*ذكريات* ذكرى جلوس المغفور له الشيخ          زايد بن سلطان آل نهيان د. محمد سعيد القدسي      –      الإمارات

قبل ان ينتصف النهار السبت 6 أغسطس 1966  كانت أبوظبي على موعد مع القدر بمبايعة الشعب والأسرة الحاكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، حاكمًا لامارة أبوظبي ليقوم بدفع البلاد في مسار التطوير والبناء والحياة العصرية كما هي الدول المتقدمة، وقد عرفه أبناؤه في إمارة أبوظبي بحنكته السياسية وهو يدير أصعب الأمور في العين عندما كان حاكمًا لها وممثلًا للحاكم في المنطقة الشرقية مع قلة الموارد، وقد أعلن رحمه الله أول ميزانية  لأبوظبي 250 مليون جنيه إسترليني، وقام بإنشاء الدوائر الحكومية التي أراد لها أن تسير بسرعة وثبات في بناء ابوظبي الحديثة، وكانت النتائج التي توقعها في السنين القليلة الأولى أكثر من مرضية وملأت نفسه بالأمل الواعد.

 ومضت ابوظبي تنفذ خطتها الخمسية الأولى لإقامة كافة المرافق الحديثة والخدمات والاتصال والبلديات والميناء والمطار والإعلام ومؤسسات المرأة منجزًا النقطة الأولى في رؤيته الثلاثية، ومع مسيرة إقامة أبوظبي التقى الشيخ زايد بأخيه الشيخ راشد بن سعيد  آل مكتوم رحمهما الله يوم 18 فبراير/شباط  1968 في منطقة السميح، وبحث معه قرار بريطانيا الانسحاب من الخليج العربي بنهاية عام ،١٩٧١ وكيفية ملء الفراغ وخرجا بإعلان دبي لإقامة اتحاد بين إمارتيهما، و في اليوم التالي انضمت إليه الإمارات الأخرى يوم ٢٥ فبراير  لمواجهة الوضع الجديد، وبعد اجتماعات عديدة للجان الفرعية في كافة المجالات جاء الاجتماع التاريخي للمجلس الأعلى للاتحاد في الجميرا الخميس ٢ دسمبر ١٩٧١، وفيه أعلن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطاتها، وتم رفع العلم بعد رحلة 1384 يومًا، منجزًا النقطة الثانية في رؤيته أتبعها  بمسعى امتد خمس سنوات حتى أعلن بنفسه قيام مجلس التعاون يوم ٢٥ مايو ١٩٨١ في قمة التعاون في أبوظبي منجزًا النقطة الثالثة في رؤيته (استراتيجيته)،  ومن حنكته السياسية في القضايا الصعبة عربيًا وخليجيًا أصبح رقمًا صعبًا وليس متفرجًا ، ففي حرب أكتوبر ١٩٧٣ استدان في لندن مبلغ ٨٠ مليون دولار وحولها إلى مصر أتبعها بقراره التاريخي بقطع النفط، وبعد ثمانية أعوام ساهم بفعالية في حرب تحرير الكويت، لكنه رفض حصار العراق  اقتصاديًا ١٣ عامًا، كما عمل على وقف الحرب بين اليمن الشمالي والجنوبي وتوج ذلك بإعلان الوحدة عام ١٩٩٠، وأوقف نزاعًا بين مصر وليبيا عام ١٩٧٦، وآخر بين المغرب والجزائر عام ١٩٩١، وقدم رحمه الله في فترة حكمه ما قيمته 26 مليار درهم إلى 59 بلدًا في العالم.

 رحم الله صاحب الذكرى آل 56. يوم بدأ فيه رحمه الله صنع تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.