مقالات

تأملات (١٩) د. داود سليمان – النمسا

 

د. داود سليمان

 

“توجيهات آية قرآنية في أدب الحوار، ومنهجية الإدارة القويمة”
ضمن إطار هذا العنوان، سوف أتحدث عما استشرفته من توجيهات الآيات القرآنية الكريمة وإرشاداتها من واقع تجارب شخصية حدثت معي أثناء فترة العمل في معهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بالظهران/المملكة العربية السعودية. لقد عملت أثناء تلك الفترة:-
أ- بداية كرئيس لفريق دراسات الحفازات (العوامل المساعدة) والعمليات المحفزة في الصناعة البتروكيميائية وتكرير البترول؛
ب- بعد ذلك عملت مستشاراً بمكتب مدير المعهد، وفي أثناء فترة العمل الأولى اتبعت منهجية الإدارة التي استشرفتها من توجيهات الآية القرآنية الكريمة: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ، وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ، وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ، فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل- عمران: ١٥٩)”. وللتذكير فإن هذه الآية الكريمة قد نزلت بعد هزيمة المسلمين في موقعة “أحد”، وجاءت مباشرة بعد الآية الكريمة: “وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (آل- عمران: ١٥٨)”، فما الذي تتضمنه هذه الآية الكريمة من توجيهات وإرشادات علمية موضوعية ذات صلة بمنهجية الإدارة القويمة؟
للإجابة على هذا السؤال، يجدر بالمرء استحضار الأحداث التي عاشها المسلمون قبل معركة “أحد”، وما حصل لهم من هزيمة أثناء تلك المعركة. تَذكر الكتابات المتنوعة التي تحدثت عن معركة أحد، وما حصل قبلها، وأثنائها، وبعد انتهائها من أحداث، أن المسلمين عندما علموا بأن كفار قريش قد عقدوا العزم على مقاتلة المسلمين في المدينة المنورة بهدف إبادتهم، قد تشاوروا في ما بينهم للوصول إلى رأى موحد بخصوص موقع اللقاء لإدارة المعركة؛ وأثناء فترة المشاروة بين رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وصاحبيه (أبو بكر الصديق،  وعمر بن الخطاب، رضي الله عنهما) للاتفاق على موقع المعركة المنتظرة، كان رأي رسول الله، أن يتحصن المسلمون بداخل المدينة المنورة، في حين كان رأي صاحبيه أن تكون مواجهة كفار قريش خارج أسوار المدينة، وقد ألحا عليه في ذلك؛ فما كان من الرسول الكريم إلا النزول على رأي صاحبيه، ومن ثم دخل إلى غرفة بيته لتجهيز نفسه بلباس الحرب. وتذكر المصادر أن صاحبي الرسول الكريم، في أثناء الحوار قد أدركا أنهما أثقلا على الرسول الكريم، ما أدى بهما إلى استدراك الأمر بأن يعترفا له بذلك، ويذكرا له موافقتهما على رأيه، ويطلبان منه أن يتم لقاء المهاجمين من الكفار بداخل المدينة. ولما رأوا الرسول الكريم قد خرج لهما وقد ارتدى لباس الاستعداد للقتال، أخبراه بنزولهما على رأيه وموافقتهما على التحصن بداخل المدينة للقاء المهاجمين؛ ولكن الرسول صلَّ الله عليه وسلم، أراد أن يعلم صاحبيه درسًا في أسس الإدارة القويمة، فقال لهما بما معناه: “ما كان لرسول أن يتَجَهَّز لأمر ما ثم يعدل عنه”. وهكذا تم لقاء الكفار في موقعة “أحد” التي انتصرت فيها جحافل قريش من المشركين على المسلمين، فماذا حدث بعد انتهاء تلك المعركة؟
لم يعاتب رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، صاحبيه ويلومهما على ما أسفرت عنه مشورتهما من هزيمة منكرة للمسلمين. ويُذكر أن الآية الكريمة التي ذكرناها سابقًا، وهي آية توضح بجلاء عظمة أخلاق رسول الله، صلَّ الله عليه وسلم، الأمر الذي يجب أن يتخذه المسلم المؤمن الحق دستوراً لحياته، ومقوماً لتصرفاته في ممارسة أسلوب الإدارة الإنسانية القويمة. لقد ابتدأت الآية بالعبارة: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ”، التي تؤكد على تذكير المرء من ذوي المكانة التي تتيح لهم مواقعهم الإدارية السيطرة على الآخرين، بضرورة الإلتزام باتباع أسلوب الرحمة، وجعله الأسلوب السائد في ممارسة الإدارة القويمة؛ الأسلوب الذي يجب أن يستمد مقوماته مما يملأ قلب المرء وعقله رحمة وحكمة، واجتناب اللجوء إلى الفظاظة، والغِلظة في اتخاذ القرار، باعتبار أنه القائد المُتصرِّف في شؤون القوم، مما يؤدي بالضرورة، إلى انصراف الأتباع عنه: “وَلَوْ كُنتَ فَظًًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”؛ ولكن هل هذا الشطر من الآية جاء مستقلاً، بحيث يتيح الأمر لإمكانية الطَّعن في قوامة توجيهات الآية وإرشاداتها، من مُنطلق: “ترك الحبل على الغارب”، حيث قد يؤدي ذلك، في غالبية الأحوال، إلى نتائج غير حميدة؛ ولذلك جاءت تكملة الآية على النحو التالي: “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”؛ أي أن القائد الذي تُوْكَلُ إليه مسؤولية التوجيه والقيادة، عليه أن يعتمد، في اتخاذ القرار بنوعية التصرفات القيادية، استناداً على معرفته العلمية والموضوعية بحقيقة ما يُحيط به، ويواجهه من صعاب ومتغيرات ظرفية، وسلوكية من يقودهم، قبل اتخاذه القرار بتصرف أو بتوجيه معين لأتباعه. ثم تُخْتَتَم الآية الكريمة بالفقرة: “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”؛ وباعتقادنا أن رأي الرسول الكريم، صلَّ الله عليه وسلم، أثناء حواره مع صاحبيه قبل معركة أُحُد، بأن يتحصن جيش المسلمين بداخل المدينة، بعكس ما ارتآه صاحبيه، بأن يكون موقع لقاء المهاجمين الكفار خارج المدينة، كان له بلا شك ما يبرره، ولكن رسول الله، بحكمته لم يفرض رأيه على صاحبيه، باعتبار أنه النبي، لأن المناسبة لم تكن تتعلق بالإيمان بنبوته ورسالته، ولكنها كانت علاقة مشاورة، وكلا الطرفين أبدى وجهة نظره، ولما كانت وجهة نظر الأغلبية هي بلقاء الأعداء المهاجمين خارج منطقة المدينة، فقد عزم الرسول الكريم على مواجهة الكفار وفق ما ارتأه صاحباه. ونزولاً على رأي صاحبيه، دخل الرسول الكريم غرفته لتجهيز نفسه بلباس الحرب. وباعتقادنا أن الرسول الكريم، صلَّ الله عليه وسلم، كان أثناء المناقشة يستلهم ما توجه إليه وترشد به تلك الفقرة من الآية “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ”، وهو متوكلٌ على الله؛ وذلك لاقتناعه بأهمية، بل بضرورة التوكل على الله، لأن الله سبحانه وتعالى يحب المتوكلين عليه عندما يواجه المرء موقفًا يتطلب منه الاختيار بين أمرين، أحدهما يوافق رأيه، والآخر بخلاف ذلك؛ ولكن الله يقيناً يكره المتواكلين. وباعتقادنا أن نزول الرسول، صلَّ الله عليه وسلم، على رأي صاحبيه، لم يكن إلا بهدف توجيه أتباعه المسلمين في كافة المواقف التي يتعرضون لها للمفاضلة بين مسارين متعاكسين، إلى التحلي بالأخلاق الحميدة في المواقف الصعبة، حتى لو جاءت النتائج سلبية، وأن تكون تصرفاتهم دوماً مستندةً على قاعدة: الاستعانة بالمعرفة العلمية، وعلى الخبرة العملية، ومن ثم التوكل على الله. وفي إطار مواصلة التوجيه الإلهي للمرء الذي أوكلت له مهمة القيادة (الرسول الكريم في هذه الواقعة) جاءت فقرة الآية: “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو العليم (الذي عنده المعرفة المطلقة) بكافة أحوال خلقه، وهو القائل: “إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ، وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (آل- عمران: ١٦٠)”؛ على أن لا يفهم “التَّوكُّل” بمعنى  “التواكل”. وباعتقادنا أن الرسول الكريم قد فعل ذلك (الموافقة على رأي صاحبيه بأن يكون موقع لقاء الكفار خارج المدينة المنورة ) وهو متوكلٌ على الله، ولذلك كان توزيعه للجند قبل المعركة يتسم بالثقة في نصر الله للمسلمين، ولكن ما حصل من الجند، إذ خالفوا توجيهات قائدهم، وتركهم مواقعهم التي ارتآها لهم الرسول، صلَّ الله عليه وسلم، عندما ظنوا أن العدو قد هُزم، وحرصوا على نيل الغنائم قبل انتهاء المعركة، هو ما تسبب في هزيمة المسلمين آنذاك.
بعد انتهاء المعركة، ماذا حدث؟ وما هو الأسلوب الذي اتبعه الرسول الكريم مع أصحابه؟؟ الإجابة على هذا التساؤل بموضوعية تقدمه فقرة الآية الكريمة: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ “، التي تظهر سيادة الأخلاق والتصرفات الحميدة التي ملأت قلب رسول الله، واستولت على عقله وفؤاده، وحددت معالم المنهجية القويمة لتصرفاته، لتكون مثالاً لأتباعه، منهجية طابعها اللين واحترام الآخر: “لِنتَ لَهُمْ”، واجتناب اللجوء إلى الفظاظة، والغِلظة في اتخاذ القرار، باعتباره القائد المُتصرِّف في شؤون القوم، مما يؤدي بالضرورة، إلى انصراف الاتباع عنه: “لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”. فلم يعاتب رسول الله صاحبيه، بل إن تصرفاته، بعد انتهاء المعركة قد أظهرت كرم أخلاقه التي طبعتها سيادة رحمة الله في اتخاذه أسلوب الإدارة الإنسانية السليمة: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ”، تلك السيادة التي ملأت قلبه، واستولت على عقله وفؤاده، وحددت معالم الطريق القويم لتصرفاته التي طابعها اللين واحترام الآخر، واجتناب اللجوء إلى الفظاظة، والغِلظة في اتخاذ القرار، باعتباره القائد المُتصرِّف في شؤون القوم، مما يؤدي بالضرورة، إلى انصرافهم عنه: “وَلَوْ كُنتَ فَظًًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”، لتكون هذه الأخلاق أساسًا يحتذى به. ثم يأتي التوجيه القويم من لدن حكيم عليم، لكل مسؤول عن إدارة شؤون رعيته الإدارة الإجابية، بأن يلتزم المسؤول باتخاذ الإجراءات التالية التي نستخلصها من هذه الآيةالكريمة:-
* العفو عن الأخطاء التي أدت، أو قد تؤدي إليها تصرفات المخالفين في الرأي، وعدم تحميلهم الوزر لما يُسفر عنه اتباع رأيهم من خسائر: “فَاعْفُ عَنْهُمْ”؛
* توخي العذر الإيجابي لتصرفاتهم، مع حثهم على الاستزادة من المعرفة، بشكل عام، والمعرفة الإدارية على وجه الخصوص، وتوجيههم إلى مصادرها: “وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ”؛
* الالتزام باتباع أسلوب التشاور (المشاورة) للوصول إلى أسلم التصرفات التي يلتزم بها عامة القوم: “وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ”؛
* الالتزام باتخاذ القرار بناءً على أدق، وأقوم، وأسلم المعطيات العلمية والخبرة المعرفية التي يتم الحصول عليها من الجهة الأكثر معرفة بمجريات الأمور: “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ”؛ ففي ذلك، ضمان بإذن الله، لتحقيق الفوز للمرء من فئة المتوكلين على مصدر المعرفة الحقة: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”.
كيف طبقت شخصيًا التوجيهات الإدارية التي تضمنتها هذه الآية الكريمة (آل – عمران: ١٥٩): “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ، وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ، وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ، فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”، عندما كنت رئيساً لفريق دراسات وبحوث الحفازات والعمليات الكيميائية المحفرة بمعهد البحوث/ جامعة الملك فهد للبترول والمعادن؟؟
للإجابة على هذا السؤال لا بد من الإشارة إلى المنهجية التي التزمت بها إدارة المعهد في التخطيط لتنفيذ مشروع البحوث التي سيجرى العمل عليها:-
١- دراسات وبحوث يتم تنفيذها لصالح طرفٍ ثانٍ، بهدف تطوير حلول علمية تقنية للمشكلات التي تواجهها عمليات الإنتاج بالمنشآت الصناعية ذات العلاقة، وذلك مقابل تحمل تلك المنشآت نفقات الدراسة/البحث.
٢- لأجل تطوير تقنيات محلية يتم الإنفاق عليها من ميزانية البحوث بالجامعة، بهدف الارتقاء بالمعرفة العلمية المتقدمة في مجالات البحوث ذات العلاقة بأنشطة المعهد، والجامعة بشكل عام. وفي كلتا الحالتين، كان يتم تعيين فريق دراسة برئاسة أحد العلماء  لمختصصين لإعداد مقترح لبرنامج علمي وعملي لتنفيذ مشروع الدراسة/البحث المقترح يتضمن:-
إضافة إلى التعريف بالمشروع، وفريق العمل الذي ستوكَل إليه مهمة تنفيذه:-
أ- التعريف بالمشروع من خلال إعطاء نبذة علمية مرجعية للمشروع، وعرض أهميته العملية التطبيقية،
ب- تحديد الإجراءات التنفيذية، ومتطلباتها من الأجهزة والمواد، والمدة الزمنية لتنفيذه، والتكلفة المالية المقترحة للمشروع،
* ما هو الأسلوب الذي اتبعته شخصياً مع فريق دراسات الحفازات والعمليات الكيميائية المحفزة في الصناعة البتروكيميائية وتكرير البترول الذي كنت أرأسه؟
١- إعطاء الفرصة لأعضاء فريق المجموعة التي ستوكل إليها مهمة تنفيذه الدراسة، لتقديم مقترحاتهم بمشروعات البحوث التي يرون أهمية تنفيذها داخلياً، أي على نفقة الجامعة.
٢- تنظيم زيارات لأعضاء المجموعة للمنشآت الصناعية ذات العلاقة بأنشطتنا للتعرف على العمليات الإنتاجية، والمواد الأولية، والمنتجات، وطريقة إدارة العمليات الإنتاجية، ونوعية المنتجات الجانبية، وطرق وقاية آلة الإنتاج وصيانة عملياته، …. إلخ.
٣- تكليف كل عضو من أعضاء فريق العمل الَّذين قاموا بتلك الزيارة، بتقديم ملخص كتابي، وعرض علمي/فني عن ملاحظاته التي خرج بها من تلك الزيارة أمام كافة أعضاء المجموعة، وذلك بهدف إثراء معرفتهم العلمية، وتقديم المقترحات لتطوير أساليب العمل.
٤- وبصفتي رئيس فريق مجموعة الدراسات، كنت أطلب من أعضاء المجموعة إعداد مقترحاتهم بالموضوعات البحثية التطبيقية التي يرون أهميتها لتطوير العمليات الإنتاجية بالمنشآت الصناعية التي جرت زيارتها، وتقديم عرض علمي موضوعي لمقترحاتهم أمام كافة أعضاء المجموعة، لمناقشة إمكان إعداد عرض/ عروض للدراسات التطبيقية، بهدف معالجة الجوانب السلبية لعمليات التشغيل، والصيانة، وتطوير الأداء.
٥- عادة ما يتناول العرض المقترح للدراسة، وصف المشكلة (إن وجدت)، وتحديد عناصر الدراسة المقترحة لمعالجة المشكلة (او لتطوير العملية الإنتاجية)؛
٦- عندما يتم إعداد عرض الدراسة المقترحة، الذي عادة ما يشتمل على عدد من البنود الإجرائية، كنت أطلب من أعضاء فريق العمل الذي سيكلف بالدراسة، أن يختار كل عضو البند الذي يتوسم في نفسه المقدرة على معالجته بموضوعية علمية وفقاً لتأهيله وخبرته، وكنت أكرر أمام فريق الدراسة المقترح، العبارة التالية: “البند الذي تجدونه عصياً عليكم، اتركوه لي شخصياً”.
٧- بهذه المنهجية كان التفاهم بين أعضاء فريق الدراسة هو سيد الموقف، بما يضمن أن يأتي الإنجاز بأفضل صورة ممكنة. لم يكن أي فرد من أعضاء فريق الدراسة يشعر بأنه مُكلف بإنجاز ما لا طاقة له به؛ ولو قدر أن يكون الأمر غير ذلك، لأنفض فريق الدراسة من حول رئيسه. وهذا الأمر لم يحدث بفضل الله، وذلك بسبب اتباع أسلوب الإدارة القويمة التي تراعي توجيهات الآية الكريمة: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ، وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ، وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ، فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”.
فهل باستطاعة أولياء الأمور والعقلاء في وطننا الالتزام بهذه التوجيهات الإلهية القويمة لوقاية مجتمعاتنا من الأخطار المحيطة بها، وفي مقدمتها التآمر على وجودها؟ نأمل ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تحياتي واحترامي دكتور داود موضوع حساس ودقيق وهو هرمية الادارة واحترام درجاتها والموقع الذي انت فيه في العمل وهذا هو حسن الادارة والقيادة وفي كلامك الكثير من توعية الناس على تعلم اسلوب القادة وهو منهج تخريج القادة وصناعتهم في مجتمعاتنا وهو اساس فلاح وصلاح المجتمع .الله يعطيك العافية وجزاك الله كل الخير على هذا الكلام الطيب مع الحب والتحية والاحترام والتقدير لك ولايجابيتك في بناء الشخصية القيادية تحياتي مهند الشريف

    1. أشكرك أخي مهند، وأدعو الله أن يوفقنا لخير الأعمال التي يستفيد منها جمهور أبناؤنا لغد أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى