلماته دمه على أسرارها

منها الهدى وهو الغريب قد افتدى

وجعلت من ليل له بنهاره

ضوء الشموس وقد أزاحت أسودا

خاض العلا مجدًا زهيًا حبها

فاظفر بذات المجد واظفر سؤددا

يا نعمة الدنيا حياة ملؤها

ورد ونجم في السما قد غردا

شدي شراع الحب فوق سفينتي

البحر صاف والهوى قمرًا بدا

وكان ختام الإلقاء مع الشاعر حسام الشيخ بقصائد متنوعة الفضاءات مع عمق الدلالات وجمال التصوير وسلاسة العبارة الشعرية. قصيدته “وصلِّ حيثُ شئت” يقدم لها بقوله: “قالت مولاة فارسية لسلمان الفارسي في المدائن وكان يلتمس مكانًا طاهرًا يصلي فيه: التمس قلباً طاهراً، وصلِّ حيث شئت”يقول:

على مَطَرٍ يبتلُّ بالوحي هاطِلُهْ
غفت قُبّراتٌ .. واستفاقتْ هوادِلُهْ

مشى في حقولِ القمحِ فلّاحُها الذي
تُراوِدُ عن حلمِ الجياعِ مناجِلُهْ

إذا جفّتْ الأغصانُ واصفرَّ لونها
ستنبتُ في عينِ اليتامى سنابِلُهْ

وتنسجُ أشجارُ الحكاياتِ ظلَّها
على دربِه كي تستريحَ بلابِلُهْ

فمدَّ بساطاً من رؤاهُ وأورقتْ
خُطاهُ وفاحتْ كالربيعِ خمائِلُهْ

مسافةَ ما بينَ الشريديْنِ: حُلْمِهِ
وعُمْرٍ مضى.. كانَتْ تلوحُ أيائِلُهْ

يخطُّ على رملِ المدى نقشَهُ فهل
سيكشِفُهُ العرّافُ أو هوَ جاهِلُهْ

لمن سوفَ يشكو لو أضاعَ جِهاته
إلى الذِّئبِ والعُقبانِ وهي عوائِلُهْ؟

ومن سوفُ يتلو آيةً فوقَ رأسِهِ
وموّالُهْ ما جفَّ في الرّيقِ زاجِلُهْ

إلى حيثُ ترتدُّ السُّلالاتُ: ماؤُهُ
القَراحُ .. ومن ماءِ السرابِ عواذِلُهْ

ولو خبّأَ الأسلافُ كلَّ جِرارِهِمْ
فما اختبأ (المعنى) وإن عيَّ قائِلُهْ

هوى آدمٌ في الطينِ فابتلَّ حسرةً
وتفاحةٌ تكفي: فتهوي منازِلُهْ

يفتشَّ في (الأسماء) عمّا يُحيِلُهُ
إلى وطنٍ يمتدُّ في الروحِ ساحِلُهْ

فبانت بلادٌ مثلَ أصدافِ رملِهِ
وبانَ له (الإنسانُ) دُرّاً يحاوِلُهْ

وقابيلُ من خلفِ القناعِ معانقاً
أخاهُ .. ويدري أنّهُ الآنَ قاتِلُهْ

نداءٌ من الدهرِ القديمِ .. كأنما
أُنيطتْ بأعناقِ العبادِ حبائِلُهْ

و(لَوْحُ) المنايا دَقَّهُ كفُّ ناحِتٍ
إذا قمّطَ الطفلَ الرّضيعَ قوابِلُهْ

تؤذّنُ في قلبِ المُريدِ صوائحٌ
من الغيبِ .. في أقصى رؤاه تُخاتِلُهْ

كأنّ له ظبيا على النبّعِ جافِلاً
فيظمى لكي تروي الظباءَ جداوِلُهْ

يمرُّ بأرض الأنبياء مسافراً
تنوءُ بسرِّ العارفينَ رواحِلُهْ

يسائِلُ عن (ليلى) البعيدِ خباؤها
فحارَ جواباً في الهوى من يسائِلُهْ

كشمعةِ ليل العاشقينَ .. كناسكٍ
ستُطفي الثريا إن أضاءت مشاعِلُهْ

ومفترشٍ عندَ الصلاةِ فؤادَهُ
وإن جاءتْ الدنيا هناكَ تُباهِلُهْ

لهُ في مدى الصحراء ميقاتُهُ .. لهُ
حُداءُ سُراةٍ لا تضِلّْ قوافِلُهْ

وإن ضاقت البيداءُ عن دربِ سالِكٍ
فإن الصحارى أهلُهُ وقبائِلُهْ

وقصيدته “وجدانيات” يقسمها إلى مشاهد تصور رؤيته في الحياة ومشاعره :
(1)

في ظلامٍ إذا أضاءَتْكَ فكرَةْ
رُبَّ خَيْطٍ يَنْسَلُّ في قلبِ  إبرَهْ

رُبَّ ذئبٍ تَراهُ، رُبَّ صَحَاَرى
كالتي خبّأَتْ ليوسُفَ بِئْرَهْ

لا أسمّيكَ .. لا أخالُكَ شِعراً
أنتَ صوتٌ في الريحِ يَحْفِرُ سَطْرَهْ

لكَ وَقْعٌ يا واحداً في المرايا
فَتَشَظّتْ – يا وِتْرَها – الآنَ كَثْرَةْ

لستُ إلا مدينةً .. لستَ إلا
زَمَناً مارقاً يُسابِقُ فَجْرَهْ

(2)

أشاحَ حزناً.. و لم ينبس ببنت شفَهْ
كأن ثقباً إلى المجهول قد جرَفَهْ

راحت أيائله تعدو .. فما ابتعدت
إلا أزاحَ مدىً في البِيدِ أو كشَفَه

وافَتْهُ عند غديرِ الماءِ خاطرةٌ
فارتدَّ عنهُ .. و ما وافاهُ و ارتشَفَهْ

الأرضُ هاءَتْ له ثم اصطفته فتىً
كأنما اختزلَ التاريخَ في صَدَفَه

يميلُ كالعودِ ما مال الحنينُ به
حتى تغادرَه ريحُ الصّبا سَعَفَهْ

(3)

أقولُ للرّيحِ
ذا عُمْري و ذا جَسَدي
خذيهِما صرخةً تمتدُّ للأبدِ

ما اسْتَنْطَقَتْني جهاتُ الأرض عن سَفَرٍ
إلا غَرَسْتِ شِراعاً فيَّ كالوَتَدِ

فلا أَناَ راحلٌ عنّي .. ولستُ أنا
بماكثٍ .. هل أنا حِلٌّ بذا البَلَدِ؟

تشدُّني الأرضُ
دَأْبِيْ  أنحني سعَفاً للعابرينَ
وأجلو خوفَهم بيَدِي

أمامَهُمْ
عاقِرٌ شمطاءُ
تسلبُهُمْ أحلامَهمْ

واسمُها (الصحراءُ) يا ولَدِي

(4)

نداءٌ قديمٌ في الوجودِ .. كأنّما
إليه مدى الدَّهرِ السّحيقِ أُسافِرُ

كأنَّ جدارَ الغَيْبِ يبدو لوهْلةٍ
و قد نُقِشَتْ فيهِ: “هنا مرَّ شاعِرُ

(5)

يا نايُ
خذ شفتي
وخذ إيقاعي

ما كنتَ
من قصبٍ
سوى أضلاعي

الحزنُ
في رئتي
وفيكَ نفثتُهُ

وأنا القوافلُ
والمدى
والناعي

كذلك تعامل مع قصيدته “غزليات”، حيث قسمها إلى مشاهد ستة عمدت فيها تلقائيته إلى رسم ملامح الغزل بعذوبته وشفافية روح عناصره:
(1)

لكَ من ثغرها الشهيّ .. سُلافَهْ
كيف تكفيكَ من نَداه ارتشافَه

ربما تشتهي الكرومُ سِلالاً
ربما التينُ يرتجيكَ قِطافَهْ

بُعْدُ ما بيننا .. شبابيكُ صُبْحٍ
سامحَ اللهُ من أطالَ المسافَهْ

(2)

لِرُوحِها رَمَقٌ مُسْتَنْفَدٌ .. و لَهُ
تَكَادُ تُلفَظُ حتّى شَفَّها الوَلَهُ

كأنَّما عَلّقَتْ في الرّيحِ خافِقَها
فكُلَّما جَفَّ حَبْلُ الوَصْلِ .. بَلَّلَهُ

وحينَ أجْدَبَ منها كلُّ مُفرَدَةٍ
اِستنطقَتْهُ! فخانَ الماءُ جدوَلَهُ

(3)

‏إذا انسكبَ العذبُ من جَرّةٍ
لترتويَ الشَّفَةُ الشاحِبَهْ

إذا عادَ للبيتِ ربُّ الصغّارِ
وفي يَدِهِ الطفلةُ الهارِبَهْ

أفتّشُ عنكِ الصحارى، وأسألُ
من شاهدَ النجمةَ الراهِبَهْ؟

وفي زمنِ الماءِ من يا ترى
أضاعَ بطوفانِهِ قارِبَهْ؟

(4)

خذيني سحاباً فوقَ دنياكِ يعبرُ
ولا تغلقي الشبّاكَ عني .. سأمطرُ

ولا تجمعي حبلَ الغسيلِ لعلّني
على ثوبكِ الليليِّ كالعطرِ أقطرُ

(5)

ردّي عصافيرَ قلبي .. فالغصونُ هنا
لا يشتهي الطيرُ إلا فوقها وطَنا

ردي السواقي إلى مجرايَ .. وابتعدي
إن شئتِ .. فالماءُ إن أركَدتِهِ أسَنَا

طارت فراشات هذا الحقل ، واحتشدتْ
في الضوء ، كم فنِيَتْ في عشقه و فنى!

كم احترقتُ انتظاراً .. و احترقتُ أسىً
أكنتُ قربانكِ الأشهى و متُّ ضنى؟

فصّلتُ للعيدِ من أيامنا فرَحاً
فلا تخيطي ليوم الملتقى كفَنا!

(6)

كشاعرٍ مُتعَبٍ لم يكتشف حتفَه
الموتُ معطفُه والبردُ قد شفَّه

على الطريقِ رمى ورداً وأغنيةً
وقالَ شعراً ولكن لم يُجِدْ عزفَه

مرّتْ على دربِهِ ذكرى حبيبتِهِ
فراحَ يقطفُ منها شُرفةً .. شُرفَه

من شُرفةٍ شاهدَ الدنيا وروعتَها
وشُرفةٌ بّأتْ من تحتِها .. حتفَه

بعد إلقاء الشعراء قصائدهم دعا مقدم الأمسية الشاعر محمد عبدالله البريكي إلى اعتلاء المنبر ، حيث كرّم المشاركين والتقط معهم صورة تذكارية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى